ليس من الحكمة ولا من الصواب ان تدمن وسائل الاعلام الحزبية المختلفة على ترديد فكرة ان الحوثيين هم الوحيدون الذين يرفضون الفساد ويقفون ضد الجرعة المنحوسة التي اتخذت من دون قرارات وتصورات مدروسة، لان خطابا اعلاميا كهذا من شأنه ان يخلق صورة نمطية في الاوساط الشعبية اليمنية مفادها ان الحوثيين باتوا هم الجماعة الاكثر شعبية وجماهيرية في اليمن.
كما ان ترديد فكرة الرفض للسفاد والجرعة القاتلة وحصرها في الجماعة الحوثية من شأنه احراج الاحزاب والقوى السياسية الاخرى كالمؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للاصلاح وبقية الاحزاب السياسية الاخرى التي تورطت في اتخاذ قرار الجرعة عبر قياداتها الحزبية، الا ان الغالبية العظمى من جماهير تلك الاحزاب ترفضا رفضا قاطعا الفساد وترفض جرعة الموت البطيء للشعب اليمني، ولذا فليس من الصواب حصر قضية رفض الفساد والجرعة القاتلة بالجماعة الحوثية.
ان على الاعلام الحزبي وكذلك على الكتاب الذين يشكلون جزءا من الاعلام الحزبي ان يراجعوا خطابهم الاعلامي وان يدركوا جيدا ان معظم فئات الشعب اليمني ترفض الفساد وترفض الجرعة القاتلة، لان الفساد يضر بجميع اليمنيين وكذلك الجرعة القاتلة تفتك بجميع فئات الشعب اليمني وبشكل خاص السواد الاعظم من المواطنين العاديين، وعليه ينبغي ان يدرك القائمين على الاعلام الحزبي مدى المغامرة الاعلامية التي يرتكبونها بحق احزابهم وبحق السواد الاعظم من جماهيرهم الحزبية الرافظة للفساد والجرعة القاتلة.
مما لا شك فيه ان الحوثيين اليوم هم فرسان الميادين والساحات والحراك الشعبي المناهض للفساد والفاسدين والجرعة القاتلة للشعب اليمني، ولذا فليس من الترف ان قلنا ان الحوثيين يكسبون الرهان ويزدادون شعبية وجماهيرية، كونهم التيار السياسي الوحيد الذي يتبنى قضايا الشعب وهمومه وتطلعاته، بينما الاحزاب السياسية الاخرى تقدم نفسها رسميا على النقيض او على الضد من مصالح الشعب وتطلعاته وهمومه، وهذا ما سيمكن الحوثيين من اكتساب ثقة الشعب وبالتالي من تعاظم قوتهم واتساع شعبيتهم ومن ثم سحب البساط من تحت اقدام الاحزاب السياسية الاخرى الصامته على الفساد والجرعة القاتلة.
اخيرا ايها الاعلاميون الحزبيون تعلموا كيف تصيغوا خطابكم الاعلامي وكيف توجهوا رسائلكم الاعلامية الى الشعب وحذار حذار من الاستمرار بهذا الخطاب الاعلامي الهزيل، الذي يضر ولا ينفع ويدمر ولا يعمر ويكون مردوده سلبيا ومحرجا على الاحزاب التي تقف خلفه وتمارسه بغباء ودنما وعي سياسي لانه بهذه الطريقة يخدم الحوثيين ويقدم لهم دعاية سياسية على طبق من ذهب، فيحق قول الله تعالى على تلك الاحزاب، ( انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.