عاجل بينما العباسي يؤكد إصابةبنوك صنعاء بشلل تام ويقترح أن تكون عدن هي المقر الرئيسي
لماذا جمد البنك المركزي2.5تريليون ريال من ارصدة البنوك منها700مليار لبنك اليمن الدولي
لايستفيذ منها الشعب ومشاريع البنى التحتية
محافظ بنك مركزي عدن يكشف مفاجأة لليمنيين اين تذهب 40في المائة من ميزانية حكومة عدن
من هي القادمة من عدن إلى صنعاء وميض شاكر؟
كتبت سماح الحرازي
اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان
300مليون دولار فاتورة استيراد اليمن الألبان ومشتقاتها أقرأ التفاصيل
الدكتورة وهيبة فارع أول وزيرة حقوق انسان في اليمن لماذا ؟
الدكتورة وهيبة فارع أول وزيرة حقوق انسان في اليمن لماذا ؟
ولد عام 1949
شاهد كيف اصبح الإعلامي والشاعر احمد الحاج نحيفا في صنعاء
بينما نقابة الصحفيين تدين محاولة اغتيال امين نقابة الصحفيين في صنعاء ومقتل ابن عمه ر
رئيس تحرير صحيفةالاوراق يدين ويطالب بحماية الصحفيين في صنعاء وسرعة القبض عل الجناة
بينما يعتبر اكثر الشخصيات الاجتماعية الهاما وتأثيرا عل المجتمع
3 مناصب تنتظر شوقي هائل رئيسا للوزراء وزيرا للتجارة والصناعة ومحافظ للبنك المركزي
لم اكن اطيق سماع صوت المعلق الرياضي العيدروس
ماجد زايد./ الفيس بوك /الاوراق
هذه قصةمحاربةرجل الدولة يوسف زبارة ومحاولة لافشال توجيهات ابوجبريل لصالح الفسده الجدد
احمو هذا الرجل.. الصحفي البرلماني الناشط والحقوقي «الملفت» فقد «حمته» حكومات سابقه
زوجات خائنات
قصتي... والطفل بائع السمسم في صنعاء
سبأ عبدالرحمن القوسي وعلى عبدالله صالح والح و ث ي والاحمر .. فأين الوطنية؟

 - مفاجأة الزعيم  تحالف مع المسيحيين لمواجهة الاخوان .. واول من اطلق اسم انصار الله في رسالة الى الرفيق السيد عبدالملك الحوثي

- مفاجأة الزعيم تحالف مع المسيحيين لمواجهة الاخوان .. واول من اطلق اسم انصار الله في رسالة الى الرفيق السيد عبدالملك الحوثي
الإثنين, 02-نوفمبر-2015
اوراق برس من طاهرحزام -

اورد المحلل السياسي والاعلامي البارز في اليمن احمد الحبيشي معلومات هامه عن تحالف الزعيم جمال عبدالناصر مع المسيحيين  لمواجه الاخوان المسلميين  المتحالفين مع الصهاينه ، وقال في رسالة  عنونها بـ رسالة يسارية الى الرفيق عبدالملك الحوثي ان ناصر كان اول من اطلق اسم انصار الله  ..مزيدا من التفاصيل في رسالة الحبيشي الى السي عبدالملك الحوثي زعيم جماعةانصار الله في اليمن:


يجب أن يكون مفهوما لكل من يقرأ هذا المنشور بصرف النظر عن مذهبه السياسي والفكري والديني ، ان كاتب هذا المنشور يساري تربّى في مدرسة المفكر اليساري الوطني الكبير عبدالله باذيب الذي كان أول من رفع (شعار نحو يمن حر ديمقراطي موحد) ، ويؤمن بضرورة الفصل بين الدين والسياسة ، ويدعو الى حرية الإعتقاد ، ويرفض كل صور الاستبداد والإضطهاد والإنفراد والأحادية والشمولية والتمييز والعنصرية.


ويجب أن يكون مفهوما للجميع ، أن كاتب هذا المنشور ليس (حوثيا ) أو (متحوثا) ، بمعنى الانتساب التنظيمي لحركة ( أنصار الله ) ولن يكون كذلك ، مع تقديره واحترامه الشديدين لصمود وتضحيات هذه الحركة منذ تأسيسها حتى الآن ، ومع تحفظه الانتقادي على جانب من محتوى ( الصرخة ) الذي أختاره (أنصار الله) شعارا لحركتهم ، واعتراضه على بعض ممارساتها وإجراءاتها غير الدستورية في بلد غابت عنه سلطة الدولة والسياسة والدستور !!!


