اوراق برس من صنعاء -
إياك أن تقترب أو تشعرها أنك رأيت في عينها الدموع.
إذا رأتك المرأة وأنت ترى دموعها فإياك أن تقترب أكثر حتى وإن اقتربت هي منك.
إياك ثم إياك أن تسألها عن سبب بكائها، وإياك ثم إياك ثم إياك أن تحاول أن تجففها أو تخففها.
إن رأيت امرأة تبكي فابتسم، نعم ابتسم، تغزل بدموعها، قل إن الدموع زادت وجهها جمالا، كالمطر.
تغزل بخرائط طرق عذاباتها المرتسمة على وجنتيها ببقايا كحل انتحر من عيونها الماطرة.
إياك أن تقول إن سواده أخفى جمال ملامحها، بل قل إنه زاد جمالها جمالا وحدده وأبرزه.
إياك أن تكذب، كن صادقا في كذبك.. ولو كذبت.. صدقه.
تخيل وجهها صحراء ودموعها مطرا وآثار الكحل أشجار، وتنقل بينها كبدوي مترحل.
قل لها إن حبك لها يزيد كلما زاد بكاؤها.. ردد على مسامعها: زيديني دمعا زيديني.
ستتوقف
وتبتسم
سترى عينك أجمل ابتسامة رأيتها في حياتك.
إياك أن تبتسم
إياك أن تنتبه
غادر
ستتبعك
وإن لم تلحقك
ستبكي عليك حتى تغرق في بحر دموعها أو تغرقك في بحر حبها.
إياك أن لا تختار بين الغرق والغرق: غرقك أو غرقها.
أو غرقكما
تحذير: ثمن عدم التزامك بالتعليمات السابقة، عدم حب النساء لك، ستصبح رفيقا، صديقا، أو أخا!
مجرد شخص ساعدها في التوقف عن البكاء، هي حتما ستكون ممتنة لك وسعيدة بمعرفتك، لكنها لن تقدم لك أكثر من كلمة شكر.
فإن عرفت أسبابها وساعدتها في تجاوزها فسيكون عقابك أن تتجاوزك.
الناس عموما يكرهون من يراهم في حالة ضعف، فما بالك بالمرأة الضعيفة إن تناثرت دمعا أمامك، ليس أمامها إلا أن تختفي.
كي تعيدها إليك أقنعها أن ضعفها قوة، ولا تكتفي بإقناعها بل اقتنع به.
خذها مني: المرأة تعشق رجلين: رجل أبكاها ورجل تغزل بدموعها، أما من يمسح دموعها فتلجأ له عند الحاجة، فإن أفرغت دموعها فرغت منه، ولن يجد منها أكثر من الفراغ أو كلمة شكرا.
تخشى أن تتورط بدموعها إن أبكيتها أو تغزلت ببكائها؟
إذن أنت لا تفقه في علم النساء.
فالمرأة إن اكتشفت أنك عشقت دمعها ستبتسم لك كثيرا طمعا في أن تحب ابتسامتها أيضا.
والمرأة التي تبكيها ستجاهد للتوقف عن البكاء أمامك، لتثبت لنفسها لا لك، أنها أقوى، وهي على يقين بضعفها أمامك الذي تعشقه أكثر مما تعشقك وتعشقه، أنت معها كذلك، وإن كنت تخفي عشقك لضعفها مثلما تخفي عشقها الذي متى ما ظهر اختفى.
