اوراق برس خاص بقلم أبو متعب اليمني من الرياض -
اوراق برس خاص
وفي نوفمبر ٢٠١١ تحدث الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الرياض التي سماها العاصمة السياسية وذلك عقب التوقيع على المبادرة الخليجية.
باعتقادي لم يكن صالح مخطئا حينها، فهو تحدث عن رياض الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير نائف بن عبدالعزيز والأمير أحمد بن عبدالعزيز والأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمير متعب بن عبدالله وقائمة طويلة من رجالات الدولة الأقوياء أصحاب التجربة في الحكم والحنكة في السياسة.
ولعل الملك سلمان حينها كان أحد هؤلاء الرجال قبل أن ينال منه المرض والذي جعل من مجموعة صبية متهورين يتحكمون في مصير دولة عظمى في المنطقة وذات وزن على مستوى العالم منقلبين على نظام الحكم في المملكة ومتطاولين على رجالات الدولة الأكفاء أصحاب التجربة.
لقد كانت الرياض عاصمة سياسية لكل المنطقة وحينها كانت واشنطن تأتي إلى الرياض وترضخ لما تقرره في المنطقة وجميعنا يتذكر يوم زار أوباما الملك عبدالله على سرير مرضه للموافقة على ما قررته السعودية يومها.
كانت واشنطن تأتي إلى الرياض أما اليوم تتسكع الرياض على أبواب العواصم الغربية للحصول على تأييد لمغامراتها وهي اليوم تستجدى دول أفريقيا لإرسال حفنة من الجنود للمشاركة في عدوانها على اليمن الفقير بموارده والمرهق بحروبه وأزماته.
تحدث صالح يومها عن العاصمة السياسية الرياض لكنه اليوم يتحدث عن تغيير خارطة المنطقة ومعادلة التوازن فيها فالعدوان على اليمن تسبب في إهانة المملكة العربية السعودية وإضعاف هيبتها وتململ حلفائها ورفضهم مشاركتها السقوط في المستنقع اليمني.
كانت السعودية تعلم العالم أصول السياسة وقواعدها واليوم صارت تتلقى معلوماتها وأدائها السياسي من ثلة من الفاشلين الذين لفظهم الفشل بعيدا عن الأرض اليمنية وعلى رأسهم الرهان الخاسر عبدربه منصور هادي.
كان يمكن أن يكون مؤتمر الرياض أو بالأصح (مؤتمر الريال لصاحبه عبدالعزيز جباري) ذا قيمة لو عقد في عدن أو تعز لكن انعقاده في الرياض يشبه عشم إبليس في الجنة كونهم بعيدين عن الأرض والقوي هو من يفرض شروطه في النخاية.
أتحدث عن كل هذا بأسف كبير وأنا المغترب اليمني في المملكة العربية السعودية التي نحبها ونحرص عليها بالرغم من المعاملة اللا إنسانية التي نتعرض لها في بحثنا عن لقمة العيش وفرصة الحياة التي تضيق علينا في وطننا بسبب ظلم جيراننا وسياسيينا.