كيف يبدو "علي صالح" بعد رحيله من السلطة وغيابه عن الحوار؟!!
على ما يبدو أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونظامه المنهمك في حفرة عميقة لا يستطيع الصعود منه نحو الأعلى..
"هكذا كان علي عبدالله صالح" عنوان مقال للأستاذ والإعلامي الكبير العم يحيى عبدالرقيب.. مقال في غاية الأهمية ومنتهى الإثارة.. فلم يستطيع علي صالح بقوة عزيمته وكبريائه وطغيانه أن يتقبل ذلك الرأي ويحترم ذاك التعبير.. فلقد هُدد وحُصر الأستاذ يحيى في منزله لمدة ثلاث أيام من قبل بلاطجة علي صالح.. والسبب هو أن حكم علي صالح ونظامه طيلة ثلاث عقود لم ولن يحترم حرية الرأي أو الابتعاد عن انتهاك حقوق الآخرين.. وهذا يجعلنا ندرك أن علي صالح من أحد ثعابين الأرض كذباً ونفاقاً وطغياناً..
لقد اطلعت على بعض الصحف الأسبوع الفائت وقرأت خبر عن لقاء وحوار عقدته صحيفة "عكاظ" السعودية مع علي صالح.. فكانت الأسئلة الموجهة ضده مؤلمة ولكن إجابته كانت مخيبة وغير واقعية وكأنه متأثر تماماً وغير مستوعب انه قد ذهب ورحل عن السلطة بعزيمة شبابية ثورية صمدت وكافحت وقدمت الأرواح وسفكت الدماء من أجل إسقاط علي صالح ونظامه البائس..
 لقد دعا علي صالح انه في راحة تامة خلال حواره مع "عكاظ" وقد نظم برنامج يومي لحياته بعد مغادرته للسلطة.. فقال في مستهل لقائه انه يهتم بصحته جيداً وبممارسته للرياضة وعن حبه للزراعة وأن لديه وقت للراحة بعد ابتعاده عن ممارسة العمل السياسي والتجول في الساحة والنظر إلى هموم ومشاكل المواطنين.. والحقيقة منعكسة ومنحدرة تماماً عن كلامه ولا يوجد شيء من هذا وإنما هي بعض من تماطله وأكاذيبه وألعابه القذرة الذي كان ولا يزال يمارسها خلال عمله السياسي أو ما بعد ذلك..
إن علي صالح منذ أن ذهب عن الحكم وهو غير مستوعب ويبدو انه منصدم وغير مصدق أنه قد غادر السلطة.. فالشعوب تحيى وتبقى كما هي لا تُغير ولا تُبدل والحكام يتغيرون ويتبدلون.. فعلي صالح لم يدرك حقيقة تلك العبارة والمقولة وفي عقليته أنه رح يتسلط على اليمن وضياع شعبه طوال حياته بعد إهدارها طيلة 33 سنة.. فالكل أصبح يعرف حقيقة علي صالح ذلك العاشق الولهان الذي لطالما وصف بكل معاني الكلمات وأنذل وشبه بكل شتى العبارات.. يصبح ذلك الحاكم الوحيد الذي تحكي عنه العرب من شرقها لغربها عن فساده وطغيانه ومدى خطورته ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى المجتمع العربي والدولي.. ويصبح أيضاً ذلك الحاكم الذي تحكي عنه اليمن بكل خيبة أمل وحسرة وندم على ما صنع في أرضها وافسد ما فيها.. فاليمن الذي وصفها الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام حيث قال "اليمن يمان والحكمة يمانية" فيمن الحكمة الذي لم تشهد منذ الزمانات السابقة وبعد سقوط حكم الإمام أي ظلم أو فساد أو انهيار أو انتهاك أو تعذيب أو اعتقال لحرية الرأي كما فعل علي صالح طيلة ثلاث عقود..
