اوراق برس من صنعاء -
ما يقارب من 12 دقيقة تحدث خلالها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، مخاطبا الشعب المصري، عقب اجتماع طارئ مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لمتابعة الأوضاع في سيناء، إثر حادث العريش الدامي واستهدف عدد من كتائب الجيش، أسفر عن مقتل 30 من المدنيين والعسكريين، وإصابة 50 شخصا.
خطاب مباشر إلى الكاميرا، قبضة يد يمنى تلوح في الهواء أكثر من مرة، ومرة أخرى تفرد من أجل التأكيد على نقطة تخرج من لسان الرئيس، "بيكوا يا مصريين" تكررت أكثر من مرة في خطاب السيسي، مشيرا إلى أن مصر تحارب أقوى تنظيم سري في العالم، ومواجهة موجة كبيرة من الإرهاب.
بنبرة صوت حادة، تحدث الرئيس عن أن أبناء الجيش والشرطة الذين يدفعون الثمن من أجل البلد، قائلا "إحنا مش هنسيب سيناء"، مُثمنا على ارتفاع الروح المعنوية للجيش والشرطة، ورغم وطأة الحدث الأليم، لم تمر كلمة السيسي دون أن يبتسم في بعض المواضع، ليقول "سعيد عبد العظيم" الطبيب النفسي أن تلك طبيعة الرئيس السيسي، قائلا "ابتسامة السيسي ليست بغرض الابتسام".
ويفسر الطبيب النفسي أن السيسي يريد أن يفكر في الخطاب بتمهل فيما يقوله، خاصة إنه يتحدث بشكل عفوي دون قراءة من خطاب، كما هي طبيعته أن يبتسم في عدد من الخطابات، إذ إنه يرسل برسالة طمأنة للناس، خاصة في ظل الغضب وحالة الإحباط عقب الحوادث الأليمة التي تقع في سيناء وغيرها، وتلتهم أبناء الوطن من الجيش والشرطة.
الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب كما قال السيسي بكلمته، ومن خلفه عدد من قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ظهرت أيضا بلغة جسد الرئيس، حيث يضيف الطبيب النفسي أن الانفعال والغضب بدا على أداء السيسي، وهذا أمر طبيعي لأن الحوادث الإرهابية لا تستهدف مصر فحسب، ولكن أيضا تريد إحراج الرئيس، والقوات المسلحة، وأن هناك أطراف خارجية متورطة في جعله بموقف "لا يحسد عليه".
ويتابع "عبد العظيم": "السيسي كقائد سياسي أراد بكلمته شفاء "غليل الناس"، خاصة أهالي الشهداء من الجيش، وذلك بكلماته التي تواسيهم، حيث بدت كلمته لا تخرج بقرار قاطع، لكنها للتواصل بين الرئيس والناس في تلك الفترة الصعبة، وأن المكاشفة عن ملابسات الحادث ربما تأخذ وقت أكبر.
المصدر موقع المصراوي
