- محاولات بعض من يزعمون انتماءهم للحراك الجنوبي فرض رغبتهم في الانفصال بقوة السلاح والتخريب وارتكاب جرائم ضد الجنوبيين الاصلاحيين والشماليين الكادحين والباحثين عن الرزق الحلال

- محاولات بعض من يزعمون انتماءهم للحراك الجنوبي فرض رغبتهم في الانفصال بقوة السلاح والتخريب وارتكاب جرائم ضد الجنوبيين الاصلاحيين والشماليين الكادحين والباحثين عن الرزق الحلال
الأربعاء, 27-فبراير-2013
بقلم/ رشاد الشرعبي -




محاولات بعض من يزعمون انتماءهم للحراك الجنوبي فرض رغبتهم في الانفصال بقوة السلاح والتخريب وارتكاب جرائم ضد الجنوبيين الاصلاحيين والشماليين الكادحين والباحثين عن الرزق الحلال، أجبرتني على تذكر لقاء جمعني والزميل عبدالحكيم هلال بالأستاذ حسن باعوم في منزله بمدينة المكلا بعد يوم على الإفراج عنه أواخر عام 2007 تصادف وجودنا بالقرب منه.


في ذاك اللقاء الذي نشرنا جزءاً كبيراً مما قال فيه باعوم وحظيت باتصال شكر من نجله فادي لمهنيتي، أوضح المناضل القدير باعوم أنه طلب من الرئيس السابق قبل تحرك الاخير إلى عدن لإعلان الوحدة اليمنية أن لا يرضخ للمفاوضات مع حكام عدن وجنوب الوطن حينها، فهم في موقف ضعف ويتوجب الانطلاق بحملة عسكرية للقضاء على الحكم الاشتراكي وإعلان الوحدة بالقوة.


اليوم من حق باعوم والخبجي والنوبة وآخرين من أبناء المحافظات الجنوبية أن يعلنوا رغبتهم في الانفصال مثلما هو من حق انصاف مايو وعبد الناصر باحبيب وصلاح باتيس والناخبي ومحمد علي أحمد وعبد القوي رشاد ومحمد العليمي وغيرهم أن يعلنوا رغبتهم باستمرار الوحدة وحل القضية الجنوبية بما يفضي إلى قيام دولة يمنية مدنية على أسس ديمقراطية تسودها العدالة والمواطنة.


لكن ليس من حق باعوم وتياره أو البيض وأتباعه وأي أحد غيرهم أن يفرض وصاية على أبناء الجنوب ويقمع أي رأي مغاير لرأيهم ومطلب مناقض لمطلبهم، وليس من حقهم تحريض الناس وتعبئتهم ضد أحزاب سياسية تعمل في وضح النهار واختارت النضال السلمي نهجاً لها ولم تتعرض لفعالياتهم المختلفة المطالبة بالانفصال أو فك الارتباط أو حتى المغادرة إلى المريخ.


وليس من حقهم الادعاء أنهم حراك سلمي وهم يقطعون الطرقات ويعتدون على المارة والمشاركين في مسيرات ترفع شعارات ولافتات تختلف مع مطالبهم وآرائهم.


 وليس من حقهم الاعتداء على مقرات حزب سياسي والمتواجدون فيه من أبناء المحافظات الجنوبية العاملون فيه والادعاء انهم يحررون الجنوب وسيقودونه إلى دولة الحرية والرفاهية والاستقلال والتي يضربونها في مقتل حينما يقمعون الرأي الآخر ويدكون الدولة المدنية والديمقراطية باستهداف أهم أركانها التعددية الحزبية وحرية الرأي والتعبير والمواطنة المتساوية.


سواء وقفت إيران خلف الكواليس أو كان الحوثي وصالح وراء الحجاب وإعلامهما السند والداعم الأكبر، ودون استغراب لاتفاق السلطان المجاهد طارق الفضلي مع الاشتراكي الحداثي ناصر الخبجي من جهة، وتصالح الداعية السلفي الوهابي عمر بن شعيب مع الماركسي سابقاً السيد علي سالم البيض الطامح حالياً لاسترداد الولاية كميراث للأجداد وتأكيد الحق الإلهي الممنوح لسلالة النبي الكريم كرفيقه في صعدة.    


يتوجب أن يكون هناك مبدأ يؤمن به الجميع ويمارسونه قولاً وفعلاً ويطبقونه بمكيال واحد وهو نبذ العنف أياً كان مصدره ولون وحزب وتيار القائمين به وضحاياه, ويمنح المواطنين جميعاً (الجنوبيين) أو(الشماليين) الحق في التعبير عن آرائهم وإعلان مطالبهم وحقوقهم المسلوبة وإقامة الفعاليات السلمية ورفع الشعارات واللافتات المؤكدة على ذلك دون انتقاص أو سخرية أو تحريض على الكراهية والحقد ضد المخالفين.


 فما بالنا إذا كان الأمر يتعدى كل ذلك إلى الاعتداء بالرصاص والعصي والحجارة وقطع الطرقات والشوارع وتخريب الممتلكات العامة والخاصة؟، ويتحول حزب الإصلاح واستفزازه المزعوم إلى مشجب للعنف والتخريب والكراهية والحقد رغم أن التهديدات بمايجري جاءت عقب صدور بيان مجلس الأمن وأعقبها تهديدات الخبجي بأن الدماء ستسيل إلى الركب لو أقام مؤيدو الوحدة فعاليات خاصة بهم.


بالتأكيد هناك أخطاء ترتكب من أفراد وضباط في الأمن وحتى من عناصر مؤيدة للثورة أو منتمين للإصلاح وغيره من المكونات المؤيدة للوحدة.


 لكن يفترض مثلما لم يتعرض الإصلاحيون ومؤيدو الوحدة لفعاليات المطالبين بالانفصال ووفرت الأجهزة الأمنية الأشهر الأخيرة الحماية اللازمة لتنفيذ تلك الفعاليات, أن يتم التعامل بالمثل, ويخرس المتحدثون عن استفزاز الاصلاح للحراك، لأن مايقوم به الحراكيون هو الآخر استفزاز لمؤيدي الوحدة الجنوبيين (إصلاحيين وغير إصلاحيين).     


كيف بمن يضيق برأي إخوانه الجنوبيين المؤيدين للوحدة يتحدث عن دولة الحرية التي سيبنيها حال أجمع غالبية الجنوبيين على الانفصال ضمن ممارستهم لحقهم في تقرير المصير كحق إنساني كفلته المواثيق الدولية؟.


كيف سيطمئن الجنوبيون من إصلاحيين أو ناصريين أو اشتراكيين أو غيره على مستقبلهم وأولادهم وممتلكاتهم فيما يتعرضون للإعتداء والتقطع والحرق ويلاحظون بث الأحقاد والكراهية والعنصرية والجرائم بسبب الجغرافيا؟.


الحراك المسلح الذي يقوم بتلك الأعمال المتناقضة مع العقل والمنطق وليس الضرورة الوطنية ومعطيات الواقع والمتغيرات المحلية والاقليمية والدولية, أثق أنه لا رؤية لديهم لشيء حتى بناء دولة الجنوب مستقبلاً.


 فقط لديهم حقد أعمى ويزرعون الفتن والكراهية ويبثون الأحقاد ويقمعون إخوانهم الجنوبيين وليس فقط يعتدون على الكادحين من الشماليين، ويعملون وفق قاعدة فرعون الهالك والرئيس السابق: أنا ومن بعدي الطوفان.


الجمهورية




 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 01:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-833.htm