إن علي صالح أصبح كابوس على اليمنيين، فمنذ قيام ثورة ١١ فبراير ٢٠١١ الشبابية السلمية وتم التوقيع على المبادرة الخليجية وتسليم السلطة للرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي.. لم يدرك علي صالح حقيقة الواقع المعايش ولم يؤمن بأنه قد رحل عن السلطة وليس هناك أي مبررات أو آمال تجعله يأتي ويعود إلى الحكم مرة أخرى.. فهكذا تتصور له الأشياء الخيالية ويصبح في حلم على أن يعود إلى عروسته العظيمة ذا الجمال الطبيعي الذي لا تليق بشخصية تناقضيه وبائسة قد أكلت الذئاب عظامها وسكنت في جسم يليق بهما ومن نوع جنسها.. فهذا الأمر من المفترض أن يحذفه علي صالح تماماً من ذاكرته وخياله الغائب عن ما يحصل له ولحزبه من انهار عاصفي مفاجئ ولكنه لم يدرك حقيقة تلك العاصفة.. فعلى ما يبدو أن علي صالح بعد خروجه ومغادرته من السلطة أثر عليه تأثير كبير وأصبح يتلاعب ويبرز عضلاته في الساحة لزعزعت الأمن وإدخال البلاد في فوضى وصراع دائم بين مختلف الأطياف.. فقد أصبح يستخدم بلاطجته ورجاله الذين وصفهم "بتنظيم القاعدة" و "جماعة الحوثي" الذي استغل خلالها الشعب اليمني بوجود عناصر إرهابية كما يقول ويقولون.. بالفعل هناك عناصر إرهابية وجماعات مسلحة تعمل لصالح حكومات خارجية كإيران وغيرها.. ولكنه هو الراعي الرسمي والداعم الأساسي لهذه الجماعات وهو يعتبر اكبر واخطر عنصر إرهابي عرفته وعرفه التاريخ منذ عصرنا وعهدنا الحالي..
إن علي صالح يسبب خطر كبير وعائق اكبر إذا لم يعتزل العمل السياسي وإذا تم بقائه في اليمن.. فكل تلك النزاعات والصراعات الدموية الطاحنة هو من يقودها كي يزرع الخوف في قلوب المواطنين ويبعد من قلبه الحقد والكراهية الذي زُرعت من الشعب خلال الثورة الشبابية وأسقطوه عن الحكم هذا إذا كان لديه قلب أساساً.. فالحصانة التي منحت لعلي صالح ونظامه هي من ضمن بنود المبادرة الخليجية وهي من عرقلت مسار التغير وحولت الثورة الشبابية إلى ثورة حزبية.. فعلي صالح يستخدم كل تلك الوسائل والخطوات كون البعض من الجيش يديره نجله "أحمد" وبعض عائلته ونظامه، وهذا يجعلنا نشكك في ما أن قرار الهيكلة لم ينفذ كاملاً.. وأيضاً كون نصف حكومة الوفاق تتحرك بأوامر منه كونه يرئس حزبه الذي أسسه "المؤتمر" وهم جزء من الحزب..
فنهاية المطاف هو أن علي صالح بكل كبريائه وطغيانه يبدو على وشك الانتهاء بعد خسارته لكل الوسائل العائقة الذي يديرها والحصانة الذي يتجول بها وليس لديه أي مخرج أو منفذ ينجو منه فالسفينة أصبحت على وشك الغرق.. وانعقاد مؤتمر الحوار الوطني أصبح على باب الدخول إلى عهد جديد وخطوة ناجحة ولا يتم ذلك إلا بعد مغادرة علي صالح العمل السياسي وعدم المشاركة في مؤتمر الحوار حتى لا يتم هناك أي خلط أوراق أو معوقات وتحديات يتسبب في إنتاجها وعرقلتها وهذا ما نتمناه من حكومة الوفاق ولجنة الحوار على عدم مشاركة علي صالح مهما كان الأمر ومهما كانت الأسباب حتى نخرج باليمن من عنق الزجاجة إلى بر الأمان..؟