يمنيات سيخلدهن التاريخ
ماما سامية العنسي ولدت في تعز وابدعت في اذاعتها
الدبلوماسيةخديجة السلامي تميزت فإين ولدت وكيف وصلت للإخراج !
بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟
بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟
عاجل بينما العباسي يؤكد إصابةبنوك صنعاء بشلل تام ويقترح أن تكون عدن هي المقر الرئيسي
لماذا جمد البنك المركزي2.5تريليون ريال من ارصدة البنوك منها700مليار لبنك اليمن الدولي
لايستفيذ منها الشعب ومشاريع البنى التحتية
محافظ بنك مركزي عدن يكشف مفاجأة لليمنيين اين تذهب 40في المائة من ميزانية حكومة عدن
من هي القادمة من عدن إلى صنعاء وميض شاكر؟
كتبت سماح الحرازي
اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان
300مليون دولار فاتورة استيراد اليمن الألبان ومشتقاتها أقرأ التفاصيل
الدكتورة وهيبة فارع أول وزيرة حقوق انسان في اليمن لماذا ؟
الدكتورة وهيبة فارع أول وزيرة حقوق انسان في اليمن لماذا ؟
لم اكن اطيق سماع صوت المعلق الرياضي العيدروس
ماجد زايد./ الفيس بوك /الاوراق
هذه قصةمحاربةرجل الدولة يوسف زبارة ومحاولة لافشال توجيهات ابوجبريل لصالح الفسده الجدد
احمو هذا الرجل.. الصحفي البرلماني الناشط والحقوقي «الملفت» فقد «حمته» حكومات سابقه
زوجات خائنات
قصتي... والطفل بائع السمسم في صنعاء
سبأ عبدالرحمن القوسي وعلى عبدالله صالح والح و ث ي والاحمر .. فأين الوطنية؟

 - 
اوراق برس .يحدث أحياناً أن نستفيق محمّلين بأكوامٍ من الهمّ والحزن، كأن أرواحنا قد هُيّئتْ سلفاً لنهار كئيب...

- اوراق برس .يحدث أحياناً أن نستفيق محمّلين بأكوامٍ من الهمّ والحزن، كأن أرواحنا قد هُيّئتْ سلفاً لنهار كئيب...
الخميس, 16-يناير-2014
ريم عبدالغني -

يحدث أحياناً أن نستفيق محمّلين بأكوامٍ من الهمّ والحزن، كأن أرواحنا قد هُيّئتْ سلفاً لنهار كئيب...


«هو واحد من تلك الصباحات»... فكرتُ وأنا أرتدي ثيابي بتكاسل... المكتب... وسلسلة اللقاءات المملّة... من يودّ العمل في يوم كهذا؟


انتزعتُ الورقة الصغيرة من تقويم الحائط... التاسع عشر من رمضان، أستعدّ نفسياً لهذا اليوم منذ أيام عدة، أحتالُ على نفسي ككل عام كي أخفّف وطأته علي، وأتجاوز ذكراه المؤلمة... أيعقل أن خمسة عشر عاماً قد مرّت؟ محال... كأنه رحل البارحة... بل كأنه لم يرحل أبداً، ودهور تمرّ لن تستطيع أن تأخذه مني... هو دوماً معي... شعور يتزايد باستمرار ويتجلى بشكل خاص في ذكرى وفاته...


«وَصَلْنا»... صوت السائق أبي احمد ينتشلني من تفاصيل ذكريات الأيام الأحلى مع أبي رحمه الله، أغادر السيارة على مضض...


ها أنذا وراء مكتبي، الوجوه تمرّ متشابهة والكلام مكرر، أعجز عن التركيز... كان علي -اليوم بالذات- أن أعتكف كي أعيش طقوسي الخاصة، أنا بطبيعة الحال ضعيفة أمام ذكرى أبي... فما بالك بذكرى رحيله؟


