المستثمرون تفاجأوا لدى طلبهم سحب قيمة الفائدة... بأن الحساب غير موجودضجّ الوسط المصرفي اللبناني بالمعلومات التي كشفت عن اختلاس مدير فرع أحد البنوك مبلغاً تتجاوز قيمته 20 مليون دولار من حسابات زبائن سرعان ما «تبخّرت» كلها أو جزء منها.

وكشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية أن الاختلاس حصل في «بنك الموارد» وأن المتَّهَم هو مدير فرع مار الياس (بيروت) س. ا. م الذي هرب إلى جهة مجهولة، موضحة أن الأخير طلب من الزبائن الاستثمار في منتَج أصدره المصرف على قاعدة ان يضع الزبون وديعة بالدولار تفوق مليون دولار ويجمّدها لمدّة 3 سنوات مقابل فائدة سنوية تبلغ 11 في المئة، مع امكان سحب قيمة الفائدة المتراكمة على المبلغ كل ثلاثة أشهر، ولافتة إلى أن الزبائن تلقوا مقابل إيداعاتهم ورقة موقّعة من مدير الفرع وصادرة من المقرّ الرئيسي لـ «بنك الموارد» مذكور عليها تاريخَيْ الإيداع والاستحقاق، بالإضافة إلى الفائدة السنوية وإمكان سحب الفائدة كل 3 أشهر.

وبحسب الصحيفة، فإنه بعد وقت من تسويق هذا المنتج، حاول بعض الزبائن سحب قيمة الفوائد المستحقة، إلا أنهم فوجئواً بأن س. م غير موجود. وحين طالبوا بسحب قيمة الفائدة، أجابتهم الإدارة بأن الحساب الذي يطلبون سحب الأموال منه غير موجود. عندها قدّم الزبائن المستند الذي بحوزتهم، ما أربك موظفي البنك الذين أجروا سلسلة اتصالات مع إدارة البنك، قبل أن يعترفوا للزبائن بأن المدير هرب واختلس الأموال.

وكشفت الصحيفة أن إدارة البنك أقرّت أمام لجنة الرقابة على المصارف أن الحسابات موجودة فعلاً وأن المستندات التي يقدّمها الزبائن لتحصيل أموالهم صحيحة غير مزوّرة، لكنها رفضت تحميلها مسؤولية الاختلاس، مشيرة إلى أنها لم توافق على إصدار المنتج الذي استغلّه مدير الفرع لسرقة أموال الزبائن. وهو ما دفع إلى تقديم دعاوى قضائية من إدارة البنك ضد الموظف المتهَم بالاختلاس ومن زبائن ضد البنك نفسه.