- لن ادخل في الجدل  المشابه : من جاء اولا البيضة او الدجاجة ,  حول ايهما الاهم والاسبق في اولوية  تحديد المسؤولية , الشعب ام  الدولة .

- لن ادخل في الجدل المشابه : من جاء اولا البيضة او الدجاجة , حول ايهما الاهم والاسبق في اولوية تحديد المسؤولية , الشعب ام الدولة .
الأربعاء, 30-إبريل-2014
بقلم / محمد عبد الماجد العريقي -

 لن ادخل في الجدل المشابه : من جاء اولا البيضة او الدجاجة , حول ايهما الاهم والاسبق في اولوية تحديد المسؤولية , الشعب ام الدولة .

فهذه الجدلية تثير الكثير من علامات التعجب حول ما يدور في اليمن وسائر الاقطار العربية من مشاهد التخلف والاضطرابات , فهناك من يحمل الشعوب مسؤولية هذا التخلف , فالامية متفشيه , ولاتحترم القوانين والانظمة , وبالتالي افرزت هذه الشعوب دولا ضعيفة لا تكترث بمسؤوليتها , وهناك من يحمل الدولة مسؤولية ذلك , لا نها المعنية على فتح كل النوافذ وتوجيه كل الامكانيات لتخليص الشعب من كل هذه الامراض .

مثل هذا الجدل يبرز بطريقة ملفته في منطقتنا العربية ومنها اليمن على وجه الخصوص , مع ان هناك شعوبا ودولا , تمضي فيها الحياة دون اثارة مثل هذا اللغط الممجوج , لان كلا يقوم بواجبه ودوره .

فالشعب كما يعرف في الدراسات الاجتماعية بانه أهم عناصر الدولة اذا لا يمكن تصور دولة في العالم لا سكان فيها بغض النظر عن عددهم .

والدولة هي مجموعة من الافراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين يتولى شؤون الدولة، وتشرف الدولة على انشطة سياسية واقتصادية واجتماعية التي تهدف إلى تقدمها وازدهارها وتحسين مستوى حياة الافراد فيها.

وفي حال النظر لهذه المعادلة واسقاطها على واقعنا اليمني ( وانا هنا معني باليمن رغم ان مثل ذلك ينطبق على العديد من الدول العربية ومعظم دول العالم الثالث ) سنجد ان هناك خلالا في طرفي المعادلة , وهو ما يؤثر سلبا على مسار التقدم والتطور الاجتماعي والاقتصادي من كل الجوانب .

فعندما نتابع الاحداث المزعجة والمحبطة والمقلقة , نجدها تصدر من اشخاص ليس لهم علاقة او ارتباط بالدولة – يعني من عامة الشعب – من يقتل الجنود ,من يقوم بعملية الاختطاف ؟من يتقطع في الطرقات , من يخرب المنشئات , من يرهب الناس الامنين – اليس الكثير منا اصبح يخاف على هذا الوطن من ابناء الوطن انفسهم .

الى جانب كل ذلك هناك تدمير بقصد او بدون وعي , يتمثل في الترهل والكسل , وضعف الانتاجية , وكثرة المطالب دون الاهتمام بقيم العمل , وتدمير ذاتي للإخلاق , وتراجع للدور التشاركي من قبل الافراد والجماعات في مجال الخدمات , فالمدن والاحياء لن تكون نظيفة ما لم يشعر الناس بأهمية النظافة وأهمية مشاركتهم في خلقها. والماء لا يكون كافياً لعموم أفراد الشعب إلا إذا أدرك الناس ضرورة الترشيد في استهلاكه، وكذلك الكهرباء.

تعودنا فقط ان نكون متلقين , والا خرجنا للشارع نحتج ونطالب بمن يزيل القمامة التي نتثرها بطريقة عبثية امام منازلنا , والغريب في الامر هناك اليوم من يطالب بعدم سداد فواتير الماء والكهرباء , اليس هذا قمة الاستهتار , الامور لا تتم بهذه الطريقة .

. لنفترض ان الدولة ضعيفة ووو .... هل يعقل ان نصاب بالجنون ونخرج نتقاتل وندمر بعضنا البعض , فاين القيم الاسلامية والانسانية التي نقول انها متوارثة ومتجذرة فينا ؟

ان الكثير من الذين يزورونا الدول المتقدمة يعودونا منبهرين من التطور الذي وصل اليه الانسان في تلك الدول , ويتجه الكثير من الاعجاب لذلك الانسان العادي قبل الدولة , لكن بالمقابل ماذا فعل مثل هؤلاء في سلوكياتهم كأفراد , وماهو دورهم في قيادة التغيير للأفضل في مجتمعهم ؟

قد يجد البعض فيما قلته سابقا ظلما واجحافا في حق الشعب , وتجاهلت مسؤولية الدولة , باعتبارها المعنية على توفير كل مقومات الرفاه والازدهار للشعب .

هذا غير وارد فيمن يفهم اهمية الدور التكاملي بين الشعب والدولة , صحيح ان الشعب متخلف , ولكن الكثير من افراده اصبحوا يعوا ان مسؤولية الدولة كبير وبالذات في مجال تطبيق القانون بكل جدارة وصرامة , حتى وان كان البعض لا يرغب بل ويقاوم مثل ذلك , لأنه يرى فيه ضررا على مصالحه , لكن غالبية الناس مع هذا الاتجاه , فهذا المبداء كفيل بالوصول السريع الى كل ما نصبوا ليه .

وهنا الامتحان الصعب للدولة بمختلف مؤسساتها , التشريعية والقضائية والتنفيذية , فلديها من الوسائل والامكانيات المادية والرقابية والتفويضية يمكنها من تحقيق ذلك والشعب سينفذ .ان الامتحان الصعب , يكمن في مدى تطبيق القانون على افرادها ومؤسساتها المختلفة , وتعتلي مشهد القدوة في التنفيذ , بكل تأكيد ستحتاج الدولة ايضا الى دعم فاعل وعين فاحصة من الشعب من خلال هيئاته ومنظماته الفاعلة والنزيهة المتمتعة بالاستقلالية والشفافية والحيادية الدقيقة , عندها يمكن ان نقول ان المسيرة ستتجه الى الامام.

من هنا نقول ونحن على ابواب مرحلة جديده تفتحت مع رياح التغيير , لابد من استغلال هذه الفرصة , والاتجاه للعمل الجاد المتظافر بين الشعب وقواه الاجتماعية والسياسية , ومؤسسات الدولة , لضمان حياة مستقرة في هذا البلاد , ونقول للمخربين واصحاب المصالح الضيقة يكفي هدم وتشفي بتدمير البلاد , فليس لنا ولكم من مكان اخر نعيش فيه بكرامة وشرف الا هذا الوطن .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 10:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-6196.htm