أعلن الاسبوع الماضي  عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس، عضو كتلة ميرتس (كتلة في اليسار الإسرائيلي) في الكنيست، عن نيّته التنافس على رئاسة بلدية ثاني أكبر مدينة في إسرائيل، تل أبيب - يافا، في الانتخابات المقبلة.
 تعتبر تل أبيب - يافا واحدة من المدن المختلطة الست في إسرائيل التي يسكنها عرب ويهود معًا. تضم المدينة اليوم أكثر من 400000 مواطن، منهم نحو 20000 مواطن عربي (الذين يشكلّون نحو 5% من مجمل سكان المدينة) والذين يقطنون بالأساس في مدينة الميناء التاريخية يافا.
 أدار بلدية تل أبيب - يافا في الـ 15 عامًا الأخيرة وطوال 3 دورات كاملة (5 سنين لكل دورة)، رئيس البلدية رون حولدائي من زعماء حزب العمل. دخل هوروفيتس، وهو صحافي مرموق سابق وناشط بيئي في ماضيه وعضو كنيست عن حزب ميرتس في الحاضر، إلى الساحة السياسية في العام 2008 عندما أعلن عن تركه لمنصبه الأخير كمحرر الأخبار الخارجية للقناة التلفزيونية التجارية - القناة 10. أقسم هوروفيتس الولاء في شباط 2009 كعضو كنيست من قبل حزب ميرتس ومن جديد في الكنيست الـ 19 في كانون ثاني 2013.
 يدفع هوروفيتس في الكنيست قدمًا جدول عمل مدني ديمقراطي، يركز على حقوق الإنسان والمواطن، العدل الاجتماعي والبيئي، التربية الرسمية، وفصل الدين عن الدولة. يعتبر هوروفيتس شخصية سياسية معروفة في إسرائيل، ويقود اليوم النشاط في الكنيست في القضايا المتعلقة بالمجتمع المثلي، وينظم سنويًا في الكنيست مؤتمرًا كبيرًا لافتتاح "فعاليات الفخر" في إسرائيل. أثارت هذه المؤتمرات انتقادات حادة من قبل أعضاء كنيست متديّنين عرب ويهود على حد سواء.
 وقال هوروفيتس عند إعلانه عن الترشح لرئاسة البلدية ضد رئيس البلدية الحالي رون حولدائي، أنه يعيش حياة المدينة الصاخبة، التي تعتبر إحدى المدن الأكثر مركزية وجاذبية في الشرق الأوسط في مجال الحصانة الاقتصادية، التجديد، والتنوّع الاجتماعي.
 يتواجد اليوم هوروفيتس في مطلع دورته الثانية كعضو كنيست، وإذا تغلب على رئيس البلدية الحالي حولدائي، فمن المتوقع أن يستقيل من منصبه كعضو كنيست وأن يصبح أول رئيس بلدية مثليّ الجنس في إسرائيل(لوطيا)
   تصوير نوعام تسينمان
 ومدح هوروفيتس في مطلع حديثه حولدائي، وقال أنه أنجز أمورًا جيدة في الدورات الثلاث الأخيرة. وشدد أنه ينوي الاستثمار ومعالجة مواضيع تم إهمالها ووجّه لدغة نحو منافسه: "كان بالإمكان بناء 100 حضانة للأولاد بالأموال التي استثمرت مؤخرا في ترميم مبنى البلدية. لا يوجد سبب لأن تكون الصفوف ورياض الأطفال مكتظة لهذه الدرجة في تل أبيب". قال متطرقًا لمشاكل التربية والتعليم لدى عرب يافا.
 وانتقد هوروفيتس جدول أعمال خصمه حولدائي الذي يعتبر رئيس بلدية رأسمالي انتقادًا شديد اللهجة. واتهم خصومه (حولدائي) أكثر من مرة بأنه يدير سياسة اقتصاد حر، التي تصعّب على الطبقة الوسطى والطبقات الضعيفة عملية المبادرة لفتح مصالح صغيرة، دفع الضرائب أو شراء واستئجار الشقق في المدينة التي تشهد في السنوات الأخيرة زخمًا من البناء.
 
يعاني سكان المدينة المختلطة والذين يعرفون مشاكل وتميّز المدينة، منذ سنين طويلة، من مشاكل المواصلات العامة القديمة والعالقة ومشاكل توقيف السيارات: "لدي المعرفة فيما يتعلق بتنفيذ مواصلات عامة أخرى وأقولها بصراحة لسكان المدينة أنه يجب أن نوفّر مواقف سيارات لائقة وأن نتحرر من الكابوس".
 
