الراي الكويتية -
كانت لحظات تنفيذ حكم الإعدام بالمصريين حجاج السعدي (وحش حولي) وأحمد البيلي التي جرت أمس مهيبة وقد سيطرت عليها مشاعر ممتزجة فيما كان المحكومان يعيشان لحظاتهما الأخيرة قبل الاقتراب نحو المنصة والتفاف الحبال حول عنقيهما.
ففيما كان الصمت يسيطر على البيلي، كان حجاج كثير الاستغفار والتشهد حتى أحصيت له عدد مرات التشهد الى لحظة سقوطه فبلغت 23 مرة، وقد طلب من الله أن يخفف عنه سكرات الموت.
حكم الاعدام شنقا الذي نفذ بالوافدين المصريين حجاج السعدي وهو المتهم الذي اطلقت عليه وسائل الاعلام لقب (وحش حولي) لارتكابه جرائم اغتصاب لعدد من الأطفال في منطقة حولي، وأحمد البيلي المتهم بحرق عائلة كاملة في شقتهم ما ادى لوفاة شخص وخادمته واصابة زوجته وابنه بحروق كاملة.
أجواء الموت وطقوسه كانت حاضرة في مبنى ومحيط مجمع السجون وهو المكان الذي نفذ فيه عملية الاعدام حيث اختلطت مشاعر الفرح للقصاص العادل بمشاعر الهيبة لمشهد الموت ومشاعر الندم للمتهمين مع مشاعر التوبة والانابة والدعاء وكل ذلك وسط حالة من الصمت المطبق والوجوم الذي سيطر على وجوه الحضور من قيادات وزارة العدل ووزارة الداخلية ووسائل الاعلام التي حضرت مراسم الاعدام التي بدأت في تمام الساعة السابعة والنصف عندما أحضر المتهمان من زنزانتيهما الانفراديتين اللتين عزلا بهما قبل اربعة ايام من موعد التنفيذ بمركبات مغلقة تابعة للمؤسسات الاصلاحية الى موقع ساحة الاعدام حيث تنتصب ثلاث مشانق تم تجهيزها واعدادها وتجربتها لاستقبال المحكومين الاثنين.
وبوصول السيارات التي تقل المتهمين بحراسة قوة من فرقة الاعدام التي انيط بها مسؤولية تنفيذ الحكم تم انزال المتهم الاول وهو احمد البيلي محاطا بفرقة من المنفذين الذين أوقفوه قبالة طاولة يجلس عليها رئيس نيابة التنفيذ الجنائي والتعاون الدولي محمد الدعيج ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الاصلاحية والسجون اللواء خالد الديين وعدد من القيادات من وزارتي الداخلية والعدل، ليطلب الدعيج بتلاوة منطوق بيان امر الاعدام والذي جاء فيه ان النيابة العامة اتهمت المدعو محمد البيلي عام 2008 بقتل مواطنه المصري محمد (ج) وخادمته الاسيوية نانداني عمدا مع سبق الاصرار والترصد بان عقد العزم وبيت النية على قتلهما وأعد لهذا الغرض مادة قابلة للاشتعال وتوجه بها الى مسكنهما الذي ايقن تواجدهما فيه وسكب تلك المادة واشعل النار فيها قاصدا ازهاق روحيهما الامر الذي تحقق وشرع كذلك في قتل عمرو (ج) وفاطمة (س) مع سبق الاصرار والترصد بان عقد العزم وبيت النية على قتلهما واعد لهذا الغرض ماده قابلة للاشتعال وتوجه بها الى مسكنهما والذي ايقن تواجدهما فيه وسكب تلك المادة واشعل النار فيها قاصدا ازهاق روحيهما ولم يستطع اتمام جريمته لسبب لا دخل له فيه وهو مداركتهما بالعلاج على النحو المبين بالتحقيق.
وعلى اثر ذلك اصدرت محمكة الجنايات حكما عام 2009 باعدام المتهم ليلجأ بعدها الى محكمة الاستئناف والتي ايدت الحكم باعدام المتهم وليتم اللجوء لمحكمة التمييز كآخر درجة من درجات التقاضي ليصدر الحكم بتأييد الاعدام للمتهم لتتم بعدها مصادقة سمو الأمير على الحكم وليتقرر ان يكون حكم تنفيذ الاعدام صباح اليوم (امس).
بعدها سأل المستشار الدعيج المتهم عما إذا رأى اهله وجلس معهم فرد موافقا بالإيماء برأسه ليطلب من فرقة الاعدام نقله للجلوس مع المرشد الديني للعظة والتذكير بالعفو.
