عبر الحزب الليبرالي اليمني عن استهجانه المواقف التحريضية المتشددة التي انتهجتها العديد من قيادات جماعة "الاخوان المسلمين" في اليمن ازاء الاحداث الدائرة في جمهورية مصر العربية, والمبنية على التعصب والولاء العقائدي والمذهبي المفرط .. مؤكدا أنها تؤدي الى اذكاء الصراع والفتنة والانقسام في اوساط الشعب المصري الشقيق, وتدفع بالبعض من المتطرفين المنتمين للجماعة لارتكاب المزيد من اعمال القتل وسفك الدماء بحق المصريين الابرياء.

واعتبر الحزب بيان صادر عن اجتماع قيادته اليوم بصنعاء: ان تلك المواقف المتعصبة والمتشددة هي السبب الرئيسي في تغذية وتوسيع دائرة الصراعات والانقسامات الطائفية والتي ظهرت آثارها ونتائجها الكارثية المتمثلة في(الاحتراب, والقتل والابادة الجماعية, والاختطافات, والتعذيب, والتنكيل, وغيرها) خلال السنوات الماضية في اكثر من قطر عربي وفي مقدمتها "سوريا".

واوضح الحزب الليبرالي في بيانة: ان تدخل الاحزاب او الجماعات او الافراد المنتمون لأي بلد في الشئون والاوضاع الداخلية التي تشهدها البلدان الاخرى يعد عملا لا اخلاقيا غير مبررا وتعديا فاضحا على الغير, وهو ايضا عملا اجراميا يتعارض مع نصوص المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات المبرمة بي مختلف الشعوب والامم .. مبينا ان مثل تلك التدخلات تؤدي الى تأزيم العلاقات بين الدول, وتنعكس سلبا على المصالح والمنافع المتبادلة فيما بينها.

وحذر الحزب من مغبة استمرار تلك التدخلات التي وصلت حد سفر العشرات من القيادات والشخصيات المنتمية لجماعة "الاخوان المسلمين" في اليمن الى مصر, تحت مبرر مناصرة الجماعة هناك .. مؤكدا ان من شأن ذلك ان يؤدي الى نتائج كارثية في المستقبل خصوصا اذا ما استغلت عملية السفر تلك من قبل الجماعات الجهادية والمتطرفة وفي مقدمتها (تنظيم القاعدة) للقيام بإرسال افرادها لتنفيذ عمليات ارهابية بحق الابرياء من الشعب المصري, كما سبق وحصل في سوريا التي توافد اليها المتطرفون من مختلف اقطار العالم.

وطالب الحزب القيادة السياسية والحكومة اليمنية بمختلف اجهزتها الامنية الى التنبه لمخاطر تلك الاعمال, والعمل على وقف هذه الظاهرة التي تتعاظم تبعاتها يوم بعد آخر, وذلك من خلال منع سفر اليمنيين المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين الى الشقيقة مصر أو سوريا, ورصد من سبق وسافروا واحالتهم الى المحاكمة .. كما طالب الحزب الليبرالي كافة الاحزاب والتيارات والكيانات السياسية اليمنية بتحمل مسئولياتهم الاخلاقية والوطنية والانسانية والعمل على وقف تلك الممارسات التي تجر الشعوب الى منزلقات الحروب والصراعات والانقسامات والفوضى, والتركيز على شئونهم الداخلية اولاً, والشئون والاوضاع المحلية ثانيا, وتحمل مسئولياتها الوطنية ازاءها .. مؤكدا ان ما يحدث في جمهورية مصر العربية او في أي بلد عربي او اجنبي - يعد شأنا داخليا خاصا بأبناء ذلك البلد ولا شأن لأي جماعة او تيار سياسي كان في البلدان الاخرى به ومهما كان انتماؤه او توجهه لا من بعيد ولا من قريب.

وعبر الحزب الليبرالي اليمني عن استنكاره الحملات الاعلامية التحريضية الشعواء التي تمارسها وسائل الاعلام التابعة لجماعة الاخوان المسلمين في اليمن ازاء الاحداث الدائرة في مصر .. معتبرا ذلك تحريضا مكشوفا ودعوة صريحة للقتل وتوسيع دائرة الصراع بين ابناء الشعب المصري الواحد .. مطالبا القائمين على تلك الوسائل بتحمل مسئولياتهم الاخلاقية والمهنية ومراعاة ضمائرهم ووقف هجماتهم الشرسة تلك التي لا تقل آثارها شأنا عما يرتكبه القتلة والمتطرفون انفسهم.

وجدد الحزب مباركته للشعب المصري العظيم بمختلف تياراته ومكوناته وافراده على الانتصار التاريخي الكبير الذي حققه في يوم (30-6-2013م), والذي تمكن من خلاله من استعادة ثورته المسروقة .. مؤكدا ان ذلك الانتصار يعد انجازا تاريخيا غير مسبوقا, واضافة عظيمة لثورات الربيع العربي, وخطوة حقيقية نحو المدنية والحداثة والتنوير والخلاص من سلطة "المنابر الدينية" ليس على مستوى الساحة المصرية وحسب وانما على المستوى العربي عموما.

وثمن الحزب في بيانه الدور والمواقف العظيمة التي ابدتها دولة الامارات العربية المتحدة وغيرها من دول الخليج في دعم الشعب المصري وقيادته الجديدة .. مؤكدا ان تلك المواقف الانسانية النبيلة وذلك الدعم السخي هو الذي يفترض بالشعوب العربية وغيرها من شعوب العالم القيام به في الوقت الحالي تجاه اخوانهم في مصر, وليس تحريضهم على الاقتتال وتصدير مثيرو الصراعات والفتن اليهم.

وعبر الحزب الليبرالي اليمني عن اسفة الشديد ازاء استمرار حالة الصراع والاقتتال الذي تشهده الجمهورية السورية الشقيقة والذي ادى الى ازهاق ارواح مئات الألاف من المواطنين الابرياء وتشريد الملايين الاخرين, وتدمير جزء كبير من البنية التحتية للشعب السوري .. مؤكدا ان الجماعات الدينية المتمثلة في تياري (السنة والشيعة) المدعومة من بعض الدول والاطراف العربية والاقليمية وكذلك الجماعات الخارجية التي حشرت نفسها في دوامة الصراع الداخلي السوري كـ(حزب الله اللبناني), وغير ذلك من الجماعات الجهادية والارهابية التي تقاطرت الى سوريا من مختلف بلدان العالم – هي السبب الرئيسي في كل ما يعانيه الشعب السوري من ويلات القتل والابادة والتدمير .. مطالبا المجتمع الدولي والامم المتحدة بوضع حد لتلك الجماعات والاطراف, واتخاذ عقوبات رادعة بحق كل المتورطين في ادارة ذلك الصراع الدامي وتغذيته.