بقلم / جمال حيدرة -
انا ضالعي فقير الموارد ولا انظر لحضرموت وعدن الا كشعب جمعني بهم الظلم على طريق النضال من اجل الحرية والكرامة، وهو ذات الظلم الذي جمعني بشباب التغيير في صنعاء وتعز ذات ربيع مزهر بالتضحيات والاحلام المدنية ..هذا ملخص جوابي عن زميل كان ومايزال يراهن على خلافة الجنوبيين في افشال ثورتهم ونسف تضحيات قدمت خلال سبع سنوات من النضال السلمي المشروع ..
يستغرب زميلي تشيع الضالع -هذه المدينة الصغيرة- للقضية الجنوبية وكيف انها قدمت وتقدم قوافل الشهداء من اجل الجنوب، استغراب يبحث في زواياه عن فائدة، ولن يجد سوى روح ثورية تقاوم الظلم والاستبداد وتابى ان تعيش الا حرة ..
زميلي يبحث عن الفائدة التي ستجنيها الضالع جراء نضالها المستميت وتضحياتها الجسام، بعد ان قسم الجنوب وفق اهواءه الوحدوية، يقول حضرموت ستكون دولة وحتما لن تقبل باي ضالعي وكذلك عدن والمهرة وشبوه، تبقت لحج وابين وهما بنظره محافظتان فقيراتان ومن غير موارد اما هو فيشفق الان علينا وقلبه يتقطع الماً لهذا المصير، على اعتبار اننا وفي ظل وحدة الدم كنا في الجنة ونرفل في النعيم ..
طيب يا زميلي الحكيم لقمان انا ساقطع حبل مخاوفك هذا بكلمة صادقة ونابعة من القلب وفق قناعات عميقة..انا فعلا ضالعي ولا امتلك النفط والثروة غير اني لا انظر الا لما بين يديا وما استطيع ان اصنعه، حضرموت وعدن وشبوه والمهرة محافظات جنوبية كانت الى ما قبل 1990 تشكل مع ابين ولحج دولة اسمها(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) لكن وان قررت اي واحدة منهن ان تكون اقليما مستقلا فأنا ورب محمد اول من يعترف بها ويناضل من اجل استقلالها، فقط لانني انتمي للحقوق والحريات واؤمن بحق الشعوب في تقرير مصائرها ..
سأحمل ملفي وشهاداتي وما راكمته الخبرات وسأتقدم باتجاه الحدود الحضرمية او العدنية لكي اسأل بصفة علمية لا مناطقية فيما اذا كانوا يحتاجون لمعد او مقدم برامج في قناة العمودي او بقشان، ومثلي سيصنع الطبيب والمهندس والعسكري ..
(اصلا انتم ما عتسدوش لو انفصلتم وباترجعوا تتقاتلوا سعما 86) هذا ايضا كلام زميل اخر بس محسوب على النظام السابق واسحلته بدائية جدا، يحدثك عن مخاطر انفصال الجنوب على الجنوبيين انفسهم، ويبشرك بحروب جنوبية طاحنة ستشهدها عدن بعد يوم واحد من انتهاء الوحدة ..
هو الان في قمة المثالية وكما لو انه عايش في مدينة افلاطونية وليس لديه مشاكل اطلاقا، واصوات المدافع في صعده والجوف وعمران وعلى تخوم العاصمة صنعاء معزوفات سلام وحب ووئام وامن واستقرار .. واياك وهو يحدثك عن خلافات الجنوبيين الازلية ويستعيذ من دمويتهم ان تسأله عن من قتل الزعيم الحمدي وكيف تمت تصفية الناصرين من بعده واين وصلت التحقيقات في جريمة العرضي والسبعين وجامع النهدين او ان تذكره بمجازر الثورة المخطوفة ان كان في صنعاء او تعز او الحديدة، وحذاري ان تلمح بكلمة عن حرب الحصبة والمتاريس والخنادق المقابلة لوزارة الداخلية، فقد ربما يتحول لقمان الى نيرون ويحرقك..
طبعا (ماعتسدوش) هذه الورقة الثانية في اللعب، وهناك ورقة ثالثة ستظهر حالما تحاول ان تطمئن العاقل صاحب الثقافة الابوية هذه، بمشروع التصالح والتسامح الجنوبي وتخبره بان البيض والعطاس وناصر وصالح عبيد وباعوم والجفري وبن علي قد التقوا اكثر من مرة، ولا يختلفون الا في ألية استعادة الجنوب، اما في الاهداف فمتحدون وبشكل كبير، فاهوال الوحدة وما تعرض له شعبهم في ظلها قد انساهم الماضي بكل تفاصيله..
الورقة الثالثة يخبرك بها من تفطر معه على مائدة واحدة وتتدثر واياه هموم العيش ومتاعب الحياة على قارعة الحلم ..صديقك القريب يقول لك في لحظة نقاش حادة ان مشكلتكم كجنوبيين انكم بلا زعامات ويرى ان الشارع الجنوبي عقيم في انتاج قيادات جنوبية، يحدثك ان بن علي كان عميل لنظام صنعاء ويستلم مليارات الريالات، وكذلك هو في نظره حسن باعوم رجل برجماتي ولا يرى سوى المنفعة، ولديه من الشركات والاموال الشيء الكثير، ويستمر صديقي في عد الجنوبيين الانتهازيين والمتاجرين بالقضية ..يا سبحان الله كيف ان القيم والمبادئ تدهس في لحظة تعصب لجهة او جنس وكيف نفتري ونكذب لمجرد نقاش ودي بين صديقين لن ينبني عنه موقف دولي ..
يا صديقي لن ادافع عن رموز الجنوب وقياداته، فهم اولا واخير مواطنين جنوبيين مثلهم كمثل من هم الان في ميدان الصمود في الضالع تلفعهم البرد القارس في مهرجان التصالح والتاسمح، غير انني استغرب ان يكون باعوم عميل وقد قضى نفسه عمره في السجن، وان كان كما تزعم لكان الان في قصر ملكي في احدى تباب العاصمة، كما ان بن علي وان كان كما تدعي لكان الان رئيس فريق القضية الجنوبية ويتمتع بصلاحيات اكبر من صلاحيات الرئيس نفسه ..
وتلك هي الورقة الثالثة وترمي الى تشويه قيادات الجنوب واحداث فجوة من عدم الثقة بينهم وبين الشباب ..
خلاصة الخلاصة نقول للزملاء والاصدقاء ان كنتم ترون في الحديث عن هموم الجنوب وعذابات شعبه مزايدة، فنحن مزايدون من الان وحتى قيام الساعة، نعلم ان امر الانفصال بالنسبة لكم امر شاق كما هي لدينا الوحدة، لكن عليكم ان تقنعوا انفسكم بان الوحدة مشروع وليست دين .