بعدها تم احضار المتهم الثاني من قبل فرقة الاعدام المحيطة به ليقف قبالة القاضي وليرفع الغطاء عن عينه لتبدأ عملية تلاوة حكم الاعدام، وجاء فيه انه في عام 2007 قام بخطف طفل في منطقة حولي يبلغ من العمر (7 سنوات) وذلك بان استوقفه اثناء سيره وامسكه من كتفه بزعم البحث له عن لعبة ليقوم بنقله الى مكان شل فيه حركته واجبره على خلع ملابسه عن طريق تخويفه ليقوم باغتصابه وفي نفس العام 2007 قام بخطف طفلة تبلغ من العمر (7 سنوات) عن طريق القوة بقصد هتك عرضها بان حملها عنوة الى سطح العقار الذي تقطن فيه وقام بهتك عرضها بالاكراه مستغلا تهديدها بسكين وصغر سنها لعدم مقاومتها.
وقام بجريمته الثالثة بان خطف المجني عليها البالغة من العمر (8 سنوات) بان خدعها عندما طلب منها ارشاده لاحدى البنايات فتمكن بهذه الوسيلة منها لينقلها الى سطح احدى البنايات ويقوم بتخويفها وامسك بها عنوة وهتك عرضها وفي جريمة رابعة قام بخطف طفل يبلغ من العمر (12 عاما) عن طريق الحيلة بان اوهمه بانه لا يجيد القراءة ويريد ان يرشده الى عنوان شقة ليلتقطه ويقيد حريته بعد تهديده بسكين يحملها ويجبره على خلع ملابسه ليقوم بهتك عرضه.
وفي جريمة خامسة قام بخطف طفل يبلغ من العمر (12 عاما) عن طريق الحيلة بان اصطحبه من امام منزله لارشاده الى احدى البنايات ليقوم بتهديده بسكين يحملها وليقوم بإحداث اصابات بالطفل نتيجة الاعتداء عليه بالضرب لكونه قد قاومه ليقوم بعدها بنزع ملابس الطفل وهتك عرضه وليتركه بعد ان قام بسرقة هاتفه النقال.
وامام هذه القضايا صدرت خمسة احكام بالاعدام على المتهم حجاج السعدي من محكمة الجنايات ليتم الاستئناف ولتؤيد محكمة الاستئناف الاحكام الصادرة باعدامه وليلجأ لمحكمة التمييز كآخر درجة تقاضي ليصدر الحكم النهائي بتأييد احكام الاعدام الخمسة ضد المتهم في كل قضية على حدة وليصادق سمو الأمير على الاحكام ليتقرر ان يكون موعد التنفيذ صباح اليوم (امس).
بعدها سأل المستشار الدعيج المتهم هل شاهدت امك وهل جلست معها فرد بالقول ايوه ليطلب الدعيج من فرقة الاعدام نقل المتهم للجلوس مع المرشد الديني. زيارات عائلية للمتهمين
قبل التنفيذ
زارت والدة حجاج السعدي ابنها قبل التنفيذ إضافة الى وفد من السفارة المصرية على مدى يومين وسمح لها بالجلوس معه لفترات طويلة كآخر لقاءات للمتهم.
وكانت سلطات الامن الكويتية قد منحت إذن زيارة لوالدة المتهم للقدوم للبلاد للاجتماع بابنها قبل الاعدام في بادرة انسانية. فيما زار محمد البيلي زوجته وابناؤه وكذلك قام عدد من اشقائه المقيمين بالكويت بزيارته مع وفد من السفارة المصرية.
لحظة السقوط
بعد أن اعطى وكيل النيابة الاشارة للعقيد سالم المري حامل الراية السوداء الخاصة بالاعدام أنزلها ولتنفتح البوابات السفلية للمنصة وتتساقط الاجسام وتتدلى حيث لوحظ ان البنية الجسدية القوية لحجاج السعدي جعلته حال السقوط يرفس برجليه مرات عده قبل ان يسلم الروح على العكس من البيلي الذي اسلم الروح حال السقوط.
الآسيويون الثلاثة مازالوا على القائمة
كان من المقرر ان يكون عدد حالات الاعدام خمسة للمصريين وثلاثة اسيويين الا اننا فوجئنا بوجود المصريين، وعند سؤال المستشار محمد الدعيج وكيل نيابة التنفيذ الجنائي رد بالقول هؤلاء وهم هنديان وباكستاني حصلوا على تنازل وتم تأجيل تنفيذ الحكم الى حين التأكد من تلك التنازلات ودراستها واعداد تقرير متكامل لرفعه الى حضرة صاحب السمو ليقرر على ضوء تلك التنازلات تحويل حكم الاعدام الى السجن المؤبد مشيرا الى ان هؤلاء المتهمون سوف يعاملون بكونهم محكومين بالاعدام وسيبقون كذلك لحين صدور عكس هذا الامر من صاحب السمو والذي سترفع له مذكرة بتلك الحالات بعد التأكد من صحة التنازلات.