ربما لا يعرف الكثير ، ان جمال عبدالناصر كان أول من أطلق عبارة (أنصار الله ) على حركة سياسية مسيحية، إنطلاقا من صدق إيمانه بمشروعه القومي والإنساني التحرري الوحدوي المناهض للإستعمار ومشاريعه الرجعية.


لم يكن جمال عبد الناصر يخفي أو ينكر علاقته بجماعة الإخوان المسلمين قبل مشاركته في ثورة 23 يوليو 1952م ، ولم يكن جمال عبدالناصر يجهل ان مجلس قيادة الثورة كان خليطا فسيفسائيا من أشخاص يمثلون إتجاهات فكرية وسياسية ودينية موروثة عن زمن فاسد.


وفي الاتجاه ذاته لم يكن جمال عبد الناصر يجهل ان الجديد يولد من القديم ، وإذا توقف هذا الجديد عن التجدد والانفتاح والتحرر من العصبوية الدينية أو القومية أو الحزبية ، يصاب بالتكلس والتخشب والضمور، لتولد من رحمه حركة جديدة أخرى.


في معركته ضد الأحلاف الاستعمارية ، إختار جمال عبدالناصر التحالف مع الأسقف مكاريوس الثالث ، رئيس أساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية ، في مواجهة حكومة حزب الإخاء الاسلامي ذي المنشأ (لإخواني) ، برئاسة عدنان مندليس في جمهورية تركيا الاسلامية السنية الأطلسية ، قبل أن تسقط حكومته ويحكم عليه بالموت شنقا ، وهذا ما أتوقع حدوثه بإدن الله للرئيس التركي أوردوغان مهما طال الزمن.


في تاريخ 18 اكتوبر 1950م ، تم انتخاب القس الشاب مكاريوس الثالث وهو في السابعة والثلاثين من عمره ، رئيسا لأساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية ، بعد شهرين من وفاة مكاريوس الثاني ، فكان أصغر من تبوأ هذا المنصب في تاريخ الكنائس العالمية.


وفي خطاب التنصيب تعهد مكاريوس بأن يضع على رأس أولوياته مشروع التحرر من الاستعمار البريطاني والوحدة مع اليونان "الوطن الأم" كما وصفها آنئذ.


قام الاستعمار البريطاني بنفيه إلى جُزُر سيشيل وذلك عام 1956م ، على غرار ما فعله مع سعد زغلول ورفاقه بعد ثورة 1919م في مصر ، عندما نفاهم الى عدن ومنها الى جزر سيشيل .. لكن الاستعمار البريطاني عاد وأطلق سراح الأسقف مكاريوس الثالث في العام التالي ، على نحو ما فعله ايضا مع سعد زغلول عندما سمح له بالعودة الى مصر عام 1921م.


وبعدما نالت قبرص استقلالها بفضل كفاح الحركة القومية القبرصية التي كان الأسقف مكاريوس يقودها من المنفى بواسطة الأشرطة الصوتية ، تمّ أنتخابه أوّلَ رئيس لجمهورية قبرص بعد استقلالها بتاريخ 13 ديسمبر عام 1959م.


وخلال فترة حكمه ، رفض مكاريوس الاعتراف باسرائيل ، وانضمت قبرص في عهده الى حركة عدم الانحياز ، بعد ان رفضت الانضمام الى حلف شمال الأطلسي (الناتو) على العكس من تركيا (المسلمة) ، وساندت ثورة الجزائر والثورة الكوبية وثورة 26 سبتمبر وجمهوريتها الفتية وثورة 14 اكتوبر ضد الاستعمار البريطاني.


كانت جمهورية قبرص التي أسسها الأسقف مكاريوس الثالث ، بلدا علمانيا تحرريا يفصل بين الدين والسياسة ، و نصيرا صادقا وثابتا لحركات التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ،وملاذا للمؤتمرات والفعاليات الأممية المعادية للإستعمار والصهيونية ، حتى أنها أكتسبت حجما عالميا أكبر من مساحتها الصغيرة ،وقدراتها النامية!!


لم يسلم الأسقف مكاريوس من مؤامرات القوى الاستعمارية والامبريالية ، حيث أطاح به انقلاب عسكري في شهر يونيو 1974 ، فاضطر إلى مغادرة البلاد الى سوريا في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي تدخل شخصيا لإنقاذ حياته والافراج عنه ، وعرض استضافته في سوريا العروبة.. وخلال تلك الفترة قامت القوات التركية بغزو قبرص وإحكام السيطرة على الجزء الشمالي منها.


