الأحد, 09-مارس-2014
حمدي الاهدل -

 مُنحنا الربيع العربي


خط انحناء الربيع العربي، انكساراته تارة، وصعوده تارة اخرى.

الشباب الطامح هم صعود المنحنى وكثير من العجزة والكهول هم انكساراته، العجزة الذين وضعوا أنفسهم في موقف المدافع عن عاداتهم وما ألفَوا عليه آباءهم وأجدادهم ويرفضون التغيير أو يرفضون فكرة التغيير .


يرى ابن خلدون في مقدمته ان الحضارات تبدأ بمرحلة البداوة ثم تمر بمرحلة الشباب والعقل ثم مرحلة الكهولة.


شبهها بالكائن الحي مرحلة بداية ومرحلة انتكاسة .


وما تمر به منطقتنا العربية هي بداوة ما قبل الحضارات.


وشباب الثورات العربية وضعوا أقدامنا على الخط السليم ووضعوا عجلة التغيير على سكة بناء الحضارة، كون مؤشرات بناء الحضارات تبدأ بشعور الشباب بالانتماء والحماسة وتتبعها الرشد والعقل الذي يرسمه المفكرون والقادة.


سمعت الدكتور المؤرخ الجوادي على قناة الجزيرة يذكر الثورة الامريكية لطرد الانجليز .. لم يواجه الإنجليز ثورتهم، وإنما تصدى لهم أبناء جلدتهم الذين رفضوا التغيير والحرية خوفا من التغيير.


وفي أوطاننا أشباههم وبنفس العقلية  يصنعون الانكسارات لمنحنى التغيير.


عندما تجد من يحمل سكيناً أو سيفاً أو مطوى أو ار بي جي، ضد متظاهرين سلميين ينشدون التغيير، فإنه يراهم بدعاً من الرجال.


عندما ثار الحسين عليه السلام ضد الظلم والنهب والاستبداد لم يقتله سيف يزيد وانما ارتوى بدمه اشباه الرجال .


الإسكندر لم تقم الحضارة اليونانية الثانية وعاصمتها مقدونيا إلا بعد أن انتصر على أشباه الرجال الذين يقفون ضد العقل وضد التغيير من أبناء وطنه.


وكذلك الحضارة الأوروبية في العصر الحديث خاضت معارك كبيرة ضد نفسها حتى وصلت لما وصلت إليه.


قاعدة كونية ان نجد في كل الأمم من يقف ضد التحرر والنهوض وفي سيرة رسول الله صلِ الله عليه وسلم كلنا عرف ابو لهب وابو جهل وابو سفيان وهم يرفضون التغيير ويحاربون منبع واصل الحضارة .


أعود بكم الى منحنى التغيير في الوطن العربي.. للتأمل، ان الانكسارات في المنحنى أقل بكثير من الصعود والسهم في صعود نحو خط بناء الحضارة وقبلها بناء الإنسان، الوعي العربي الموجود الذي يحلم بالوحدة العربية وظهور كثير من الكتب الفكرية في المكتبة العربية وكثير من المؤشرات تدل على أن الربيع العربي في تنامي رغم الانكسارات الموجودة.


وستضل الهجمات تتولى من عشاق الاستبداد وهواة الظلام .على هذا الربيع الفتي .


ولا زالنا في طور ما قبل البداوة الحضارية وعلينا تعديها بالتحول من الخطاب العاطفي الى الخطاب الواعي الراشد و دراسة التحولات واستنباط العبر والتنبؤ بالمستقبل وتجهيز الخطط والخطط البديلة والتحول من الجماهير السامعة إلى الجماهير الواعية، القادرة على فهم المتغيرات ومدركة لما يدور حولها، ونعلم طبيعة وظروف المرحلة وينظر الى سلم التغيير وهو يسعى سعياً حثيثاً نحو درجات السلم بحذر وبدراسة علمية راشدة .


حمدي الاهدل

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 10:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-5126.htm