استغفار دائم
الواعظ الديني محمد غدير الشمري (ابو عمر) قال للصحافيين بعد الاعدام عن نوع الحوار الذي تم مع السعدي والبيلي على انفراد بالقول انهما طلبا الصلاة وانهما صليا 4 ركعات وهما في وضع وقوف لعدم القدرة على فك وثاقهم من خلال الايماء حيث قرآ الفاتحة وقصار السور والتشهد والتسليم وكانوا يتشهدون طوال الوقت ويطلبون المغفرة.
وقال ابو عمر ان حجاج السعدي سأله عن الحديث حول اختيار الرسول لجوار ربه عندما جاء جبريل واستأذنه وابلغه السلام وابلغه ان الوقت قد حان لينتقل الى جوار ربه الكريم، وقال الواعظ: نسأل الله لهما المغفرة وهي ان شاء الله تكفير عن الذنوب ونحن بشر ونخطئ ونسأل الله المغفرة.
إجراءات أمنية مشددة
بناء على اوامر صارمة من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الاصلاحية اللواء خالد الديين اتخذت ادارة حماية مجمع السجون اجراءات أمنية مشددة تمثلت في اغلاق البوابات الرئيسية بعد السابعة صباحا وجعل الدخول للموظفين والزوار من بوابة ذات اجراءات امنية عالية وكذلك رفع درجة الاستعداد في محيط السجن ونشر عناصر تأمين وحراسة للموقع من كافة الجهات والزوايا.
«اللهم خفف عني سكرات الموت»
حجاج السعدي الذي حاول ان يبدو متماسكا رغم حالة الخوف عليه قال فور احضاره ورفع الغطاء عن عينه ومشاهده لجنه الاعدام (السلام عليكم ورحمة الله انا حجاج السعدي) لتبدا بعدها قراءة الحكم ليبادر حجاج وبصوت عالي بالقول (أهلا بالجنة) وأثناء قراءة الحكم كان يبحث في وجوه الحضور وسط حالة من الرهبة ليبادر القاضي حال انتهاء قراءة الحكم بالقول (عاوز اصلي 4 ركعات).
وبعد جلوس المتهمين مع المرشد وحال اقتراب لحظة الاعدام وبدء سحب المتهمين للصعود لمنصة الاعدام اخذ حجاج السعدي يصرخ (لا اله الا الله) بحيث كان يرددها بصوت عال بدءا من صعوده للمنصة وصولا الى وضع الحبل على رقبته ووضع القناع على وجهه وحتى سقوطه حيث ردد كلمة لا اله الا الله 23 مرة تخللها ادعية مثل سبحانك اني كنت من الظالمين وعبارة اهلا اهلا بالجنة وعبارة اخرى قالها بعبرة (اللهم خفف عني سكرات الموت)
اليوم الأخير لحجاج
كانت الايام الاخيرة في حياة حجاج أو «وحش حولي»، وعقب نقله للزنزانة الانفرادية وبحسب مصادر، مليئة بقراءة القرآن وطلب المغفرة ويردد التشهد كثيرا.
وفي صبيحة يوم الاعدام تم ايقاظه فجرا حيث ادى الصلاة ورفض تناول افطاره فيما يبدو انه كان صائما وما ان تم تقييده حتى اخذ يردد الشهادتين.
وواصل السعدي ترديد الشهادة لاكثر من 23 مرة لدرجة انه انهاها ليسقط في كوة مقصلة الاعدام وردد ايضا وهم يضعون الحبل برقبته سبحانك اني ظلمت نفسي وكذلك اللهم خفف عني سكرات الموت.
29 حكماً بالإعدام جاهزة للتنفيذ
قال المستشار محمد الدعيج ان هناك 29 حكم اعدام نهائي جاهز للتنفيذ واستوفوا درجات التقاضي الثلاثة بانتظار مصادقة سمو الأمير مشيرا بالقول منهم (4) كويتيون مؤكدا ان جرائمهم تنوعت ما بين (16) حالة جريمتها القتل والباقي والاغتصاب والمخدرات والخطف. وطمأن المستشار الدعيج المواطنين بالقول جميع جرائم النفس والقتل يتم ضبطها وان النسبة التقديرية لافلات المجرم من العقاب لا تتعدى 4 في المئه وهي نسبة بسيطة ولا تكاد تذكر ولذلك رأينا طمأنة المواطنين.