قدمت سوريا دعما سياسيا كبيرا للأسقف مكاريوس وأنصاره الذين وصفهم حافظ الأسد بانهم (أنصار الله)، على غرار الوصف الذي أطلقه عليهم جمال عبد الناصر في نهاية الخمسينات ، حينما رد على الذين كانوا يهاجمونه بسبب ( تحالفه مع النصارى في مواجهة تركيا المسلمة ) فقال لهم عبارته الشهيرة :


( نعم .. مصر قررت التحالف مع أنصار الله من المسيحيين المؤمنين الصادقين الذين لهم أجرهم عند ربهم و لا هم يحزنون ، بدلا من التحالف مع العميل عدنان مندليس وأتباعه من عبدة شياطين الاستعمار والصهيونية الذين باعوا دينهم بثمن قليل ).


عاد مكاريوس مجدداً إلى الجزيرة ليكون رئيساً لفترة ثانية استمرت حتى وفاته في 3 أغسطس 1977 ، وترك خلفه إرثا كفاحيا غنيا بمبادئ الحرية والعدالة ، لا يزال يلهم ليس مسيحيي قبرص والشرق الأوسط فقط ، بل مسيحيي اليونان وأفريقيا وأمريكا اللاتينية أيضا ..ويكفي أن نعرف أن الأسقف مكاريوس عليه السلام ، كان مثل الشهيد الحسين عليه السلام ، من أبرز مصادر الإلهام للزعيم الأفريقي الأممي نيلسون منديلا في كفاحه الطويل ضد الاستعمار والعنصرية ، بحسب ما كتبه في مذكراته.


عندما تذكرت إشادات جمال عبدالناصر في بعض كلماته بمواقف الأسقف مكاريوس الثالث ، من القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، ومعاداته للإسنعمار والصهيونية ، تذكرت بالمقابل كيف خرجت الصوفية الأرثوذكسية من رحم القيصرية الروسية التي انتصرت خلال السنوات الرجعية 1907 ـــ 1910 ، حيث كانت الصوفية المسيحية نقطة الضوء الوحيدة في تلك السنوات الرجعية بحسب قول لينين ، بعد ان تراجعت الحركة العمالية الثورية ، واشتد الجنوح نحو التصوُّف الأرثودكسي والمنشفية السياسية والمثالية الفلسفية ، وصولا الى ولادة حركة ثورية شعبية جديدة بقيادة فلاديمير لينين ، الذي سجل له التاريخ بأحرف من نور ، أنه في أول خطاب له بعد قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917م ، أعلن انسحاب روسيا من المحور الاستعماري (البريطاني الفرنسي الروسي) الذي قاد الحرب العالمية الأولى ، كما أعلن أيضا رفض الثورة الروسية البلشفية اتفاق سايكس بيكو المبرم بين بريطانيا وفرنسا ، وتأييدها لحق الشعوب في تقرير مصيرها.


حين قررت توجيه رسالة يسارية ــ مني شخصيا ــ للرفيق عبدالملك الحوثي ، تذكرت رجال حرب العصابات الذين اقتحموا العاصمة الكوبية هافانا عام 1959برئاسة فيدل كاسترو ، وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية للرئيس فولجنسيو باتيستا بعد ان اقتحموا العاصمة هافانا ، برغم تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لحكومة باتيستا ولعملاء الـ CIA داخل جيش عصابات كاسترو.


دخل الثوار كوبا على ظهر اليخت غرانما ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلا لم يبق منهم سوى 10 رجال فقط، بينهم كاسترو وأخوه "راؤول" ورفيقه جيفارا، ولكن هذا الهجوم الفاشل أكسب الثوار مؤيدين كثيرين خاصة في المناطق الريفية، وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسرت نصف عددها في معاركها مع الجيش الكوبي القديم.


كان خطاب كاسترو سبباً في إضراب شامل، وبواسطة خطة جيفارا للنزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية تمكن الثوار من دخول العاصمة هافانا في يناير 1959 على رأس ثلاثمائة مقاتل ، ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا بعد انتصار الثورة وإطاحتها بنظام حكم الديكتاتور "باتيستا".


