لأنني.. ما زلت _ وسأظل _ مؤمنا بأن أبناء هذه المنطقة _ كما اثبتت أحداث عقود وقرون ماضية _ قادرون على إنتاج عدّة (لاءات) تتصل بالعدالة والكرامة الجمعية التي ستضمن لهم _حتما _ حقوق المواطنة الكاملة غير المنتقصة..

ولا أريدأن أقول أيضا: إن أبناء وصاب وعتمة  وريمة قد صارت لديهم .خلال السنوات الأخيرة. مناعة في إبتلاع الأهانات والإعتداءات الهمجية ..لأنهم تاريخيا قد اثبيتوا عكس ذلك الإبتلاع تماما..

عموما سأتحدّث عن أصل الحكاية وأقول..إن الطريقة التي تم بموجبها معاقبة أبناء المحافظات الشمالية ..وتحديدا ( العصيمات وسنحان وخولان وبرط وبلاد الروس والحدا ونهم ) ومن على شاكلتهم من بني العمومة (أصحاب ثقافة الفيد وتسوير آلاف الكيلوهات وآبار النفط)..

وذلك في مدينة سيؤن وغيرها من مدن الجنوب اليمني مؤخرا ..والمتمثلة بالهجوم البشع على منزل أحد ابناء (عتمة ووصاب) الاخ/محمد غالب أحمد..في سيؤن وآخذه من بين أيدي أطفاله وزوجته وإقتياده إلى الشارع ورشه بمادة البنزين ومن ثم إشعاله بالنار..إضافة لإحراق عشرات المحلات التابعة لأبناء المنطقة ذاتها..فبقدرما كانت تلك الطريقة بشعة وعنصرية بغيضة ومدانة..فإننا أيضا نتساءل :كيف يتم _في أكثر من حادثة وحركة إحتجاجية _ أو حتى عمليات سرقة_ إختيار أبناء هذه المنطقةلكي يكونوا وقودا وقرابين لغيرهم .ولك ان تقيس_ مثلا _ الثورة الشبابية المخطوفة .التي نعلم جميعاإن أبناء هذه المنطقة قدموا فيهاعشرات الشهداء والجرحى ولم يكن لهم قبلها ولا بعدها شيىء..ومثال آخر هو أن أحد ابرز قطبي الصراع المتمثل ب( حميد بن عبدالله الأحمر ونعمان دويد) حينما أختلفا أواخر العام 2010 ودارت بينهما معركة مهذدت لصراع قادم وكانت عبارة عن بروفة لما لحقها فيما بعد..قتلا شابين من وصاب وجرحا ثالثا في شارع الخمسين_ إذا ما زلتم تتذكّرون _ وهم الشهيد/مراد الوصابي وشقيقيه الذين جرحا في تلك البروفة التي استخدم فيها عدة أنواع من الاسلحة..وسجّل حادث القتل والإصابتين (على ذمّة مجهول).

لا أريد الإسهاب بذكرعشرات الأدلة _ القريبة والبعيدة _ على إستهداف أبناء هذه المنطقة هنا وهناك..لكن ..عذرا أؤكد في هذا الجانب..بآخر الادلة.. وأقول : حتى الوحدة التي دفع فيها هؤلاء في وصاب وعتمة ضريبة كبيرة منذو أحداث المناطق الوسطى مرورا بحرب صيف1994. ولم يجنوا منها شيئاكبقية أبناء الشعب شماله وجنوبه.. ها هم اليوم _ أيضا _ بسبب جهل وحماقة البعض ممن يطلقون على أنفسهم ب(الحراك الجنوبي السلمي) _ يدفعون ضريبة أخطاء الآخرين من القوى النافذة والفاسدة من سياسيين وحلفائهم من المشائخ والعسكر الذين استفادوا من خيرات الوحدة (نفطها وغازهاوبرها وبحرهاوموانئها وجزرها وغيره)..

وقبل أن أختتم حديثي اسمحوا لي أن أتوجه بسؤالين لأبناء هذه المنطقةأولا : وللحكومة ثانيا:

السؤلان هما: يا ترى هل ستظل دماؤكم وحقوقكم تسيل وتسلب بدون وجه حقّ .وبهذا الكم دون أن يوقفها أحد؟ وهل : يا ترى سيطول الطريق في الوصول إلى الكرامة والعدالة الإجتماعية والإقتصاص من القتلة والمجرمين الذين يزهقون الأرواح ويسلبون الحقوق؟

و كيمني من جهة ومراقب حريص من جهة ثانية أحذّر في الختام..من التمادي المبالغ في إستسهال دماء وكرامة الناس وإبتزازهم وظلمهم بهذه الطريقة ..وتحذيري هذا الموجه_ أصلا _ للجميع _ وكي لا يفهم غلط _ لا يعني أكثر من الدعوة المخلصة إلى حسن تقدير الأمور قبل أن تتداعى الاحداث..

ولأبناء وصاب وعتمة وريمه وغيرهم من أبناء المناطق التي ينظر لهم بنصف عين ..

أقول:أرجوكم تذكّروا أن الحقوق لا تأتي بأرجلها للمتخاذلين والمفككين والكسالى.. وعليكم أن تدركوا أنه وحده الكسول الضعيف الذي يصرخ في وجه الظلم ولا يمشي. أيضا. في الشمس ..كي لا يجرّ ظلّه وراءه ..وهذا لن يعيش بكرامةوحرية أبدا..