العلنية هدفها الردع
اكد المستشار الدعيج ان علنية الاعدام بحضور وسائل الاعلام جاءت بسبب تحقيق الردع بسبب الجرائم التي تفشت أخيرا مشيرا الى ان العلنية تتحقق بنقل وسائل الاعلام لعمليات الاعدام التي تتم وهذا أمر كان غير متاح سابقا وسمحنا به بعد دراسة مستفيضة، وقال ان الزيادة في معدل الجريمة جعلت عمليات الاعدام تسير بوتيرة تنفيذ العقوبات لا سيما ان هذه العقوبة قصاص وعقاب الهي.
حضور رسمي حاشد للعملية
حضر الاعدام من وزارة الداخلية وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الاصلاحية اللواء خالد الديين ومدير عام تنفيذ الاحكام اللواء ماجد الماجد ومدير عام الادله الجنائية الدكتور فهد الدوسري ومساعد مدير عام السجون العقيد عادل الابراهيم ومدير الطب الشرعي بالادلة الجنائية العقيد حماد العنزي ومدير العلاقات العامة والتوجيه المعنوي العقيد عادل الحشاش ومدير السجن المركزي العقيد شريدة الشمري ومدير الخدمات بالسجون العقيد سالم المري.
سجن انفرادي
من السبت الماضي
قامت ادارة السجن بعزل المحكومين الخمسة مصريين وثلاثة اسيويين في زنزانات انفرادية من يوم السبت لتتم اعادة الاسيويين الى السجن المركزي بعد ان تبين وجود تنازل بينما استمر حجز المصريين بالانفرادي حتى تنفيذ الحكم بالاعدام امس.
هكذا استدلّ على حجاج... وهكذا ضبط
«وحش حولي» لقب اطلقته وسائل الاعلام على حجاج السعدي وذلك لبشاعة جرائمه وهي هتك العرض والاغتصاب ومصدر البشاعة ان ضحاياه من الاطفال الذين لا حول لهم ولا قوة وحجاج كان على وشك الهروب بعد احكام الحصار عليه وقرب التعرف عليه حيث تم ضبطه وهو على ظهر الطائرة المصرية والتي كانت على وشك ان تقله الى بلده حيث تم ضبطه وانزاله وانزال حقائبه. وقد توالت اعترافاته بجرائمه البشعة ليحفظ الله حقوق الضحايا وحقهم بالقصاص العادل. والدليل الاكبر الذي قطع الشك باليقين لضبط المتهم السعدي هو الـDNA حيث ساعد المتهم ترك المني او السائل المنوي خاصته على ملابس الاطفال الداخلية في ان يكون الدليل القاطع الذي لا يقبل الشك في مطابقته مع ما يقارب 260 مشتبها به تم ضبطهم ليقودهم الى حجاج السعدي بنسبة لا تقبل الشك والخطأ وليبرأ ذلك الفحص ساحة جميع المضبوطين انذاك على ذمة القضية.
حجاج مات
قبل البيلي
قال المستشار الدعيج ان اول اعلان وفاة من الطب الشرعي كانت لحجاج السعدي والذي اعلنت وفاته بعد 9 دقائق و20 ثانية من لحظة الاعدام تلاه احمد البيلي والذي اعلنت وفاته بعد 13 دقيقة و20 ثانية.
إزيّك
يا بو محمد؟
عندما اوقف حجاج السعدي امام القاضي لتلاوة الحكم شاهد على المنصة مساعد مدير عام السجون العقيد عادل الابراهيم ليبادره فورا بالقول (إزيك يا بو محمد) في اشارة الى معرفته بمسؤول السجون الذي كان معروفا بينهم لجولاته الدائمة بين السجناء.
وصايا خاصة
اوصى المتهمان قبل تنفيذ الاعدام بوصايا خاصة رفض المستشار الدعيج الافصاح عنها لارتباطها بامور عائلية شخصية تهم الشخصين، وبالتالي لا يتم الكشف عن ذلك لخصوصيتها.
التنازل متاح
لمن يرغب
اكد المستشار الدعيج ان عمليات التنازل متاحة لكل من يحضر تنازلا، ولا سيما من ذوي الدم، فتنفيذ الاحكام يكون ما بين 6 الى 7 شهور بعد الحكم النهائي لاعطاء فرصه لمن يرغب باحضار تنازل من ذوي الدم وفي نهاية المطاف نحن نرفع الامر الى سمو الامير وهو صاحب الرأي.
كل 4 أشهر
عملية إعدام
كشفت مصادر مطلعه لـ«الراي» ان هناك توجها لان تكون عمليات تنفيذ الاعدام كل اربعة شهور وذلك لتحقيق الردع وتنفيذ العقوبة وكذلك بهدف تقليص الاعداد المتزايدة للمحكومين.
رابط الصور:
www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx
