السبت, 17-نوفمبر-2012
 - قروية، شيوعية، ناصرية، مؤتمرية، أمن وطني ، متمردة ، شيطانة ، قليلة حياء ، كافرة ، تلقائية، حبوبة، كريهة، «مخلجة»، غامضة ، خبيثة ، طيبة ..الخ .
لماذا قروية : لأني كنت البس ملابس شعبية ، واتكلم اللهجة التعزية «قح» .
شيوعية :لأن أصدقائي كانوا من الماركسيين ، وكانوا يشتغلون بالعمل السري ، فأمن الجامعة يحتفظ بملف كل واحد منهم .
- قروية، شيوعية، ناصرية، مؤتمرية، أمن وطني ، متمردة ، شيطانة ، قليلة حياء ، كافرة ، تلقائية، حبوبة، كريهة، «مخلجة»، غامضة ، خبيثة ، طيبة ..الخ . لماذا قروية : لأني كنت البس ملابس شعبية ، واتكلم اللهجة التعزية «قح» . شيوعية :لأن أصدقائي كانوا من الماركسيين ، وكانوا يشتغلون بالعمل السري ، فأمن الجامعة يحتفظ بملف كل واحد منهم .
بقلم اروى عثمان -


الى نساء اليمن، المتمردات على الصف، وكل ماهو ثابت، العاب: نط الحبل، غاب القمر ولا عادوه، في انتظارنا.


عندما وطأت قدماي جامعة صنعاء في منتصف الثمانينيات، تلقفتني مجموعة من أسئلة الهوية ، في البداية ظننتها نوعاً من «الفضالة» الصفة المائزة عند اليمنيين، بعد مضي فترة، وجدتها أذية مشوبة بفضالة مستشرسة تتقصد العنف ضد النساء وكل انسان خارج الإطار والدائرة، أي القطيع، بلغ حدته أكثر في عام الربيع اليمني 2011.


هاكم التصنيفات المفصلة ليست على شخصي بل على كل امرأة ، مرقمة اسفل ذيل القبيلة ، والحشد ، والجامع ، وهي كالتالي:


1985


قروية، شيوعية، ناصرية، مؤتمرية، أمن وطني ، متمردة ، شيطانة ، قليلة حياء ، كافرة ، تلقائية، حبوبة، كريهة، «مخلجة»، غامضة ، خبيثة ، طيبة ..الخ .


لماذا قروية : لأني كنت البس ملابس شعبية ، واتكلم اللهجة التعزية «قح» .


شيوعية :لأن أصدقائي كانوا من الماركسيين ، وكانوا يشتغلون بالعمل السري ، فأمن الجامعة يحتفظ بملف كل واحد منهم .


وكذلك تهمة أمن وطني : لأن لي أصدقاء منهم ، ناصرية ومؤتمرية ، لنفس السبب.


شيطانة : لأن أطفال حارة السكن الجامعي في الغدو والرواح يزفونني بالرجم بالحجارة «ارجموا الشيطان»، فقد التبس وعيهم بما تقذفه مناهجهم المدرسية ، مع شكلي الذي يتضاد مع شكل أمه «مشرشفة/مجلببة» فتصوروا أن رمي الجمرات قد انتقل من مكة إلى شخصي أنا.


جريئة ومتمردة : لست أعلم أين تكمن جرأتي، كون المرء يرفض حواجز المنع ، في تقسيم قاعات المحاضرات بين الطلاب والطالبات، والبوفيه/ القبو المظلم للطالبات والفضاء المفتوح للطلاب ، ثم قائمة المنع المهلكة إما (مع أو ضد ) .


كافرة : لأني سافرة وخارجة عن الشرع.


قليلة حياء: فعندما أحببت كان حبنا في الضوء ، ولم استرق الحب بين الحفر والمخابىء.


التسعينيات والألفية:


علمانية، كافرة، أمن سياسي، مدفوعة، قليلة حياء ، حفيدة بلقيس وأروى، لاتعرف الكتابة ، خائنة ، عميلة لأمريكا واسرائيل «موساد»، لا وطنية، ناشطة، مليونيرة، خالف تعرف .


أمن سياسي ومدفوعة: لأني أنتقد النظام السابق بالتوافق معه وايعاز منه بمقابل مادي يعني (تكتيك) ، فالمؤتمريون يقولون : لا تصدقوها ، هي اشتراكية .. والإشتراكيون، لاتصدقوها هي مؤتمرية، والمحايدون، إنها كائن خطير ، يلعب على الحبلين.