مما له دلالة ان كاسترو كان طبيبا بوليفاريا كاثوليكيا ، كما كان أول قرار لكاسترو هو حل كافة الأحزاب اليمينية واليسارية وعلى رأسها الحزب الشيوعي القديم الذي كان خصما لكاسترو ، وجزءا من منظومة الحكم ، على غرار الحزب الشيوعي الايراني (توده) الذي كان متعاونا مع نظام شاه ايران ، وخصما للمعارضة الوطنية والشعبية الاسلامية التي قادها الامام الخميني من منفاه في العراق وفرنسا.


اختار كاسترو طريقا صعبا لتحقيق العدالة الاجتماعية في بلاده وسط غضب واسع ضده من الحركة الشيوعية العالمية ، ومؤامرات عدوانية من الولايات المتحدة الأميركية التي قررت محاصرة و اسقاط النظام الثوري الجديد في كوبا بكل الوسائل الممكنة.


ولم يكن أمام فيديل كاسترو غير التفاعل الإيجابي مع الدعم القوي الذي قدمه منفردا للثورة الكوبية الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف دون سائر دول العالم ، وعلى الضد من مواقف الأحزاب الشيوعية العالمية التي وقفت ضد الثورة الكوبية وقراراتها ، كما كان كاسترو بحاجة لتجذير وتأصيل نزعته المعادية للإستعمار والإمبريالية ، حيث كان لكل ذلك أبلغ الأثر في تحول الثورة الكوبية نحو اليسار والانحياز للطبقات الشعبية.


تذكرت أيضا كيف خرج الزعيم الصيني ماو تسي تونغ من رحم الحركة الوطنية الشعبية الصينية ذات المنشأ الكونفوشيوسي الديني الوثني بقيادة الكومينتانغ ، ليقود ثورة فلاحية شعبية ، انطلقت من الأرياف وأسقطت المدن واحدة تلو أخرى ، وصولا الى إقتحام العاصمة بكين كما هو حال الثورات الشعبية الكبرى في التاريخ ، ثم جعلت من الصين دولة اشتراكية وصناعية وزراعية كبرى بخصائص صينية ، تحتل مركزا متقدما بين الدول العظمى في العالم المتخضر !!


على خلفية هذه السياقات التاريخية تأملت كيف تعيش الأحزاب والنخب السياسية والاعلامية الأوروبية منذ الأزمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت عام 2008م ، وضعًا لم تمر به منذ الحرب العالمية الثانية.


وكيف تلعب هذه الأحزاب والنخب المتمردة ــ من اليمين والوسط واليسارــ على غضب الناس وشعورهم بالقلق حول الهجرة، وفقدان الهوية الأوروبية واتخاذ موقف مضاد للاتحاد الأوروبي ، لأنه يمنع البلدان من الدفاع عن قومياتها وحدودها أمام النازحين ، ورفض إجراءات التقشف التي تفرضها الحكومات الأوروبية على شعوبها بعدما شجعتهم على الاقتراض وتوريط البنوك فيما سمته المشروع الأوروبي على مدار خمس سنوات ، دفع خلالها البسطاء وذوي الدخل المحدود الثمن من ضرائب وبطالة وغلاء وفقر .


والحقيقة الوحيدة هنا أن الاتحاد الأوروبي لم يجد ردا على هذه المشاكل وسط محاولات الأحزاب والجماعات والنخب السياسية الجديدة و( المتمردة) الظهور بشكل منحاز لمطالب الشغيلة.


تذكرت أيضا كيف تتضخم المسيرات المناهضة للمسلمين بألمانيا وامتدت منها للسويد، وكيف يطلق زعيم حزب الحرية في هولندا على القرآن اسم (الكتاب الفاشي)، في حين يصمم حزب الاستقلال البريطاني على ترك الاتحاد الأوروبي.


تذكرت قول فلاديمير بوتن للأوروبيين في منتدى دافوس عام 2013: (حتى لا تبيعوا الوهم لما بعد الاتحاد الأوروبي فإن العولمة وزيادة الهجرة نتائج طبيعية للتقدم ، وحتى إن تباينت أيديولوجيات الأحزاب اليمينية واليسارية فيما بينها وفقا للتقاليد والمحرمات في ديمقراطياتكم ، لكن الدعوة متشابهة بين جميع هذه الأحزاب والحركات الشعبية ، وهي أن أوروبا المتحدة انتهت وعلى الوضع أن يتغير) .


