بقلم نبيل حيدر -
• تبدأ القصة و تستحيل قصصاً و حكايات . تبدأ قصة الإنسان و ينتهي الإنسان و لا تنتهي القصة و لا الحكايا . شهرزاد تتجاوز الألف ليلة و ليلة و تضم ألف يوم و يوم و ألف شهر و شهر و هي تروي قصص الإنسان المقهور و المغلوب و الذي لا يمتلك سنداً بشرياً أو عكازاً حزبياً أو سياسياً .
• في قصة اليوم تحضر المذيعة المعروفة مها البريهي , تحضر كشخصية إعلامية و كإنسان لا يتجاوزه الإهمال و النسيان و التجاهل الذي لا يراعي إلاًّ و لا ذمة . مها ترقد في القاهرة مريضة , تألم بصمت و لا تنطق طلباً بمساعدتها في منحتها الصحية التي تهدد حياتها و هي لا تملك الكلفة المالية الكافية لإجراء ما يلزم من عمليات و علاج .
• بنت البريهي التي دأبنا على مشاهدتها في التلفزيون اليمني شامخة قوية لا تزال على شموخها و قوتها رغم مرضها و صعوبة وضعها المادي و بسبب تلك القوة الجميلة هاهي تعرض قطعة أرض امتلكتها من إدخار سنوات العمل و الكد .. تعرضها للبيع لتغطي نفقات علاجها الباهضة . لا تستجدي .. لا تسأل .. لا تدور حول كونها ثائرة نزلت الساحات ثم غادرتها إلى منزلها بلا مزايدات أو تسجيل ضربات حصادية تقبض منها ثمن موقفها .
• قالوا .. و العهده على من قالوا .. أن وزير الإعلام و هو رئيس المؤسسة العامة للإذاعة و التلفزيون حيث مها موظفة أصدر توجيهاً بتحمل نفقات علاجها , إلا أن التوجيه يزحف زحفاً يتخلف عن سرعة السلحفاة . لا مراعاة و لا شعور بأن هناك حياة إنسان تتدهور صحياً كل يوم و معه تتدهور مالياً و أسرياً . لا مراعاة لمسيرة إنسان قضاها في عمله أكثر من عقدين و لم يكن فيها ناهباً و لا مستغلاً و لاعباً ماهراً على البرامج التلفزيونية ذات النسب و التناسب أيام الرعايات و العمولات .
• لا أرخص من روح الإنسان عندنا و لا أرخص من امتهانه بالإهمال و لا أقذر مما يقع عندنا من التحرك في الإطار المحسوبي و الحزبي و السياسي و الوجاهي الاجتماعي الذي يقيم الدنيا و لا يقعدها لوجود محركات الدفع النفاثة التي تصنع الاستثناء لمن لا يستحقه و تمنع الاستحقاق عمن يستوجبه .
• لا نملك غير الدعوة ابتهالاً لله سبحانه بشفاء مها و شفاء كل مريض ثم الطلب إلى من بأيديهم الحل و العقد فقد يتحرك فيهم الضمير .