حائط المبكى (البراق)، آخر بقايا بيت المقدس (الهيكل اليهودي)، هو أحد الأماكن الأكثر قدسية في الدين اليهودي. يتم تقسيم باحة الصلاة المجاورة له إلى قسمين، بحيث يصلي في أحدهما الرجال، وفي الآخر النساء. يتم الحفاظ على الوضع القائم بسبب حرمة المكان وقدسيته وحساسية الموضوع حسب المقولة القائلة "يجب التصرّف حسب تقاليد المكان" و"الامتناع عن المسّ بمشاعر الجمهور"، أي حسب ما هو متبع في اليهودية الأرثوذكسية، إذ أن الرجال هم من يقرأون التوراة، ويضعون الكيبا (القلنسوة) ويضعون التفيلين (علبة وفيها آيات من التوراة التي يربطونها على اليد وعلى الجبين عند أوقات الصلاة).
دار الأسبوع الماضي نقاش حاد في إسرائيل في أعقاب قرار المحكمة السماح لنساء حائط المبكى ، جمعية نساء يهوديات ينتمين لعدة تيارات مختلفة في اليهودية، بأداء الصلاة، قراءة التوراة والترتيل والغناء وهن يكتسين بالتاليت (شال الصلاة – أو غطاء للرأس خاص باليهود يستخدم عند الصلاة) في مكان الصلاة المعد للنساء في حائط المبكى . وقد أقامت النساء احتفالا دينيا في حائط المبكى بمناسبة أول الشهر العبري (سيفان) الذي صادف يوم الجمعة وبهدف الاحتفال بقرار المحكمة الذي كان لصالحهن. وقد دعا حاخامو التيار الأرثوذكسي، الذين يعارضون نشاط النساء، بل ويرون فيه عملا تكفيريًا واستفزازًا، مئات النساء للقدوم إلى المكان ومنع نساء حائط المبكى من الصلاة وأداء شعائرهن الدينية. على الرغم من ذلك ورغم الاستجابة الكبرى لهذا الطلب، نجحت نساء حائط المبكى ، وبفضل الحراسة المشددة من قبل الدولة، التي خشيت من الإخلال بالأمن، في أداء الصلاة كما خططن. ولكن، قام بعض المصلّين بإلقاء الكراسي، الحجارة، والقمامة على المصليات، الأمر الذي رآه البعض كتدنيس آخر لقدسية المكان.
حتى الأسبوع المنصرم، كان موقف الدولة ضد النساء وقد مُنعن من الصلاة في حائط المبكى على طريقتهن "بحجة الأمن والحفاظ على النظام العام". ولكن وبعد نضالهن الذي استمر نحو 24 عامًا (منذ العام 1988)، أقرت المحكمة أنه حق ديموقراطي للنساء أن يؤدين الشعائر الدينية وأن يصلين وفق إيمانهن. وأدت النساء لأول مرة الصلاة تحت حماية الشرطة وليس كمن يُعتبرن مخالفات للقانون، وحسب رأيهن، فقد تم التوضيح لمعارضيهن أنهم لا يسيطرون على حائط المبكى المعد للجميع.
تنقسم الآراء والردود حول نشاط النساء في الشارع الإسرائيلي. يدعم 48% من المجتمع حق النساء في الصلاة حسب إيمانهن، وفقًا لاستطلاع رأي نشره موقع "القناة 7"، بينما يعارضه 38%. وبشكل مفاجئ، تعارض أغلبية النساء (51,5%) نشاط النساء، بينما 46% من الرجال فقط يعارضون ذلك. وكما هو متوقع فقد تم بين أوساط المتدينين تسجيل أعلى نسبة اعتراض. وفق أقوالهم، أن ما يدفعهن ليس الأيديولوجية بل الرغبة بالاستفزاز فقط. بينما تدعي نساء حائط المبكى أن نشاطهن شرعي، ومن حقهن أداء الصلوات حسب إيمانهن كجزء من الشعب اليهودي.