طالب المئات من الشخصيات السياسية والاجتماعية والحقوقية، والقيادات العسكرية، والاعلاميين والمثقفين، وغيرهم من زملاء واصدقاء ومحبي المغفور له بإذن الله - القبطان حافظ صالح علي البعيثي الذين حضروا مراسيم دفنه وعزائه الذي اقيم في العاصمة صنعاء خلال الثلاثة ايام الماضية - رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي بسرعة التوجيه بتحويل قيمة المنحة العلاجية التي كان وجه بها الاسبوع المنصرم لعلاج القبطان حافظ البعيثي على نفقة الدولة الى مبلغ م​​الي يصرف لوالد واسرة القبطان ليتمكنوا من سداد الديون الكبيرة التي تراكمت عليهم خلال الفترة الماضية أثناء معالجتهم القبطان.

وقالوا في رسالة مناشدة وجهوها لفخامة رئيس الجمهورية: "إن المعاناة التي تجرع مرارتها والد وأسرة القبطان حافظ البعيثي سواء خلال فترة اختطافه من قبل القراصنة الصومال والتي دامت ثلاث سنوات، أو خلال فترة مرضه والتي امتدت لأكثر من سبعة اشهر طافوا خلالها العديد من مستشفيات الجمهورية وعدد من دول العالم - تعد الاكثر قسوة على الاطلاق .. اذ لا يمكن لأي كائن بشري تحملها مهما بلغ صبره وعزيمته وصلابته وايمانه بربه - وهاهم اليوم يمنون بالخسارة الاكبر والاعظم والأفدح وذلك بوفاة ابنهم القبطان حافظ ورحيله الى الدار الاخرة دون رجعة".

واضافوا في مناشدتهم: "وكما تعلم يا فخامة الرئيس ان اي معاناة لابد ان يكون لها ثمن وتبعات وخسائر .. وأسرة القبطان البعيثي التي هي اصلا من الاسر الريفية الفقيرة التي لا يوجد لها اي مصدر دخل - تكبدت خلال فترتي اختطاف الق​​بطان ومرضه الخسائر كلها، حيث باعوا كل ما هو لهم على هذه الارض من ممتلكات، والى ذلك استدانوا من الناس الآخرين ما لا يقوى احدا على تحمله، بل وما لا قبل لهم بسداده، حيث بلغت ديونهم وفقا لما لديهم من مستندات وفواتير طبية قرابة الـ(60) الف دولار اي ما يعادل اثنى عشر مليون ريال يمني .. لذلك فإن اقل واجب وابسط عزاء ومواساه يمكن تقديمها لهذه الاسرة المكلومة التي خسرت ابنها نتيجة قيامة بخدمة الوطن - يكمن في أن تتولى الدولة سداد ديونها وتكفيها مرارة العذاب والشقاء في عملية سدادها".

واوضحت المناشدة التي حصلنا على نسخة منها: "إننا نكتب اليك ونناشدك يا فخامة الرئيس من داخل القاعة التي يقام فيها عزاء القبطان البعيثي وقبل ان يجف التراب الذي دفن تحته ذلك البطل المناضل، واملنا فيك كبير وثقتنا بأن قلبك الرحيم سيستجيب لطلبنا هذا ويرق لهذه الاسرة المنكوبة ويرفق بها .. وكونك سبق وتكرمت بالتوجيه بعلاج القبطان على نفقة الدولة، ولم يستفيد القبطان من ذلك التوجيه بشيء حيث فارق الحياة قبل ان تستكمل اجراءات سفره للعلاج خارج الوطن - نرجو ان تتفضل بالتوجيه بصرف تكاليف ذلك العلاج كمبلغ مالي يسلم الى يد والد القبطان الحاج (صالح علي قاسم البعيثي) .. فقد خسرت هذه الاسرة كل شىء وليس صحيحا أن تستمر معاناتهم وعذابهم لما تبقى في حياتهم من عمر .. نكرر رجاءنا يا فخامة الرئيس ان تستجيب لطلبنا هذا .. ودمت الاب والسند لكل اليمنيين".

وكان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وجه بتاريخ (4 يوليو) الجاري بعلاج القبطان حافظ البعيثي على نفقة الدولة .. وجاء في خبر التوجيه ان توجيهات رئيس الجمهورية بعلاج القبطان البعيثي تأتي كرسالة واضحة لمن يتاجرون بقضايا المواطنين ويروجون لأكاذيب لا اساس لها من الصحة في عدم استجابة الرئيس لمعالجة المواطنين الذين يمتلكون رصيد وطني .. واشار الخبر الى ان التوجيهات الصادرة من الرئيس هادي قضت بمعالجة القبطان حافظ كاملة على نفقة الدولة .. وعقب التوجيهات زار معالي وزير الصحة الدكتور احمد قاسم العنسي القبطان حافظ البعيثي الذي كان يرقد في المستشفى اليمني الالماني وابلغه تحيات رئيس الجمهورية واكد له ان الرئيس وجه بعلاجه على نفقة الدولة وان اجراءات سفرة للعلاج في الخارج ستستكمل قريبا – وهو الامر الذي جعل القبطان حافظ يتفاءل كثير في انه سيحضى بعلاج خارج الوطن الا ان اجراءات المنحة تأخرت الامر الذي ضاعف مرضه ليفارق على اثر ذلك الحياة أي بعد صدور توجيهات الرئيس بأسبوع وقبل ان يحظى بأي شيء من تلك المنحة.

يذكر ان القبطان بحري (حافظ صالح علي البعيثي) الذي يعمل في موانئ عدن - كان احد قبطان السفينة المعروفة بـ(آيس برج1) التي اختطفها القراصنة الصومال وعلى متنها (9) بحارة, وضلوا في قبضة القراصنة طيلة ثلاث سنوات (من مارس 2010م - وحتى ديسمبر 2012م) قضوها بداخل غرفة مظلمة داخل السفينة، لا يرون الضوء، وتجرعوا خلالها من قبل القراصنة اقسى أنواع ​وصنوف العذاب والقهر والاذلال، الى جانب الترهيب والترويع والتجويع وغيرها من اساليب التعذيب .. حيث كان القراصنة يطلبون من الحكومة اليمنية دفع فدية قدرها (5) مليون دولار، مهددين بقتل البحارة التسعة - الا ان حكومتنا لم تستجيب لذلك .. وفي اواخر العام (2012م) شكلت قوات مشتركة من الحكومة اليمنية والحكومة الصومالية ونفذت عملية نوعية تمكنت خلالها من تحرير الرهائن جميعهم والذي كان في مقدمتهم القبطان (حافظ البعيثي) .. وبعد تحرير القبطان بأشهر داهمه المرض حيث كشفت الفحوصات اصابته بمرض (اللوكيميا) سرطان الدم .. وقد ضلت اسرته تعالجه طلية الفترة الماضية حيث طافت به العديد من مستشفيات الجمهورية, كما سافرت به الى جمهورية مصر العربية ثم الى الهند ونظرا لشحة امكانات الاسرة عادت به مؤخرا الى صنعاء وادخل المستشفى اليمني الالماني حيث فارق الحياه صباح الجمعة الماضية.