- أن يهودياً يمنياً مسنّاً أعلن إسلامه منتصف القرن الماضي في مدينة صنعاء, ولكنه مات فجاةً في اليوم التالي! فذهبت جموع المعزّين إلى زوجته الثكلى كي تقدم لها العزاء والمساعدة, فإذا بالزوجة تبكي بكاءً مُرّاً وبأعلى صوتها,.. فحاول المعزّون تهدئتها دون جدوى.. كانت تصيح قائلةً: "أسلم ومات ثاني يوم!.. لا قد محمد عرفه, ولا عد موسى عيقبله!"

- أن يهودياً يمنياً مسنّاً أعلن إسلامه منتصف القرن الماضي في مدينة صنعاء, ولكنه مات فجاةً في اليوم التالي! فذهبت جموع المعزّين إلى زوجته الثكلى كي تقدم لها العزاء والمساعدة, فإذا بالزوجة تبكي بكاءً مُرّاً وبأعلى صوتها,.. فحاول المعزّون تهدئتها دون جدوى.. كانت تصيح قائلةً: "أسلم ومات ثاني يوم!.. لا قد محمد عرفه, ولا عد موسى عيقبله!"
الأحد, 10-فبراير-2013
خالد الرويشان -
ثمّة حكايةٌ طريفةٌ ظريفة تستحق أن تُروى, وهي أن يهودياً يمنياً مسنّاً أعلن إسلامه منتصف القرن الماضي في مدينة صنعاء, ولكنه مات فجاةً في اليوم التالي! فذهبت جموع المعزّين إلى زوجته الثكلى كي تقدم لها العزاء والمساعدة, فإذا بالزوجة تبكي بكاءً مُرّاً وبأعلى صوتها,.. فحاول المعزّون تهدئتها دون جدوى.. كانت تصيح قائلةً: "أسلم ومات ثاني يوم!.. لا قد محمد عرفه, ولا عد موسى عيقبله!" هذه حالة بعض السياسيين اليمنيين الذين صمتوا كأنهم قد ماتوا! معظمهم مات بالسكتة الصامتة! والفارق أنه لا أحد يبكي عليهم! أو حتى يتساءل أين ذهبوا.. وما الذي يشغلهم؟ إنهم في أحسن الأحوال أصبحوا مجرّد بيادق في اللعبة! وحدهم الشباب الثائر ما يزالون كامنين بالأهبة والحماس, مضيئين بالآمال والعزم.. يحتفلون بشهدائهم ويحتفون بأحلامهم.. يجوبون الشوارع وحيدين إلا من قلوبهم الشجاعة, وعزائم أروحهم النبيلة, بينما يتكالب السياسيون على عدد المقاعد في كل شيء! الوزارات, والسفارات, والأحزاب, والمديريات! ومؤتمر الحوار, والقنوات, واللجان.. كل شيء.. كل شيء! يتكالبون حتى على المدارس, والمعاهد, وأقسام الشرطة! في هذه البلاد, لا أحد يقدّم استقالته أبداً من وزارةٍ أو لجنةٍ أو هيئة احتجاجاً على قتل مواطنٍ أو مجزرةٍ في سجن ذمار مثلاً! أو موت الآلاف بالسُّم الاسرائيلي دون إعلان أو إعلام! في هذه البلاد, لا أحد يقدّم استقالته أبداً, احتراماً للنفس على الأقل! واحتجاجاً على كرنفال السلاح في مهرجانات الموائد والموالد, ونهب المعسكرات كأنها تركة بلا وارث! في هذه البلاد لا أحد يقدّم استقالته أبداً احتجاجاً لمرأى طفلٍ جائعٍ تائه, أو امرأةٍ ضاقت بها السبل فوقعت مغشياً عليها في شارع من الشوارع الكثيرة المزدانة بالحواجز الفاتكة.. والأسلاك الشائكة! في هذه البلاد, لا أحد يقدّم استقالته أبداً ويعلن احتجاجه على مقتل المئات من الجنود والضباط بلا حرب أو معركة! يصطادونهم بالدراجات النارية في الشوارع وفي قلب العاصمة وميادينها! لم تفتح قناةٌ فضائية واحدةٌ صدرها لحوارٍ حقيقي يحاول أن يُفسّر هول ما يحدث, أو يشير إلى مكامن الخوف مما قد يحدث! كل فصيلٍ أو قطيع لا ينظر أبعد من خُطى قدميه ومطامع عينيه! والانتهازية تبلغ ذروتها حين تُجاري النخبُ السياسية المثقفة آراءَ العامّة أحياناً حتى لو كانت غير صحيحة! إما هلعاً أو طمعاً! ودون أدنى شعور بالمسؤولية, والوطنية, والحقيقة, وقبل ذلك وبعده مصلحة الأجيال القادمة, والشعب الذي سيبلغ تعداده التسعين مليوناً بعد خمسين عاماً فقط! كأنّ البلاد جُثّةٌ بلا رأس! بلا حلم.. بلا رؤية.. بلا ضوء! وهي التي كانت في كل الأوقات ولّادةً للرجال النبلاء الأفذاذ, الرائعين الممتلئين بقيم التضحية, والحب, والصدق, والنقاء, والحلم.. فهل كفّت بلادنا عن الحلم؟! كيف أصبح الجميع فجأةً واقعيين؟! يُنَظِّرون وكأنهم استيقظوا لتوِّهِم.. يفركون أعينهم مثل المجانين! بعد أن اكتشفوا فجأةً معنى وجودهم الجديد! في أن يكونوا لسان القبيلة لا الدولة, والحزب لا الشعب, والمذهب لا المواطَنة, والسفارات لا الوطن! أما من كريمٍ يقول لا؟! تأملّوا عيون أطفالكم,.. أيقظوا أجمل ما فيكم.. تذكّروا وجوه شهدائكم.. وشممَ جبالكم, ووئام وديانكم, ومستقبل أحفادكم,.. تذكروا أن العالم يراكم ويرقبكم بعين الإشفاق! وبئس تلك النظرة!.. فإلى متى؟
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 11:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-647.htm