وتطرق هوروفيتس أيضًا لإحدى المشاكل الأكبر التي تعاني منها المدينة وهي الهجرة غير القانونية من الدول الأفريقية وطالبو اللجوء والعمل الذين يؤمون جنوب المدينة ويرفعون نسبة الجريمة والعنف بشكل ملحوظ. ووصف هوروفيتس وضع العمّال الأجانب في جنوب المدينة بأنه لا يُطاق: "إنه برميل من المواد المتفجرة لستَ بحاجة لأن تكون خبيرًا لتفهم ذلك. يجب ألا يكون جنوب المدينة الباحة الخلفية لهذه المدينة القوية والغنية وبالطبع ليس أن يكون الباحة الخلفية لدولة إسرائيل".
 
تصدرت مشكلة اللاجئين وطالبي العمل مؤخرًا العناوين الرئيسية في الإعلام والسياسية الإسرائيلية بسبب تسلل مواطنين من دول أفريقيا (في غالب الأحيان من السودان، إثيوبيا، وأريتريئا) بشكل غير القانوني عبر الحدود الجنوبية للدولة وتجمعهم في حدود مدينة تل أبيب الجنوبية. وارتفعت مؤخرا أحداث الجريمة والعنف والسرقة بشكل واضح في جنوب المدينة، وطالب سكان المكان والذين تظاهروا واحتجوا أكثر من مرة على الإهمال والاستهتار بجنوب المدينة، أعضاء كنيست كثيرين بالعمل لأجل طرد المهاجرين غير القانونيين من البلاد وتقييد تحركاتهم في المدينة. يقول هوروفيتس "الوضع القائم هنا في جنوب تل أبيب سخيف، ورغم ذلك تواصل دولة إسرائيل إحضار المزيد من العمال الأجانب بموجب تأشيرة مرور. أقترح إدراج اللاجئين الذين يسكنون في جنوب المدينة وإخراجهم للعمل في أنحاء البلاد وبالتالي تخفيف العبء القائم في جنوب المدينة، الأمر الذي سيُعيد الشعور بالأمان لسكان جنوب المدينة". كما ويجدر الذكر أن موقف هوروفيتس بخصوص اللاجئين منافٍ لقرارات الحكومة السابقة بعدم السماح ببقائهم وحتى أسرهم وطردهم إلى الدول التي جاؤوا منها.
 
وفي رده على سؤالنا حول ما ينوي القيام به بخصوص مشاكل السكن والتربية المترهلة لدى عرب يافا؟ وكيف سيستقبله المجتمع العربي اليافيّ بحسب رأيه خصوصًا لكونه مثليّ الجنس، قال هوروفيتس: "توجد مشكلة حقيقية في تلبية احتياجات السكان العرب في يافا. أنا لا أنظر إليهم كمصدر إزعاج كما ينظرون إليهم في العديد من الأحيان. يجب منحهم نفس المعاملة باحترام التي يتلقاها الجميع. وبخصوص السؤال الثاني، أنا أعرف السكان وألتقي بهم وأتجول كثيرا في يافا ضمن عملي كعضو كنيست وأقول أنهم يستقبلونني بصدر رحب وبمحبة وباحترام متبادل. أرغب بأن أكون رئيس بلدية الجميع من دون تفرقة بسبب اللون، الجنس، الميول الجنسية أو الدين".
 
أضاف هوروفيتس أنه بعكس خصمه، "يمكن إدارة المدينة الكبيرة تل أبيب - يافا فقط من وجهة نظر جديدة تضع المواطن في المركز وعلى نفس المستوى فوق كل المصالح الأخرى والتي تدمج رغباتهم في عمليات اتخاذ القرارات".
 
يتم إجراء الانتخابات للمجالس المحلية والبلديات في إسرائيل في 22 تشرين أول وقد أعلن رئيس البلدية الحالي رون حولدائي أنه ينوي الترشح لدورة إضافية رابعة. يذكر أنه في الانتخابات السابقة في 2008 تغلب حولدائي على عضو كنيست آخر، دوف حنين (من كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) بأكثر من نصف الأصوات بقليل. على الرغم من ذلك اعتبر إنجاز حنين في حينه إنجازًا هامًا جدًا.