- تتوالى الأحداث في المنطقة العربية، ولاسيما في العراق ومصر وسورية واليمن، وبرغم التباين في نتائج تلك الأحداث.

- تتوالى الأحداث في المنطقة العربية، ولاسيما في العراق ومصر وسورية واليمن، وبرغم التباين في نتائج تلك الأحداث.
الجمعة, 08-فبراير-2013
اكرم الثلايا -
تتوالى الأحداث في المنطقة العربية، ولاسيما في العراق ومصر وسورية واليمن، وبرغم التباين في نتائج تلك الأحداث، إلا أنها تشترك في كونها تقع في أطراف المنطقة العربية، وكأن هناك ريموت كنترول واحدا يدير صاحب القرار أو المناوئ لصاحب القرار في كل قطر عربي من الأطراف، فالعراق كان إلى وهلة قريبة خارج نطاق ثورات الربيع العربي، وما لبث اليوم تصنع ربيعها الخاص من بوابه الوطن العربي الشرقية. وفي سورية البوابة الشمالية تطور خطير يرسخ الصراع الأهلي الطائفي ويرتكز على الاختلافات العقائدية، وأما اليمن البوابة الجنوبية فيستعد لمذبحة يناير مبتكرة من أصحاب الخبرات الرفيعة في الخارج والداخل من خلال احتكار السلطة في أيادي مناطقيه، وبظل تراجع حاد للحريات واستشراء للفساد وغياب جلي للقانون والدولة، وتعثر للحوار الوطني الشامل، بسبب أشخاص وأفراد معرفون بالظلم والفساد والجرم، أما مصر البوابة الغربية فتشهد هجوما شرسا على نفسها من خلال الصحوة التي أعادت الشباب الثوري على خلفية تداعيات الإعلان الدستوري والاستئثار بالسلطة من قبل الأخوان المسلمين، وإذا ما أمعنا بالأمر نجد أن تلك الدول الأربع محيطة بقبلة المسلمين مكة المكرمة، وكأن الريموت كنترول المشترك الإدارة من قبل الغرب والمشرق الفارسي، يريد أن يصنع من واقع الربيع العربي، واقع جديدا يقوض الدول العربية في منتصف وقلب الوطن العربي، ويلحق مكة المكرمة بالقدس العربي الشرفي محلاً لصراع أممي جديد. الريموت كنترول الموجة للمنطقة العربية استغل واقع الربيع العربي، وجهل الساسة الجدد بالديمقراطية الحقيقية، وشغفهم في اعتلاء السلطة على أنقاض الحكام الفاسدين العرب بأي ثمن، وهو ما يعني أن الجدد أكثر فسادا سياسيا ممن سبقوهم، وعندما نراجع مخرجات ثورات الربيع العربي من قادة وسياسيين، نجد أنهم كانوا أما قد تعاونوا مع الجيل السابق من الحكام العرب، وإما قد ماروا الحكام العرب سرا، وناهضوهم علنا، ومرر الحكام العرب فسادهم وظلمهم عبرهم على حساب شعوبهم، وبكل حال لا يمكن قبول توبة التائب دون عقوبة فعودة المسروق، لا يعني الإعفاء من العقوبة، هذا كلام الله تعالى وليس كلام صحافي، وعليه فأن التوجيه الخارجي لبعض مخرجات الربيع العربي عبر نفس الريموت كنترول وربما بأصابع عربية وإقليمية، لا يبشر بخير قريب، ومن خلال ما نشاهده من تطورات دراماتيكية في أطراف الوطن العربي وخاصة في العراق يستهدف فلسطين، يؤكد وجود مخطط دائري لتأميم القدس العربية إسرائيليا، وتقويض مكة المكرمة إقليميا، وإدخال الكعبة المشرفة دائرة الصراع الإسرائيلي - العربي، بأيدي محلية عربية إسلامية إقليمية. ولا يمكن الخروج من هذه الدوامة واستكمال أهداف ثورات الربيع العربي، إلا بفتح حوار سني شيعي عربي فارسي تركي، فمن غير العقلاني، أن نجد نحن العرب مساحة حوار مع العدو الصهيوني في أرض هي أرضنا وليست بيدنا، ولا نجد أرضية مشتركة للحوار مع من هم يشاركونا الدين والعقيدة من الفرس والأتراك بمساحة ممكنة، وإذا كان التاريخ قد سجل لبلفور تسليمه فلسطين لليهود بتخاذل البعض وخيانة البعض الأخر حينها، فسيسجل التاريخ من الذي سيسلم مكة الشريفة لليهود بعمالة وتهاون عربي إسلامي، فلا بد للأول من تال. صحيفة القدس العربي اللندنية - أكرم الثلايا - اليمن
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 10:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-624.htm