استضافت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة يوم الخميس على قاعة منتداها الثقافي فعالية المحاضرة التاريخية بعنوان ( عملية التغيير وإعادة بناء الهوية الوطنية ) للأستاذ الدكتور / عبدالكريم قاسم سعيد الخطيب : استاذ الفلسفة المساعد كلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة صنعاء .

أدار المحاضرة وافتتحها الاستاذ الدكتور / منذر اسحاق استاذ علم الاجتماع المشارك جامعة تعز ، بكلمة رحب بها بالحضور وقدم من خلالها نبذة تاريخية بالمحاضر ،

وقال الدكتور عبد الكريم قاسم إن الهوية الوطنية هي مجموعة من المكونات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتاريخية، وكونها مكوناً تاريخياً فهي تتغير وتتبدل وتتطور باستمرار على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة وعلى مستوى الدولة.
  وأشارفي محاضرته إلى أن المشكلة مع النظام السابق كانت تتمثل في كون النظام يريد أن يصبغ الهوية بلون واحد هو لون القبيلة التي ينتمي إليها وكان الخروج على هذا النمط خروجاً على الثوابت الوطنية باعتبار أن الهوية ثابتة ومستقرة ومن خرج عن ذلك النمط يوصم بأنه غير وطني وهو ما أسفر عنه حرب 1994م تحت هذا المفهوم المغلوط .

ودعا  إلى العمل من أجل البحث في كيفية بناء الهوية على أسس متينة، تسودها المحبة والتسامح والعدالة والوطنية وان يقدم أبناء اليمن مثل ونموذج سامي للعالم الآخر في الانخراط بإعادة بناء الهوية الإنسانية 

واستعرض قاسم جملة من المفاهيم والمصطلحات  والممارسات التي سادت في العصر الجاهلي والإسلامي والتي جسدت مفهوم  الهوية الوطنية الحقة بأنه متغير وغير مستقر تبعاً للمتغيرات البيئية والثقافية والاجتماعية. وقال :إن مشكلتنا الأساسية تكمن في  النظرة إلى الهوية نظرة أحادية وانعزالية، لافتاً إلى أن إعادة بناء الهوية بعد قيام الوحدة اليمنية قامت على أساس ومفهوم خاطئ ارتكز على المفاهيم القبلية والمناطقية  والعشائرية وأراد أن يصبغ كل اليمنيين بلون واحد وهو القبيلي المتمنطق بالسلاح..

مشيراً إلى أن اليمنيين منذ القدم عُرفوا من خلال التماثيل  واللقى الأثرية  بأنهم منتجون ولايتمنطقون السلاح واشتهروا  بصناعة السيوف للإتجار بها وليس لمجرد الاقتناء والاقتتال بها.