سيرجي كراسنوبيروفا “49 عاماً”؛ هو جندي روسي سابق خدم في أفغانستان لمدة عامين، ولكنه في عام 1985 مع انتهاء مدة خدمته رفض العودة إلى دياره، وهو اليوم متزوج وأب لستة أطفال وأصبح اليوم رجل أعمال ناجح.

ولد سيرجي في مدينة “كورجان الروسية”، انتقل للقتال في أفغانستان في سن العشرين وبعد انسحاب القوات السوفييتية حدث انقلاب مع المقاتلين فأخذ أسيراً في قرية مجهولة، ويقول سيرجي أنه خلال الأسر لم يشعر كأنه في سجن، إذ أنه كان محجوزاً في مكان صغير ويعمل على تصليح الماكينات، عاش سيرجي في المكان المعزول داخل غرفة يحرسها مجموعة من الحراس المسلحين لمدة أربعة أشهر وتم بعدها تخفيف المراقبة عليه وبدأ يتعلم التحدث باللغة الأفغانية.

في إحدى الأيام عين سيرجي لتعويض أحد المقاتلين للقتال مع القبائل الأخرى، ويقول أنه اضطر حينها للقتل لإنقاذ حياته، وأوضح أنه خلال تواجده مع القوات الروسية لم يحمل السلاح بل كان يهتم فقط بتنظيفه وصيانته.

بعد فك أسره انتقل سيرجي للعيش في قرية تشاغتشاران – عاصمة اقليم غور وافتتح ورشة للهندسة الميكانيكية وتزوج سيدة أفغانية وهو اليوم أب لستة أطفال، وكان لديه أكثر من ذلك ولكنهم توفوا بسبب أمراض مستعصية.

اعتنق سيرجي ديانة الإسلام وهو يسعى اليوم للحصول على جواز سفر لزيارة والدته العجوز في روسيا والتي يتصل بها باستمرار خاصة بعد وفاة أخيه الذي كان ونيسها في الحياة، كما يسعى إلى إحضار أمه للعيش معه في أفغانستان رافضاً العودة إلى الديار بعدما تعود على الحياة في أفغانستان رغم صعوبتها ولكنه كما يقول وجد فيها الاستقرار والحياة الاجتماعية الهادئة.

القرية التي يعيش فيها سيرجي.