تأسيسا على ما تقدم قررت أن أوجه رسالة يسارية الى ( الرفيق) عبدالملك الحوثي ، بعد إن أدهشتني مواقفه قبل وأثناء العدوان السعودي المدعوم أميركيا وصهيونيا على اليمن أرضا وشعبا وتاريخا.


ولم أجد أفضل من السطور السابقة ، كمقدمة لهذه الرسالة التي تعبِّـر عن وجهة نظري الشخصية وقراءتي الخاصة لطريقة تفكير وعمل هذا الشاب الثوري ، بهدف محاولة استكشاف آفاقها لا غير.


قد يذهب البعض من هنا وهناك الى الشطط في فهم مضمون رسالتي التي لم تأتِ بعد ، وسوف يستغرق نشرها ثلاث حلقات قادمة بإذن الله .


لكنني وجدت نفسي بحاجة لوقف تداعيات هذ الشطط ، مشدودا الى تجربتي الشعرية التي بدأت في السبعينات والثمانينات ، ثم توقفت بعد التسعينيات ، لتعود مرة أخرى بين الفينة والأخرى منذ كارثة ( الربيع العبري) عام 2011م ، حتى الآن.


لهذا أهدي هذه السطور الشعرية الى الرفيق عبدالملك الحوثي في مستهل رسالتي القادمة:


باسماً جئْتَ 


و ( الدَّيدبانُ ) يحاصرُ أسحارَنا الراكضاتِ


إلى الموعد الألوَعِ


ومثل الحمامات كنتَ الخفيفَ الكبيرَ


وكان المكانُ فسيحاً


ومثل الحمامات كنتَ المعاناةَ / والحلمَ


والقلقَ / الإحتمالْ


ومثل الحمامات كنتَ التواصلَ


عبرَ الزمانِ وفوقَ المكانْ


ومثل الحمامات كنتَ التجدّدَ


والأملَ / الإِبتداءْ


******


عندما يمتطي الليلُ راحلةَ ( الديدبانْ )


وتبدو المسافاتُ متعبةً


والنوافذُ مفتوحةً للرياحْ


يستديرُ الزمانُ /


ويبقى المكانُ فسيحاً


وتنطلق الريحُ حُبلى بأنفاسِ عُشَّاقِها


******


رعشةُ الريحِ بعضٌ من العشقِ


إذْ يغتلي في أتون الشقاءْ 


والعشقُ بعضٌ من الخبزِ


إذْ يحتوي مهرجانَ السواعدِ والماءِ 


في زمن الحبِّ والإِلتقاء


ْ


******


عندما لاحَ طيفُ المساءْ


كان صوتُ الحيارى يُخالسُ صمتَ القبورْ


عندما صاحَ في الليلِ بومُ النّوى


واكتسى الماءُ ظلَّ الزمانِ الذي يسكنُ الذاكرهْ


صارتِ الذكريُات زماناً يجيئ


إلى الحاضرِ الإِنتماءْ


وصارتْ عيونُ النهار تـُخادنُ صمتَ الرياحِ


وليلَ الجروحْ 


آهِ، ما أروعَ الريحَ حين توحِّدُ بين الجروحِ 


وتنسابُ ضوءاً يلفُّ الجناحين


في حضرةِ العشقِ والتعبِ / الكبرياءْ


*****


كانتِ الشمسُ في حضرةِ العشق برداً


وكانت هـمومُ العذارى سلاماً


الجبالُ التي شهدت كبرياءَ الولادةِ


صارت عيوناً


تراقبُ بومَ المساءِ الذي اجتذبتْهُ


بيوتُ العناكبْ


الفواصلُ بين الذهابِ


وبين المجيءِ


تلاشت ، وصارت مناكبْ


والفنارُ الذي راقبَ ( الديدبانَ ) ارتقى سامقاً


يمسحُ الليلَ عن مُقلِ الفجرِ والعاشقينَ


ويعلو سلاماً


******


كان ليلُ التباريحِ يغفو


وكانت رياحُ الأنينِ الذي يحتوي الليلَ تغفو


وكان المكانُ على غفوةٍ


والزّمانُ تــُحاصرُه الزفراتُ فيغفو


وكان السُّهادُ يشقُّ اللحيظاتِ 


لا ينحني للحصارْ


*****


حينما يُصبحُ العشقُ مُعتقداً وغُناءً وخُبزاً


وحين يصيرُ ارتحالُ الحمامات


في الليلِ فرعاً من الزمنِ المستهامْ


تذوبُ الفواصلُ


بين الظلامِ


وبين الحمامْ


وينهزمُ ( الديدبانْ )


