اوراق برس من صنعاء -
قال وزيرالكهرباءاليمني الاسبق ومستشار الرئيس السابق للعوم النووية انه لايمتلك ارضا او بيتا ولم يرث حتى من والده ..وان ابنه جاء افضل منه علميا.
وهذ االمرة الاولى التى يكشقف فيها بهرانه لم يكن من اصحاب الفلل الفخمة الخاصة به غيرايجار يدفعه من راتبه، وفي حال قارنا مع وزراء اخرين في الكهرباء الحاليين والسابقين سنجد بهران افقر وزير كهرباء يمني وافقرمستشار للرئيس.
وقال بهران في مقال له حصل عليه اوراق برس :أحسب نفسي في فئة الفقراء مالا، فلا أملك مالا مدخرا ولا أرضا ولا حتى بيتا يأويني وأبنائي الصغار، لكنني ولله الحمد أملك ما هو أغنى وأوفى من شرف وخلق وعلم ومعرفة، فلم إرث عن والدي مالا ولكن ورثت عنه أشياء كثيرة في مقدمتها محبة الناس وإرث الأجداد، وورثت عنه قيما وأخلاقا هي الأوفى والأجمل، وكما قال جدي الأكبر قبل مئات السنين العلامة محمد بن يحيى بهران "من عاش عاش وخير العيش أشرفه ** وشره عيش أهل الجين والبخل"، هاهو الدكتور ريان يسير على نفس الدرب، وهو دربٌ وسِمَةٌ بهرانيةٌ عريقة، دربُ غنى النفس والوجدان، ودرب غنى العقل، مهما كان ضيق ذات اليد، فلا والدي كان غني المال ولا أجداده من قبله، ولكنهم أجمعين شديدوا الغنى المعرفي، أثرياء في أنفسهم وفي ارتباطهم وحبهم لله وخلقه.
اقرا المقال كاملا:
التطور والتقدم الإنساني هما سمة التاريخ وسنة الحياة، فكل جيل جديد هو بالضرورة أكثر علما وتقدما من الأجيال التي سبقته، وإلا ما سمي جيلا جديدا، وعليه فإن أولادنا لابد أن يكونوا أكثر علما ومعرفة منا.
سيقول قائل: ليس كل الأولاد أكثر علما وتطورا وتقدما من أبائهم، وهذا صحيح، ولكن في المتوسط (أو ما يمكن أن يطلق عليه بالخط العام) لابد أن يكون أبناؤنا وبناتنا أكثر تطورا منا وإلا فالحياة لا تتقدم والبشرية لا تتطور، وقد تحدث عصور أو فترات انحسار في حياة الأمم والشعوب ولكن هذه الفترات في المحصلة العامة للتاريخ لا تعيق التطور البشري الكوني، فمثلا بعد الحضارة اليونانية العريقة عندما كانت أوروبا تغرق في ظلام القرون الوسطى كان التقدم البشري يُصنع من قبل الحضارة الإسلامية، وعندما انحسرت الحضارة الاسلامية وتخلفت قاد الأوروبيون المعرفة في العالم، وبعد الحرب العالمية الثانية تزعمت الولايات المتحدة الأمريكية حديثة النشأة التقدم المعرفي البشري وساهمت روسيا ثم انضمت اليابان، وهاهي الصين تشارك بفعالية في مسار التقدم العلمي والمعرفي الإنساني.
إذا: سنة الحياة هي أن الأبناء يجب أن يكونوا أفضل من الآباء وعلى وجه التحديد علما ومعرفة، وقد كان والدي العظيم المرحوم بإذن الله تعالى الأستاذ يحيى محمد بهران طيب الله ثراه يقول لي دائماً أن المرء قد لا يحب أحدا أن يكون أفضل منه إلا ولده، بل يتمنى المرء أن يكون ولده كذلك، فالأصل هو أن الأبناء يجب أن يكونوا أكثر علما ومعرفة من الآباء، وهذا لا يعني أن العكس ليس صحيحا أحيانا، كما لا يعني أن عظمة بعض الآباء الاجتماعية أو الوطنية أو الأدبية ... الخ، تكون أحيانا أكبر من أن يدركها الأبناء كما هو الحال مع والدي طيب الله ثراه، ولا شك أن مكانة الآباء الروحية والمعنوية عند أبنائهم لا حدود لها كما يحب أن تكون، ولكن هذا موضوع آخر، إذ أن الخط العام وعلى وجه التحديد في إطار علمي ومعرفي هو أن الأبناء هم الأفضل.
بحثت في البوم الصور فوجدت هذه الصورة لي وأنا في عمر مقارب لعمر ولدي الدكتور ريان الآن، وبالرغم من هذه الصورة أخذت أمام تجربة دي زيرو (D0) وهي التي اكتشفت الكوارك الـ"فوقي" (Top) في معمل معجل فيرمي الوطني (Fermi National Accelerator Laboratory) في الولايات المتحدة الأمريكية الذي كانت مجموعتي العلمية في جامعة أوكلاهوما جزء منه بقيادة الراحل العظيم البروفيسور جورج كالبفلش (مشرف رسالتي للدكتوراه)، وبالرغم من أنني في تلك الفترة كنت أدعى لعرض نتائجي في جامعات عديدة، ألا أنني لم أُدعى أو أُصبح محاضرا رئيسيا إلا بعد سنوات، في حين أصبح الدكتور ريان في نفس العمر محاضرا رئيسيا في مؤتمر دولي بين كوكبة من المحاضرين الرئيسيين ممن هم أكبر منه سنا بكثير، بحسب ما بينت في منشور سابق (أدنى هذا)، وهذا لعمري هو النسق الطبيعي للحياة وسنتها.
أتذكر قبل عدة سنوات انني قلت لريان قبل أن يصبح دكتورا: الآباء يحبون أولادهم وهذا طبيعي، ولكنني يا بني أحترمك فوق محبتي لك.
أحسب نفسي في فئة الفقراء مالا، فلا أملك مالا مدخرا ولا أرضا ولا حتى بيتا يأويني وأبنائي الصغار، لكنني ولله الحمد أملك ما هو أغنى وأوفى من شرف وخلق وعلم ومعرفة، فلم إرث عن والدي مالا ولكن ورثت عنه أشياء كثيرة في مقدمتها محبة الناس وإرث الأجداد، وورثت عنه قيما وأخلاقا هي الأوفى والأجمل، وكما قال جدي الأكبر قبل مئات السنين العلامة محمد بن يحيى بهران "من عاش عاش وخير العيش أشرفه ** وشره عيش أهل الجين والبخل"، هاهو الدكتور ريان يسير على نفس الدرب، وهو دربٌ وسِمَةٌ بهرانيةٌ عريقة، دربُ غنى النفس والوجدان، ودرب غنى العقل، مهما كان ضيق ذات اليد، فلا والدي كان غني المال ولا أجداده من قبله، ولكنهم أجمعين شديدوا الغنى المعرفي، أثرياء في أنفسهم وفي ارتباطهم وحبهم لله وخلقه.
لله الحمد والمنه وله الفضل وله الثناء الحسن على توفيقه، وعلينا الشكر والحمد على نعمته التي أنعم بها على ولدي مثلما أنعم بها من قبل على والده وجده وأجداده الأولين.