أخترع الأسباب لأنهي عملي وأغادر باكراً... ألملم أوراقي كيفما اتّفق... أحشرها في الحقيبة الصغيرة... وأنسلّ من باب المبنى... لكنني لا أجد أبا أحمد، إذاً عليّ الانتظار ريثما تأتي السيارة، لا بأس فمراقبة حياة شارع دمشقيّ في نهاية يوم رمضانيّ مشهد طريف لا ينفكّ يثير دهشتي، كأن الناس قد استفاقوا فجأة وبدؤوا بالركض المجنون تجاه لحظة الصفر... الإفطار، أشرد بعيداً... حيث رمضان الذي أحب، هناك حيث أهلي، رمضانهم مختلف، حتى صوت الأذان، وطلقة مدفع الإفطار... يجمعهم الودّ والمحبة حول مائدة تعطّر المكان برائحة طبخ أمي الشهي، ولو أنّ المشهد الآن يفتقد أبي يصبّ الحساء الرمضاني في الصحون، كان يمتعه أن يفعل ذلك وكانت أمي تدعه يمارس هوايته هذه بسعادة ورضا... لماذا يتجلّى الله أكثر وضوحاً هناك... في كل التفاصيل؟.


ألتفتُ يميناً... الواجهة الزجاجية الأنيقة لمخزن الشرقيات، لم أدخل هذا المكان أبداً، هي فرصة إذاً... فلنلق نظرة على ما وراء هذه الواجهة ريثما يأتي السائق.


أدفع الباب الزجاجيّ...فيصدر جَرْساً خافتاً ينذر بقدوم زائر جديد، تستقبلني نظرات ترحيب سيّدة في منتصف العمر، تردّ تحيتي بلطف من وراء الطاولة الزجاجيّة، بينما يتجه نحوي الرجل السبعينيّ الوقور الذي كان واقفاً بجوارها، أتأمّله إذ يقترب، وجهه أقرب الى الاستدارة... معتدل القامة ممتلئها، بدا لي مألوفاً ومريحاً، «هل أستطيع مساعدتك؟».


«أودّ إلقاء نظرة على ما تعرضونه هنا لو سمحت»، يهزّ رأسه موافقاً ويرافقني ليردّ على استفساراتي، عين على التحف الشرقيّة وعين على الشارع... أنتظر ظهور السائق، أين اختفى الآن؟.


ولأنني مغرمة بكل ما هو أصيل، لم تمض دقائق حتى نسيتُ السائق وغرقتُ في تأمّل القطع المميزة التي رُتّبت بشكل مدروس فوق رفوف المكان، كان مرافقي يشرح بالتفصيل، شيء ما في أسلوب حديثه... في شكله... جعل شعوري بالألفة يزداد تجاهه، هل هو الشعر الأبيض والوجه المتسامح، أم هما عيناه الطيبتان، أجل ربما عيناه، فيهما شيء يذكِّرُني بأبي، ربما يشبه أبي؟، لا... لا أحد كأبي بوجهه الأبيض وخدّيه المتشرّبين دائماً بحمرة خفيفة، وعينيه الخضراوين اللتين تختزلان طيبة الدنيا وذكاءها معاً.


كانت عينا صاحب المحل تتابعاني بكثير من التركيز، شيئٌ ما يدور في رأسه... ولكن لماذا اهتم؟، أمل أن لا يتأخر أبو احمد أكثر من ذلك.


اخترتُ علبة نحاسيّة صغيرة للشاي، لم أستطع مقاومة إغرائها، يضعها السيد تيسير -كما سمعت زوجته تناديه- في كيس أنيق دون أن يزيح نظراته المستغرقة عن وجهي، يضع مع العلبة قطعة حلوى هدية، ويسألني «هل تسكنين في الجوار؟»، سؤال كان بداية لحديث قصير، وكان طبيعياً بعد أن عرف أن مكتبي في البناء ذاته أن يمدّ لي يده ببطاقة المخزن، أدسّ يدي في حقيبتي أتناول بطاقتي أقدّمها للرجل اللطيف وزوجته، يتفحصها بتأنّ قبل أن يرفع عينيه ليسألني باهتمام: «عبد الغني، هناك عائلة تحمل الاسم ذاته في اللاذقية!»، ابتسمت وأنا أجيبه «أنا منهم».


صمتَ وللغرابة فقد صمتتْ كذلك زوجته التي كانت تحادث زبوناً آخر... اعتراني الارتباك وأنا أفكّر: «هل قلت شيئاً خطيراً؟».


هذه المرة ازدادت نظراته إلحاحاً وهو يسألني بتلهّف، كلماته محمّلة برجاء من يتوق لإجابة يخشاها، «هل لك صلة قربى بفؤاد؟»، شعرتُ انه ضغط الزر الذي كان محرّماً ضغطه اليوم بالذات، أبي... كيف تتسلّل من كل التفاصيل منذ الصباح؟، ابتلعتُ غصّتي وأجبته بقلب مجروح «هو أبي... رحمه الله».


نزل جوابي صاعقة عليه، رفع حاجبيه بعدم تصديق وترنّح خطوتين للوراء من هول المفاجأة، غامتْ عيناه بالدموع وتمتم بكلام غير مفهوم، قبل أن ينفجر ببكاء طفل...


كان ذلك بالنسبة لي القشّة التي قصمتْ ظهر البعير، وجدتني أنفجر أنا الأخرى باكية بدموع حاصرتها منذ الصباح... دموع لم تجفّ منذ خمسة عشرة سنة.


اتّكأ بمرفقيه على المنضدة أمامه، مخبّئاً رأسه المتعب بين راحتيه، كانت زوجته ترنو إليه بحنوّ وحزن، هل أتيتَ بي اليوم هنا يا أبي لألتقي صديقك؟، رسالة تطمئنني بها أنَّك ما زلت ها هنا حولي؟ بالتأكيد، وإلا لماذا لم أدخل هذا المكان -الذي أعبره يومياً منذ بضعة شهور- إلا اليوم، اليوم بالذات؟!


تماسك العم تيسير بصعوبة، أخبرني بصوت متهدّج عن علاقته الحميمة بابي وبأفراد العائلة منذ ثلاثين عاماً قبل أن يسافر إلى السعودية ليعود ويستقرّ في دمشق بعد ذلك.


احتضنتني عيناه الممتلئتان دموعاً بمحبّة، كأنّه وجد فيً ضالة أضاعها زمناً طويلاً وما فتئ يبحث عنها، كان ينقّب عنه في قسماتي... رفيق صباه، تأمّلته بحنان وأنا أفكّر أنّه وجه أحبّه أبي واعتاد رؤيته، كلانا كان يبحث في الأخر عن زمان وأشخاص أحبّهم... عن دواء لحنين أضناه.


كان الموقف صعباً و الكلام معاناة، و كثير منه قيل دون أن يقال، الدقائق مضتْ ساعات طويلة في حديث الذكريات والشجون، وأبي يضع ذراعاً على كتفي وأخرى على كتف صديقه... كلانا شعر بذلك، فيض من الذكريات استفاق على حين غرّة، ملأ المكان بشكل مرهق، في مقلتيه تتابعتْ عشرات الصور، كنّا غارقين في غيبوبة مفتوحة العينين، هنا ولسنا هنا، كنا هناك، حيث وددنا أن نكون.


حاول أن يقول شيئاً، لكنه أخفق إذ خنقت الغصّة صوته وهاجمه البكاء ثانية، همهم باعتذار وهو يدير ظهره ليتوارى خلف خزانة يبكي وراءها دون رقيب، جففت دمعي بمنديل قدّمتْه لي السيدة «أم محبّ»، تقاسمتني الرغبة بالهرب والرغبة في الوقت ذاته بالارتماء في حضن العم تيسير والبكاء على كتفه، كنتُ أشعر أن أبي في مكان ما منه.


الجرس الخافت يخطر بقدوم زائر جديد، ألتفتُّ إلى السائق يعتذر... «لا بأس أبا أحمد... تأخرك اليوم أوصلني في الوقت المناسب.. تماماً حيث تمنيت"..


...

عدد مرات القراءة:2263

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
الاسم:

التعليق:

  • الاخبار اليمنية
  • صحيفة الاوراق
  • من الذاكرة السياسية ... حتى لاننسى
  • بدون حدود
  • شاهد فيديو مثيرللاهتمام
  • طلابات توظيف
  • تغطية خاصة من جريدة اوراق لمؤتمر الحوار الوطني
  • حماية البيئة
  • الدين ورمضانيات
  • اراء لاتعبرعن اوراق
  • منوعات وغرائب
  • خارج عن المألوف
  • الاقتصاد
  • اخبارتنقل عن المفسبكين وتويتر
  • ثقافة وفن
  • اوراق سريه
  • العالم
  • الرياضية