- لا أظن أن سعي إيران إلى نشر المذهب الشيعي في مصر، مثلاً، غاية دينية بحتة، فالرسالة التي تصرّ طهران على إيصالها أنها حامية حمى الطائفة الشيعية، وفي الحالة المصرية، وبخلاف التقارب

- لا أظن أن سعي إيران إلى نشر المذهب الشيعي في مصر، مثلاً، غاية دينية بحتة، فالرسالة التي تصرّ طهران على إيصالها أنها حامية حمى الطائفة الشيعية، وفي الحالة المصرية، وبخلاف التقارب ''الإخواني'' - الإيراني،
الثلاثاء, 12-فبراير-2013
الاقتصادية/ سلمان الدوسري -

غضب السيد نجاد أم لم يغضب، فالواضح أن طهران لا تريد أن تفهم، بقدر ما هي حريصة على مواصلة استراتيجيتها مهما كانت ردة الفعل. صحيحٌ أن شيخ الأزهر فاجأ الرئيس الإيراني برفضه مواصلة إيران ''نشر المذهب الشيعي في بلاد السُّنّة والجماعة''، وصحيحٌ أيضاً أن وكيل الأزهر حذّرها من ''سب أمهات المؤمنين''- رضي الله عنهن، وهو ما أغضب نجاد كثيراً - غير أن لا أحد عاقلا في إيران أو مصر أو دول الخليج أو أي مكان آخر، يصدق أن طهران يمكن أن تتوقف عن محاولات تمدّدها في أي مكان أو زمان تسنح لها الفرصة.
لا أظن أن سعي إيران إلى نشر المذهب الشيعي في مصر، مثلاً، غاية دينية بحتة، فالرسالة التي تصرّ طهران على إيصالها أنها حامية حمى الطائفة الشيعية، وفي الحالة المصرية، وبخلاف التقارب ''الإخواني'' - الإيراني، فإن إيجاد موطئ قدم إيراني هدفٌ لن تحيد عنه طهران، مهما اشتدت التحذيرات، والاستراتيجية الفارسية ماضية بلا هوادة. ترسل الخلية وراء الخلية إلى دول مجاورة وتستمر إيران في زرع الخلايا. تُكشف سفينة مُرسلة بأسلحة إيرانية لليمن، تنتظر طهران قليلاً، ثم ترسل سفينة أخرى، ثم تتبرّأ منها كالعادة، وهكذا لا تتوقف إيران طالما أنها ترى نفسها العنصر الأقوى في المنطقة، وطالما أن المجتمع الدولي يرفع الصوت العالي مديناً جرائمها وتدخلاتها، لكن دون أي تحرُّك جدي لمحاصرة خطرها، ولنا في غزل دول (5 + 1) لطهران في مفاوضات الملف النووي عبرة.
الرئيس نجاد لم يمر على إيران رئيسٌ مثله، يجمع بين الدهاء والخبث والمكر، ومع ذلك يقوم بتصرفات غبية مفضوحة أمام كل العالم إلا هو والدائرة المحيطة به، كما هي تصريحاته الأخيرة عشية زيارته للقاهرة، عندما أعلن استعداد بلاده للدفاع عن السعودية ومصر من أي هجوم. ألم يقل أحدٌ للسيد نجاد إن الخليجيين يخشون هجوماً إيرانياً، فهي من تهدد، وهي من تتوعد، وإيران أيضا من تبحث عن أي ثغرة للنفاذ من خلالها لضرب دول الخليج من الداخل، ثم يأتي السيد نجاد ليعلن استعداد بلاده للدفاع عن السعودية.
السعودية، كما مصر، من الدول التي تتبنى خيار السلام، وليست في مواجهة مع أي طرف، وهما ليستا معرّضتين لأي اعتداء خارجي. مصر لديها اتفاقية سلام مع إسرائيل، على الأقل حتى الآن، والسعودية ليست مهددة من دولة، باستثناء إيران، كما أشرنا. أكبر عقبة تهدد تحسين العلاقات الخليجية - الإيرانية أن طهران لا تفهم أن سياستها الازدواجية مفضوحة جداً، وأنها قد تنجح في أي شيء حتى لو كان في إرسال قرد للفضاء، لكنها فعلاً عاجزة عن خداع الشارع الخليجي بأنها ليست الخطر الأكبر الذي يواجههم في المستقبل القريب والمتوسط، كما أن السياسة الإيرانية، ومع كل هذا الدجل السياسي، لا تستوعب أن حل الإشكالية بينها وبين كل جيرانها يمر بمعادلة بسيطة: إغلاق باب التدخلات في شؤونها. الأكيد أن إيران لن تغلق هذا الباب أبداً، خاصة وهي تعلم جيداً أن جيرانها لا يفتحون أبواباً أخرى معها كما تفعل!


 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 02:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-668.htm