اوراق برس من مزمز -
تقيم بعض العائلات السعودية منتصف شهر شعبان من كل عام، حفلات «الشعبنة»، أو كما يسميها بعضهم بـ«الحضرة»، لتوديع الجان قبل دخول شهر رمضان، ويتم التجهيز لها بشراء أجود أنواع دهن العود الأزرق وماء الورد الذي يتم شربه من قبل «أهل الحضرة»، ويتم تجهيز الفحم لتسخين «الطيران»، وبالتالي يؤدون رقصات «الزار» التي توارثوها من أجدادهم، وبقيت حتى هذا الوقت، فرغم الحضارة التي نعيشها إلا أن تلك المواريث لا تزال تأخذ مكاناً مهماً لدى ممارسيها.
ووفقا لصحيفة «الشرق» ان للوهلة الأولى يرى الحاضر كل شيء غاية في الترتيب، ويشم أطيب الروائح، والحاضرات غاية في الأناقة، ثم يبدأون بدق الطبول وترديد أغنية متوارثة وهي «محبوس ومسلسل.. نحمد الله شيخنا بن عيد». ويرقصون عليها ويرون في ذلك دواء للمتلبسين يطهر أجسادهم من الإثم. ويعرفون الشخص المتلبس من رقصاته الهستيرية، كالقفز أو الطيران أو باستعراض أشياء خارجة عن المألوف كالرقص على الجمر».
أمل الدوسري من العائلات التي تقيم «الشعبنة» تقول : « يتم اختيار أجود العازفين لخدمة المتلبسين، وبالتالي فإن جودة العازف تقتضي رضا الجن ورداءته تسبب غضب الجن وعدم إكمال العملية، فتعود بأسوأ النتائج على أصحابها، وقد يتأثر أيضاً العازفون أنفسهم، وذلك بانتقال الجن إليهم وتلبسهم. ثم يبدأ (الاستنزال) بنزول الشخص للساحة والرقص بطريقة معينة على لحن معين، والمدعوون للحضرة يكونون من المتلبسين وغيرهم.
وأضافت «يعتقد بعضهم أن المتلبسين بالجن هم فقط من ينزلون للرقص على الزار، ولكن يقال إن بعض من يرقصون يكونون أصحاب حزن أو معشوقين، فبرقصهم يعبرون عن هم في داخلهم، ثم يفقدون السيطرة على أجسادهم ويُغشى عليهم».
وممارسو الشعبنة يؤمنون بها ويعتقدون أنها تحميهم وتحصن بيوتهم، وأيضاً يعتقدون أنهم سبب في كشف بعض الغيبيات.
وأضافت «أجمل ما في الزار هو أنه فلكلور تراثي انتقل من جيل إلى آخر، ونحن الدواسر صناع للفرح مكلفون بالطار وبإيجاد الأجواء المبهجة، ونستطيع التعبير عن أفراح الناس أياً كانوا، فنحن موجودون ومفروضون في كل مكان».
وبفخر تقول «الفرح والطار اجتمعا للفرح، وهذه فلسفة شخصية، وأنا أفتخر بفلكلوري، ويجب أن لا نأخذ هذا الفلكلور من الناحية السلبية فقط، فمن ناحية إيجابية هو يصنع السعادة، فأنا أقف وأنتشي وأصفق، فهذه جذور يجب أن تؤخذ على أنها مصدر من مصادر السعادة والفرح، وليس شيئاً تافهاً». ومن يقوم بالضحك أو الاستهتار داخل الحضرة يتم إخراجه» .