لا تعرف الكتابة : فزوجها يكتب لها ، وبعد الطلاق ، طليقها يكتب لها ، زواجي مرة أخرى زوجها يكتب مقالاتها وابحاثها.


 عميلة لجهات أجنبية ، لاشتغالي بمتحف التراث الشعبي ، ودُعم في بعض فعالياته من قبل بعض المنظمات الدولية، «لذا فهي مليونيرة ، خائنة ، ولا وطنية يعني موساد».


عام الربيع ، وما بعده


في هذين العامين 2011-2012، تقلدتُ مناصب كبيرة وكثيرة «بحجم وطن» على قول إخوتنا الوطنيين والثوريين جداً .


ثورية ، بلطجية ، علمانية ، أمن قومي ، مندسة ، طابور خامس ، مستأجرة ، منحلة أخلاقياً ( ...) ، حفيدة إبليس ، حوثية ، انفصالية ، ملحدة ، تلبس جينز ، منشقة عن الصف الثوري ، ترقص ، تغني ،تنادي بالاختلاط، دعوها فإنها مأمورة ، إحدى أهم المبشرات بتحويل الساحة الى «مرقص ديسكو ، والتنزه مع العشاق يداً بيد»، من بقايا النظام/ أصيلة ، رافضة حماة الثورة ومشائخها ، وفقهائها ، لله درك ، حاقدة ..ومن أهم شعارات الثورة المفصلة لشخصي ، وأي شخص يرفض ثقافة : «اللحمة» و«الصف» و«النهج الثوري» و «كلما زدنا شهيد» و«كرنفالات الزحف»، هاكم أهم الشعارات :


تحولت بغمضة ثورة ،من «لله درك» إلى «كسروا قرنك»، وحاقدة على الثورة والثوار وخصوصاً أبطال وآلهات الثورة الربانية . دعوها فإنها مأمورة : أي من بقايا النظام في البداية ، ثم تدرجتُ إلى عميلة مع بقايا العائلة ، وبحسب عناوين الجمع المليونية.


أما السيمفونية التي كانت تعزف في غدوي ورواحي من ساحة التغيير:


والأمن القومي باطل


والحجة أروى باطل


علمانية :


نعم علمانية وأعتز بهذا اللقب الذي حقنتني به عمتي «علوم» فقد كانت تمدنا بالحقين والسمن والبيض البلدي ، من الحوبان إلى حوض الأشراف/سوق الصميل.


ولذا حماة الثورة و«شقاتهم» الثوريين الخُلص أدركوا علمانيتي المفرطة من محبتي لها ، ولذا فأنا علمانية من أول رشفة لبن حامض (حقين ) من جعنان عمتي علوم .


**


الغريبة أنه خلال المراحل العمرية ، لم تُفصّل لي تهمة كأن أكون « إصلاحية»، أو «سلفية»، «إسلاموية»، ولذا سيذهب عمري فطيس دون أن أحظى بلقب «الجهادية» أو «ملكة زواج الصغيرات» ، «جند الله» . آآآخ على عمري المهدور، بس لو كنت أقبل أيادي «شيخ وفقيه الثورة»، لكنت ترصعت بهذه الألقاب الربانية ، سأنتظر ثورة أخرى ، فمن غير المعقول أن أتقلد كل التهم دوناً عن هذه التهم المقدسة : إصلاحية متشددة / سلفية متطرفة .


**


لبست /نا ، لبوساً كثيرة وثقيلة ، وجردت منها في الوقت نفسه ، مع الإبقاء على هويات ظلت معي ولم يعتريها رياح التغيير ،كـ : علمانية ، ملحدة ، مدفوعة ، اشتغل بـ «التكتيك» .


أقول لحماة الهويات وصنّاعها :


استقروا على هوية/هويات محددة بعينها، ربشتوني، وربشتم أهلي وأصدقائي ، أوجعتم عقلي وقلبي ، أكون في الصباح ثورية ، وقبل الغداء عميلة ، وبعد الغداء شيوعية تلبس جينزاً ، وفي العشاء أمناً قومياً ، وقبل النوم منحلة أخلاقياً وحاقدة ، عند الشهيق عفاشية ، وبعد الزفير ، علمانية ماسونية ووو..الخ .


**


رجرجة الهويات ستهلككم ، وستهلك ماكينة الفرز والتصنيف ، ستذحل قوالب صناعة وتغليف التهم وسيقطع أنفاسكم ، اني أشفق عليكم .


فكيف تشوفوووووووووا؟


 arwaothman@yahoo.com


 


رابط المقال على الفيس بوك:


http://www.facebook.com/photo.php?fbid=464405500265197&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 09:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-62.htm