النفط اليمني سيعود للأسواق العالمية مع تصالح سعودي ايراني صنعاني ولكن.. بشرط؟
تمضي العلاقات الإيرانية السعودية قدمًا في طريق العودة الكاملة إلى الحالة الطبيعية؛ ما يبشر بعودة النفط اليمني إلى التدفق للأسواق بسلاسة، مع تزامن التفاهمات بين السعودية وصنعاء
وتعددت الخطوات الإيجابية من الجانبين في سبيل عودة العلاقات، خلال الفترة الماضية ، بدأت بزيارة وفدين سعوديين لكل من طهران وصنعاء، ومرورًا بمشاركة وفد عماني في المفاوضات بين الجانبين، وصولًا إلى بدء تبادل الأسرى، وفق التفاصيل التي اطلعت عليها منصة الطاقة.
وبدأت عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين، بوصول 13 أسيرًا من جماعة الحوثي إلى صنعاء، حسبما ذكر موقع "دي إيفديسكورس"، اليوم الأحد 9 أبريل/نيسان 2023.
ونهاية العام الماضي (2022)، تسبّبت الهجمات التي شنّتها صنعاء على عدد من المواني النفطية في انقطاع رواتب الموظفين في المناطق التي خارج سيطرة صنعاء في البلاد جراء توقف تصدير النفط.
ولا تتوقف آثار هذا التحول في العلاقات بين البلدين على تصدير النفط اليمني فحسب؛ إذ من المتوقع أن ينعكس ذلك إيجابًا على حل لأزمة ناقلة النفط صافر.
وكان مساعد الأمين العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الممثل الإقليمي لدول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا الدكتور عبدالحكيم الواعر، قد توقّع انفراجة قريبة لأزمة ناقلة النفط صافر قبالة الساحل اليمني.
تحول الصراع
وسيُسهِم الوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة، في إنهاء حالة الحرب المستمرة منذ 8 سنوات.
ولم يُجَدد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، العام الماضي، والذي جرى التوصل إليه سابقًا، إلا أن انتهاء صلاحيته لم يُسبِّب تصعيدًا كبيرًا في الصراع، وسط اتخاذ عدة تدابير لبناء الثقة.
عائدات النفط اليمني
وانعكس ذلك على الاقتصاد بسبب أن النفط اليمني هو المصدر الأكبر للدخل، رغم تراجع إنتاجه إلى 60 ألف برميل يوميًا، مقابل كميات تتراوح بين 150 ألفًا و200 ألف برميل يوميًا قبل بدء الحرب، وأكثر من 450 ألف برميل يوميًا في عام 2007، وفق بيانات رسمية اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
استرداد إيرادات النفط اليمني لن يكون المكسب الوحيد من هذا التقارب السعودي الإيراني، لكن أيضًا ستجد أزمة ناقلة النفط صافر طريقًا للعلاج، خاصة أنها تهدد الاقتصاد اليمني بمزيد من الإخفاق والانكماش.
والناقلة صافر هي خزان نفط يقبع قبالة السواحل اليمنية منذ عقود، وتحمل نحو مليون برميل، لكن قدمها يهدد بتسرب في أحسن الأحوال، أو انفجارها في أسوأ السيناريوهات.
وفي كلتا الحالتين، يسفر عنها توقف القدرة على الوصول إلى مواني اليمن الرئيسة في الحديدة والصليف؛ ما يؤثّر في إمدادات المساعدات الغذائية لما يصل إلى 8.4 مليون شخص، وانفجارها يلوث محطات تحلية المياه على الساحل؛ ما قد يقطع إمدادات مياه الشرب عن نحو 10 ملايين شخص، وفق منظمة غرينبيس.
وتوقّع الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة (الفاو) عبدالحكيم الواعر، انفراجة قريبة لأزمة صافر.
وقال، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، قبل أسبوعين: "عودة الودّ بين السعودية وإيران تعني انفراجة قريبة".