اوراق برس خاص من الراي الكويتية -
فيمااستسلمت العديد من القوى السياسية لصعوبة خروج رئيس الحكومة تمام سلام، أقلّه في الايام المقبلة، من سياسة السعي لاستنفاد كل الفرص، في محاولة لتفكيك عقدة إصرار العماد ميشال عون على عدم بحث اي بند في مجلس الوزراء قبل تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش، فاجأت بيروت المقاربة التي كُشف ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قدّمها للوضع السوري وتداعياته المحتملة، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني والوفد المرافق الاربعاء الماضي.
فقد نقلت صحيفة «المستقبل» عن مصادر الوفد اللبناني ان السيسي أسدى خلال استقباله الوفد نصيحة جاء فيها: «تحسّبوا من تطورات دراماتيكية قد تطرأ بشكل مفاجئ على الوضع السوري... حصّنوا أنفسكم وتحضّروا للحظة سقوط الأسد»، داعياً الى ضرورة «التنبّه جيداً» للتطورات المرتقبة خلال المرحلة المقبلة على ساحة الأزمة السورية. وقال: «وضع النظام السوري سيىء كما يبدو من مسار الأحداث الأخيرة في سورية، والتوقعات تشير إلى إمكان تدهوره وانهياره بشكل سريع ومباغت، لذلك من الأفضل أن تكونوا في لبنان متحسّبين لذلك كي تتمكّنوا من مواجهة وتطويق تداعيات المرحلة»، لافتاً إلى أهمية الانتباه في هذا الإطار إلى أنّ «أي تطوّر دراماتيكي من قبيل احتمال انهيار النظام السوري قد يُرخي بظلاله على الساحة اللبنانية، ربطاً بما قد ينجم عنه من تبعات ضاغطة، كفرضية تدفّق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، وبالتالي فإنّ على لبنان أن يبادر إلى تحصين نفسه والتحسّب من الآن لكيفية التعامل مع مثل هذا الاحتمال».
وليس بعيداً من «مفاجأة» السيسي، كان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يقدّم قراءة للوضع اللبناني حملت بدورها عنصراً مباغتاً، نقلها السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار، من خلال تقرير قدّمه الى وزارة الخارجية وتضمن محضر اجتماع له مع بوغدانوف وتم نشره في بيروت أمس.
وبحسب التقرير فقد أكد بوغدانوف حرص روسيا على «انتخاب رئيس جديد للبنان في أقرب وقت، لا سيما أنه الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة»، لافتاً إلى أن «الموقف الروسي واضح لناحية ضرورة انتخاب رئيس توافقي»، مبدياً استغرابه لتمسّك عون بترشيحه مع علمه بعدم إمكان انتخابه لسدة الرئاسة (...) وهذا الأمر ينطبق في رأيه أيضاً على جعجع. ونقل التقرير ان بوغدانوف يرى ان«على عون أن يفسح المجال أمام غيره من المرشحين، أو على الأقل المبادرة مع حلفائه إلى تأمين النصاب في مجلس النواب لانتخاب رئيس».
وفي هذا الوقت، أطلق عون مجموعة مواقف تؤكد تمسّكه بمقاربته لملفيْ الرئاسة والحكومة، رافعاً سقف التحدي الى درجة التلويح بالفيديرالية. وقال رداً على سؤال عن الوضع في المنطقة: «أعتقد أنّ الفيديرالية ممكنة في العراق، أمّا في سورية فحتى اليوم الأمر غير معروف»، مضيفا: «لبنان قد يشهَد لامركزية موسّعة وليست إدارية فقط»، مؤكدا ان «اللامركزية السياسية الموسّعة هدفٌ أوّل بالنسبة إلينا، والأحد سأتحدّث عنها وكيف أهمِلت، ليس فقط قانون الانتخاب بل اللامركزية والإنماء المتوازن»، موضحا ان «لا فارقَ بين الفيديرالية واللامركزية، هذا الأمر يَحتاج إلى حالة وفاقية ليتحقّق(...) نحن طرحنا القانون الأرثوذكسي ويمكن طرح الفيديرالية واللامركزية، والأخيرة لم تنفّذ، عِلماً أنّها أقِرَّت في الطائف».