تواصل المليشيات المسلحة الإرهابية المنطوية فيما يسمى بـ" المقاومة" الموالية للعدوان السعودي بمحافظة تعز، جرائمها في حق المواطنين والتي وصلت حد اقتحام فعالية عيدية خاصة بالأطفال وإطلاق النيران بشكل عشوائي وتكسير منصة الاحتفال والاعتداء على بعض النساء المشاركات في الفعالية التي أقيمت بمدرسة الثورة وسط مدينة تعز – مركز المحافظة-، وعلى الصعيد الميداني تجددت المعارك، أمس، بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان في معظم الجبهات بالمحافظة وتلك الواقعة على الشريط الحدودي مع محافظة لحج، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة للمرتزقة في كرش وحيفان. مصادر محلية في مدينة تعز أفادت "اليمن اليوم" أن مسلحين ملثمين ممن يطلقون على أنفسهم مصطلح "المقاومة" اقتحموا، أمس، مدرسة الثورة للبنات لحظة إقامة مهرجان عيدي للأطفال بينهم أطفال مصابون بمرض السرطان وقاموا بالاعتداء بالضرب على عدد من الناشطات والمعلمات والحاضرين الفعالية من الرجال والنساء بذريعة " الاختلاط". وأشارت المصادر إلى أن المسلحين أطلقوا النار في الهواء بشكل عشوائي مما أثار فزع الحاضرين فيما وجه بعضهم الأسلحة إلى صدور الناشطات وهددوهن بالقتل إذا لم يتم إيقاف الفعالية فوراً والانصراف من المدرسة، وبعد ذلك قاموا بتكسير منصة الاحتفال الذي أقيم في فناء مدرسة الثورة للبنات. وتقع مدرسة الثورة في شارع 26 سبتمبر الذي يسيطر عليه مسلحون من الجماعة السلفية والتي تطلق على نفسها "كتائب أبو العباس" مع تواجد لافت لعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي وما تسمى كتائب أبو الصدوق المشكلة من حزب الإصلاح. وبحسب شهادات بعض الناشطين المشاركين في الفعالية فقد تعرضت إحدى الناشطات المنظمات للمهرجان وتدعى إيمان القدسي للضرب من قبل أحد المسلحين الذي قام بركلها وإسقاطها على الأرض، فيما أدى إطلاق النار الكثيف إلى سقوط حالات إغماء وسط الحاضرين بينهم معلمتان في المدرسة "ريم الأثوري وزينب العريقي". وقال شاهد عيان إن الفعالية التي أقامها فريق "أنا وأنت" بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لعلاج السرطان، بعنوان "معنا راح تعيش الطفولة" اقتحمها مسلحون ملثمون بعصابات بيضاء قاموا بالاعتداء على الحاضرين بذريعة الاختلاط رغم فصل النساء عن الرجال ووضع ستائر من الطرابيل بين المكان المخصص للنساء والمكان المخصص للرجال. من جهتها ذكرت أروى الشميري إحدى المشاركات بالمهرجان، في منشور بصفحتها على الفيسبوك، إن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد سبق وقوع حادثة مشابهة ثالث أيام عيد الفطر المبارك في شارع جمال، وكانت ذريعة المسلحين هي الاختلاط بين النساء والرجال. وأضافت الشميري:" هذه المرة لم يكن هناك اختلاط بل تم وضع حاجز بين النساء والرجال وكان المهرجان في مدرسة الثورة.. فما عذرهم يا ترى?"، واستطردت قائلة: "كان بإمكانهم الدخول بهدوء وإيقاف المهرجان إذا كانوا فعلا يطبقون سنة نبي الرحمة الذي لم يُفزع أو يُروع طفلا ولا امرأة، سلوكهم كان بعيدا جدا عن سنة نبي الرحمة وقريبا جدا من سلوك الإرهابيين". واختتمت أروى الشميري حديثها بالقول :"تعز أصبحت مرتعا لجماعات إرهابية تدّعي التدين فأين مجلس المقاومة مما يحدث؟". واعتبر ناشطون آخرون هذه الحادثة امتداداً لحملة التحريض التي قادها عضو الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح عبدالله أحمد العديني أواخر شهر رمضان، ضد الناشطين والناشطات من أبناء تعز بحجة الاختلاط، واستخدم مع عدد من خطباء المساجد من حزب الإصلاح، منابر المساجد في خطب الجمعة مركزاً لتلك الحملات.
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.