*****


يا زمانَ الزمانِ الذي حاصر ( الديدبانْ )


يتعبُ الحائرون إذا حاصرَ الشفَقَ المستباحَ


دخانُ المساءِ الكسيحْ


والحيارى كثارٌ إذا حاصرَ ( الديدبانُ )


عيونَ النهار


كلّما لاحَ برقُ التواصلِ بين المحبينَ


ظنّوه ( خُلّبَ ) وهمٍ


وظَنُّوا التواصلَ بيتَ رمادْ


زعموا أنّ ليلاً توزّعَ بدرين في الخافِقَيْنْ


وأنّ رياحاً تهادت سلاماً على مغرِبَيْنْ


وأنّ نهاراً تقاسمَ شَمْسَيْنَ في مشرِقَيْنْ


وأنّ الرؤى وجعٌ في قلوب السّهارى


يَضاجعُهُ الصبرُ والإِحتضار !


******


يا زمانَ الزمانِ الذي صفَّدَ ( الديدبانْ )


وجعُ الفقر يغدو أليفاً


وجرحُ التواصلِ يخضرُّ فوقَ المسافاتِ


يمتدُّ بين التباريحِ والمُقَلِ المسهداتِ


وينمو مع الحلمِ والإِحتمالِ خفيفاً


******


هوذا الزمنُ المستهامُ يلفُّ المكان


وما أنبتَتْهُ السواعدْ


يعتلي جبهةَ الفجرِ / يستوطنُ الخافقين


ويسطعُ في مُقلِ البسطاءْ


المسافاتُ تبدو كراحلة في دروب المساء


المسالكُ لّما تعدْ موصداتٍ


فكلُّ الفواصلِ أضْحَتْ نقاطَ اتصالٍ


توحِّدُ بين المسافات ، والضوءِ ، والناسِ


في زمنِ الوصلِ والاصطفاءْ


ْ


********


ْ


عندما تسطع الشمسُ عبر الحقولِ


وفوقَ الجباهْ


ويجيئُ الرفاق الذين تُحمـِّلهمْ عدنُ البسطاءِْ.


سلاما الى الماء والأصدقاء.


عندما يخرجُ الطفلُ والخوفُ في يدهِ


والأعاني تغادرُ حاراتنا


ينطقُ صمتُ السنينِ على سور صنعاء


بالسلامِ اليساري


والنداءِ اليساري


*****


في عيونِ الحسان


بارقٌ من ضياءْ


في اخضرار الجبالْ


وطنٌ لا يُطالْ


في طريق الصمودْ


يتهاوى الحصارْ


ويشيخ الدمار


ْ


في ليالي الجراحْ


يستحمُّ الصباحْ


خلف هذا الحصارْ


لا يغيب النهارْ


في وجوه الحِسانْ


يستريحُ الزمان


ويجيئُ الرفاقْ


ويطولُ العناقْ


***** 


بين صنعاءَ والقادمين اليها


جسورٌ من الصبر والبذل والكبرياءْ


وعلى سطحِها الصلبِ تبدو المسافاتُ مسقوفة ً بالضياءْ


وبأطراف أسوارِها يستديم الغناءْ


ويضوع العناق


في لقاءِ الرفاق


******


كان في الأفقِ برقٌ يحاصرُ صنعاءَ


مُنطلِقا صوب سوق المدينة


حيث التقينا


وحيثُ احتفى مهرجان الصمود


بنا وانتفضنا


وحيث القلوبُ كمثل إخضرارِ الجبالِ


نجيئُ اليها


فتهفو الينا


وحيث لمحنا بريقَ الشراكة والسلم 


في ليل هذا الزمان الذي زار صنعاء مُتشـِّحا بالنهار !!


( يتبع يوم السبت القادم ).

عدد مرات القراءة:3366

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
الاسم:

التعليق:

  • الاخبار اليمنية
  • صحيفة الاوراق
  • من الذاكرة السياسية ... حتى لاننسى
  • بدون حدود
  • شاهد فيديو مثيرللاهتمام
  • طلابات توظيف
  • تغطية خاصة من جريدة اوراق لمؤتمر الحوار الوطني
  • حماية البيئة
  • الدين ورمضانيات
  • اراء لاتعبرعن اوراق
  • منوعات وغرائب
  • خارج عن المألوف
  • الاقتصاد
  • اخبارتنقل عن المفسبكين وتويتر
  • ثقافة وفن
  • اوراق سريه
  • العالم
  • الرياضية