كثيرة هي القضايا التي يأمر البعض بها الناس ويُطالبون بتطبيقها ولكنهم لا يطبقونها أوّلاً ولا يسعون إلى تعديل الاعوجاج الذي يُعانون منه ولا يتجنبون الأخطاء التي يقومون بها، فالأولى أن يبدأ الفرد بتصحيح أخطائه والتصرّف بمثالية قبل أن ينتقد الآخرين ويحثّهم على التصرّفات المثالية.
والصور كثيرة وأحاول التطرّق إلى أهمّها والتي بحاجة إلى أن يقف كل منّا مع نفسه محاولاً التدقيق في تصرفاته وتصحيحها وإلا لا داعي لانتقاد الآخرين والبحث عن أخطائهم وتصيّدها.
الصورة الأولى: مسؤول ينادي بالتقطير وينتقد الإدارات الخالية من القطريين ويتبنى مواقع إلكترونية للتقطير وإذا ما بحثت في إدارته وجدتها خالية من القطريين، وتجد أن الوافدين يُحيطون به ويستغلّ مهاراتهم في المباحث الداخلية وللحصول على آخر أخبار الإدارات الأخرى!!!
الصورة الثانية: مسؤول يُحارب القطريين مثله، خاصة إذا ما شعر بنجاحهم وخبرتهم في العمل وسرعتهم في تنفيذ المشاريع فيسعى إلى تهميشهم أو تكسير مجاديفهم ( كما نقولها بالعامية) فيُصابون بالإحباط ويفقدون الشهية للعمل ويُقتل الإبداع فيهم!!!
الصورة الثالثة: موظف قطري يبحث عن أخطاء زميله القطري ويُحاول إيقاعه في مشاكل ولا يتردد من الوشاية عليه وتشويه سمعته أمام المسؤولين وعوضًا عن الأخذ بيد زميله إن كان مخطئًا ومحاولة لفت نظره دون إشهار، البعض يتفنن في إشهار ذلك وإيذاء الآخرين !!!!
الصورة الرابعة: البعض ينتقد الناس على أفعالهم الخاطئة مثل البذخ في الأعراس والحفلات ويُنادي بالتعقل والاقتصار على الأمور المهمّة لكنه بالمقابل يقوم بنفس التصرفات ويسرفون عندما تقام لديهم الحفلات!!!
الصورة الخامسة: الحسد وما أدراك ما الحسد فنجد البعض ينتقد الآخرين لأنهم يحسدون غيرهم وللأسف لا يراقبون أنفسهم وهم لا يذكرون أسم الله على كل جميل يشاهدونه أو خير يلاحظونه على غيرهم!!!
الصورة السادسة: البعض ينتقدون النساء أو الفتيات فيما يرتدونه ويحكمون عليهم بأبشع الأحكام وهم يقومون بنفس التصرّفات وللأسف لا يرون أنفسهم، وحتى لو لم يقوموا بنفس التصرّفات فهم يتمنون ذلك ويتمنون الفرصة التي تتيح لهم ذلك !!!
الصورة السابعة: البعض ينصح الآخرين بعدم نشر الإشاعات وتناقل الاخبار الكاذبة والمشكوك فيها، في الوقت نفسه هم أول من يقوموا بتبادل ونشر هذه الأخبار دون التحقق منها بالأول!!!
الصورة الثامنة: البعض يتظاهر بالمثالية في شبكات التواصل الاجتماعي ويعتقد أنه مصلح اجتماعي في حين أنه مليء بالأخطاء والعيوب لكنه لا يراها ويكتفي برؤية عيوب غيره بالمجهر!!!
الصورة التاسعة: البعض يستغل موقعه ومنصبه الوظيفي لإيقاع الضرر بالآخرين الذين لا يُطابقون مزاجه ولا ينتمون لانتماءته فيخلقون من الحبّة قبّة، ويختلقون قصصًا من لا شيء ولا يتمعنون بكل ما يقومون به من أضرار وظلم للآخرين !!!!
الصورة العاشرة: البعض يُنادي بالمساواة الاجتماعية ويُطالب بعدم التمييز ضد عرق أو جنس أو طائفة ويعلق على التعاليم الإسلامية والتي تقوم على المساواة، في حين أنه يسأل عن انتماء الشخص واسمه وأصله وفصله قبل التعامل معه ويعامل الناس بفوقية وطبقية وفقا لما يتآلف مع مزاجه ورغباته !!!
ما ورد أعلاه مجرّد صور مختصرة تحتوي على قصص متفرّعة كثيرة نعيشها ونسمع عنها ونصادف شخصياتها، لا بأس من نصح الآخرين وتقويم سلوكيّاتهم ولكن قبل ذلك لنتمعّن في سلوكيّاتنا ونقوّمها بالأوّل وننشغل بأنفسنا قبل البحث عن عيوب الآخرين وأخطائهم.
> لمن ملأ الانتقام والحقد قلوبهم، تذكّروا دعوة المظلوم وعقاب الله وتعاليمه التي دعا بالستر فيها وعدم إيذاء الآخرين فالدين ليس بالصلاة والنقاب وتقصير الثوب وإطلاق اللحية، الدين أعمق من ذلك بكثير !!!
Amalabdulmalik333@gmail.com
