- في صباح الـ21 من مارس من عام الثورة، كنت في صنعاء التي لم تفق بعد من صدمتها جراء مجزرة جمعة الكرامة

- في صباح الـ21 من مارس من عام الثورة، كنت في صنعاء التي لم تفق بعد من صدمتها جراء مجزرة جمعة الكرامة
الثلاثاء, 18-مارس-2014
بقلم / أصيل القباطي -
في صباح الـ21 من مارس من عام الثورة، كنت في صنعاء التي لم تفق بعد من صدمتها جراء مجزرة جمعة الكرامة، كانت كل الوجوه متيممة بالحزن والاسوداد، الجميع ولوا وجوههم يملؤها الحقد بإتجاة علي صالح، باعتباره المجرم والسفاح الذي يجب إسقاطه ومحاكمته هو و أركان نظامه، تعززت هذه القناعة لدى أغلبية الشعب أكثر بعد تلك المجزرة، حتى من لم ينخرط في صفوف الثورة، مثل صالح بالنسبة له رأس أفعى نفثت سمومها.

الساعةُ العاشرة من صباح ذلك اليوم، ظهر الجنرال علي محسن على شاشات التلفزة يُعلن دعمه وتأييده لثورة الشباب السلمية، وتبعه بهذا عدد من القادة العسكريين التابعة له، ولحقهم رجال أعمال ومسؤولون بالحكومة ومشايخ قبليين، هل كانوا جزءاً من النظام حين إرتكبت جمعة الكرامة أم لا..؟، يا للسخرية، حينها تفاوتت ردات الفعل بين من لهث إلى الساحة ليهتف في المنصة "حيا بهم، حيا بهم ـ وإحنا تشرفنا بهم" و كان غالبية من يقفون في المنصة محسوبون على حزب الإصلاح، واسفل المنصة عدد من الشباب يرددون هذه الهتافات كثير منهم أراهم اليوم وهم يتحسرون على ترديدهم ذاك الهتاف، أما من كان يعرف من هو علي محسن وما هو تاريخه عرف الحبكة مبكراً، علي محسن كان الحليف الأبرز لعلي صالح فترة حكمه، ثم هل إنشق علي محسن عن علي صالح عملياً ذاك اليوم..؟ و لمصلحة من كان الإنشقاق..؟

لنسأل أنفسنا هذا السؤال قليلاً، والحقيقة أننا قد كررناه مراراً، لكن الأن بعد ثلاثة أعوام تبدو الصورة أوضح، و يبدو علي صالح أيضاً مستفيداً من ذاك التأييد، كما جاء في الخطاب المشئوم، لقد استفاد بان خلق الوضع بعد انشقاق الجنرال العجوز أوصافاً تساعده على زعزعة القاعدة الشعبية للثورة وتساعده في تقليص رقعة امتدادها، لم يجد صالح فرصةَ بعدها إلا ووصف بها الثورة بالانقلاب على الشرعية الدستورية الذي يقوده الفاسدين و بإن نظامه تطهر عقب قفز الفاسدين منه إلى الضفة الأخرى وان أوراق التوت سقطت عن الفاسدين....إلخ، لم يجد مناسبة إلا وحشد فيها مصطلحات تلصق الفساد بالثورة، بعدما كان قبلها يعتبر مطالب الشباب محقة وانهم خرجوا نتيجة الواقع الصعب، صحيح أنها كانت من مراوغاته الكثيرة لكنها كانت بداية الرضوخ للثورة باعتبارها تحرك شعبي شامل. تمكن علي صالح بهذا من ان يكسب من كانوا متذبذبين بداية الثورة و مثلت جمعة الكرامة الدافع لهم للوقوف في صف الثورة، إلا أن انشقاق علي محسن، أو كما يسمى في الجنوب، وأعتقد في صعدة أيضاً، بعلي كاتيوشا، صاحب السجل المليء بقضايا الفساد، وانشقاق من لحقوه عن نظام صالح مثل لهم سبباً كافياً لتأييد علي صالح بإعتباره رئيساً أتى عبر الصندوق لا فوق دبابة وإن الفاسدين قد سقطوا فعلياً عن نظامه. لقد إنطلت خطابات علي صالح عليهم. وما يُقال أن انشقاق علي محسن أفاد علي صالح يبدو الأن صحيحاً.

لست ممن يميل إلى ان الانشقاق كان حيلة أوعز بها صالح لمحسن لإن الأخبار تتحدث عن أن الخلاف بينهما يمتد إلى ظهور نجل علي صالح وتوسع نفوذه داخل المؤسسة العسكرية على حساب نفوذ علي محسن الذي ظل يتمتع بنفوذ قبلي مثل رديفاً لنفوذه العسكري، و ما تبع هذا من حديث عن توريث للسلطة لاحمد علي، ونكث للعهد، الذي شاع الحديث عنه بإنه بُرم كشرط لتولي صالح للسلطة في 78، والذي اقتضى أن يلي محسن صالح على كرسي الحكم. ومن المؤكد أن علي محسن ضاق بهذا ذرعاً ووجد الثورة الشبابية مخرجاً مناسباً لإعادته إلى الواجهة مرة أخرى، ربما نجح شيئاً ما، ونحن نراه كل يوم على شاشة التلفاز ببدلة مدنية يتبادل الإبتسامات مع السفيرة البريطانية تارةَ وتارة من القائمة بإعمال السفير الأمريكي ومرة أخرة مع مسئول أجنبي رفيع، مرةَ إلتقى برئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي..! ما دخل مستشار لشئون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر بالصليب الأحمر..؟ مش كله احمر برضه..؟

حديقة 21 مارس  

كم ستكون مساحة الحديقة..؟ بالتأكيد الأراضي التي إستقطعها الجنرال لجماعته لن تدخل ضمنها، ولا المنطقة التي إختص بها نفسه، يعني كم بتكون الحديقة..؟ شجرتين ودرهانتين وطحاسة ـ كما يُقال بالعدني ـ ولا يكون اسمها احسن حديقة 21 مابش كما يقول الأستاذ محمد المقالح..؟ المشكلة إن القرار الجمهوري نُفذ والأرضية سُلمت لامانة العاصمة بعد سنة، أو أقل قليلا، من المماطلة والتسويف، يبدو أن القرار الدولي أدى مفعوله جيداً. سبحان القرار الدولي..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 08:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-5339.htm