يبدو أن الحوثيين يريدون خلط الأوراق في اليمن بتنظيم مظاهرات ضخمة ، ليس للمطالبة بالاستقلال أو الحكم الذاتي . فهذه المرة يقدمون أنفسهم على أنهم الشعب اليمني الذي ضاق ذرعا بتصرفات الرئيس هادي عبد ربه منصور والحكومة التي تعمل على رفع الدعم عن المشتقات النفطية . وطرحوا شعارات تطالب بإسقاط الحكومة مع سيل من الإنذارات وضرب المواعيد بتنفيذ ذلك 

عبد الملك الحوثي اختار العاصمة صنعاء وجهة لأنصاره لكي يحجوا إليها ويطلقوا ما أسماه بثورة جديدة . فتوافدت القبائل الموالية له وأقامت المخيمات على تخوم العاصمة مع تواجد مسلحين فيما بينهم . بمشهد ينذر بانفجار الوضع في اليمن خاصة وأن الحرب في محافظة عمران وصعدة لم تضع أوزراها بشكل حقيقي بعد . 

استنفر الساسة في اليمن وكذلك فعلت الدول العشر الراعية للعملية السياسية في البلاد . وصرحوا بأن المجتمع الدولي سيدين ماينتج من أعمال عنف من التصعيد الحوثي . 

الشعب اليمني رفض بمعظمه تحرك الحوثيين وطالبهم بعدم امتطاء آلامه وأوجاعه لتحقيق مآرب باتت مكشوفة 

وعززت تحركات الحوثيين الذين يتخذون اسم "أنصار الله" المخاوف من سعيهم إلى توسيع رقعة نفوذهم إلى صنعاء بعد أن نجحوا في السيطرة على عدة مناطق شمالية وفي تحقيق تقدم على حساب آل الأحمر زعماء قبائل حاشد وعلى التجمع اليمني للإصلاح, وهو حزب إسلامي سني مقرب من الإخوان المسلمين .

ويشكل يوم الجمعة القادم نهاية للمهلة التي أعطاها الحوثي للحكومة اليمنية قبل أن يتخذ ما أطلق عليه بالاجراءات المزعجة ... وإلى تلك الساعة يترقب العالم انفجارا قد تصل شظاياه إلى الإقليم بأكمله خاصة وأن الصراع بأبعاد طائفية ينتشر عبر الحدود ..