تعتبر جريمة المخدرات واحده من أكثر الظواهر الاجتماعية التي تشكل تهديداً مستمراً للمجتمع ، و إحدى أخطر الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية.،  لذلك مواجهة المخدرات تتطلب وضع استراتيجيات وطنية تتضمن خطط تفصيلية لمكافحة هذه الجريمة .
تناول الدكتور / السيد عوض أستاذ مساعد ورئيس قسم علم الاجتماع كلية الآداب بقنا – جامعة جنوب الوادي ( دراسة ميدانية تحليلية وميدانية لجرائم المخدرات بين الرجل والمرأة ) تسعى هذه الدراسة إلى تحديد مدى الاختلاف أو التشابه بين الرجال والنساء مرتكبي المخدرات من حيث أنماط الجرائم التي تم ارتكابها وظروفهم الأسرية وتاريخهم الإجرامي وسوابقهم الإجرامية وأنواع المخدرات التي تم ارتكابها ، والعوامل التي أدت إلى ارتكابهم لتلك الجرائم ، والعوامل التي أدت إلى عودة عوامل البعض منهم إلى ارتكاب تلك الجرائم ، والأساليب التي يمكن من خلالها الحد من جرائم المخدرات  . ومن النتائج المهمة التي توصلت إليها الدراسة ما يلي : تحتل جرائم المخدرات المرتبة الأولى في جميع سجون الدراسة سواء في سجن القناطر نساء ( 45.9 % ) ، أو في سجن القناطر رجال ( 36.8 % ) ، أو في سجن الحضرة بالإسكندرية ( 31.9 % ) أو في سجن قنا العمومي ( 31.6 % ) .
و أن المرأة أكثر ارتكاباً لجرائم المخدرات مقارنة بالرجل . وإذا كانت العزوبية عامل إجرامي للذكور ، إلا أنه عامل مضاد للجريمة بالنسبة للإناث .
كذلك يتسم مرتكبو جرائم المخدرات ذكوراً وإناثاً بعدم الاستقرار العاطفي . كما إن غالبية مرتكبو جرائم المخدرات ينتمون لأسر تضم أفراد لهم ماضي إجرامي ، وتتفوق في ذلك الإناث على الذكور .وإنه إذا كانت العوامل الاقتصادية من أهم العوامل المؤدية إلى ارتكاب الذكور لجرائم المخدرات ، فإن العوامل الاجتماعية من أهم العوامل المؤدية إلى ارتكاب الإناث لجرائم المخدرات .
فهناك بعض النساء يتورطن في ارتكاب جرائم المخدرات دون أن يكون لديهن أية معرفة بالمخدرات ، وذلك للتستر على نشاط أحد أفراد الأسرة . وأن العوامل المؤدية إلى ارتكاب جرائم المخدرات والأكثر تكراراً في إجابات الذكور هي الاعتياد على الجريمة ، وأسلوب الإنفاق غير الرشيد وعدم وجود عمل مناسب ، والنظرة المتدنية من الآخرين ، وإمكانية رشوة رجال الشرطة ، وعجز المؤسسات عن إشباع الاحتياجات ، أما العوامل الأكثر تكراراً في إجابات الإناث هي أصدقاء السوء ، والمعيشة في أسر تشجع على الجريمة ، وأن أية مهنة شريفة لن تحقق المستوى المعيشي الملائم ، وأن المخدرات هي المصدر الوحيد للعيش ، وأن العائد من الجريمة يفوق العقوبة عليها ، والمعيشة في أسر مفككة .
وإذا جاء إدمان المخدرات ، ووجود رجال قضاء قادرون على التلاعب بالقوانين بنسب تكاد متشابهة من الذكور والإناث من حيث العود إلى ارتكاب جرائم المخدرات .