- بـُــعث " ذمار علي " ملك حِـمير العظيم

- بـُــعث " ذمار علي " ملك حِـمير العظيم
الجمعة, 28-فبراير-2014
بقلم / سام الغُباري -

- بـُــعث " ذمار علي " ملك حِـمير العظيم !! ، كان هذا خبر الموسم ! ، توزعت صور تمثاله البرونزي في مدونات ومطبوعات "منتدى ذمار لليمن" الذي يضم حشداً مميزاً من النخب والقبائل والمثقفين ورجال السياسة والأدب وأساتذة الجامعة ومعلمي المدارس وقد تنادوا مرغمين خلف مَـلِـگـهم التاريخي - ملك كل اليمن- في موعد مع الوطن يرفعون شعار الألفة ويرفضون أقلمة البلد و اغتيال الوحدة وتمزيق النسيج الإجتماعي لوطن الخلود والتعدد .


- اليوم هو الخميس .. نهاية أسبوع حزين لكنه بداية حراك "ذماري" يُــعنى بالهم الوطني و يتفوق على المنطقة والأقليم ليتمدد نحو جغرافيا البلد الذي مازال كبيراً رغم محنه وآلامه وآثام سابقيه وحاضريه ، وغمامة ماسيأتي في مستقبله المنكوص حتماً بحدود لا تعترف بما وراءها من الشعوب التي كانت شعباً واحداً !!.


- اليوم .. تخرج "ذمار" كما تخرج الأُسد من غابها رفضاً لقرارات البغي الفاجر بتقسيم الحدود و تشطير الوطن إلى أوطان ، يتقدمها سؤال استنكاري نزيه : ألسنا يمنيين ؟ ، فيرتد صدى الحشود الغاضبة : بلى !! ، ولهذا فقط سيخرج إبن ابين والضالع وشبوه وتعز وإب والجوف وبقية مدن اليمن الذين يقطنون مدينة "ذمار" كأنهم رُسل مناطقهم في مسيرة لن تهدأ و ستظل جذوتها في ضمير كل يمني يريد أن يعيش لوطنه ومستقبله وهو مُـطالب الآن قبل أي لحظة أخرى بإحتضان أخيه الذي يسكن جواره و ينتمي إليه لتأكيد الهوية الواحدة وتعميق أواصر الحب والانتماء لوطن كبير إسمه "اليمن" .


- فكرة استلهام تمثال "ذمار علي" كرمز لانتفاضة الرفض المهذب ذكية وجبارة ، دلالتها عميقة ومعانيها شاملة . فهو الملك الحميري الأصيل الذي وحد بلاده في زمن عصيّ على النسيان كتبه مدونو التاريخ وسِــير الأمم والملوك كأحد الأفذاذ الذين حكموا اليمن الطبيعي ، إلا أنه يفوقهم بخلوده عبر تواجده المكاني كتمثال حيّ في وجدان الشعوب التي تعترف له بفضيلة الوحدة والوحدانية والرخاء والنماء .


- يقال عن "ذمار" أنها آخر الثائرين .. ليس لأن بها مجتمع كسول إنما هو هدوئها المفرط في التأني و تكوينها الساخر من عُـقد الأنا و تغليبها المصلحة العامة على همومها الباكية وانقيادها لقيم الوفاء والاخلاص كما تكون الشهامة في منتهاها .


- مجتمع "ذمار" خليط من الألفة والمحبة ، من يسكنها يعشقها ، من يُـحبها يكسب رجالاً حقيقيين ، ومن يغدرها تكرهه و تلقي عليه وبال سخطها فيخرج مذموماً مدحوراً ، ليس على سياطها الساخرة قيود ، كيف لا وقد أبهرت غيرها بمسيرة اليوم الممتلئة بحشود من كل بقاع الوطن .. يقولون "ذمار لليمن" و ليست "اليمن" غنيمتنا ، ليست "كعكة" في مأدبة الشبق المأمول .. نفطنا لنا جميعاً و ارضنا لنا وهويتنا . تاريخنا . مياهنا . جبالنا . طوائفنا . احزابنا . جيشنا . أمننا . مزارعنا . مصانعنا . و شعبنا إسمه " اليمن " .


- يُـصر الرئيس على تمرير قرار الأقاليم الستة ، و بكل أدب يخرج الناس الى الشارع يطالبونه بإلغاء القرار الذي لايستند لنص دستوري و لا يحترم شرعية "الشعب" الذي يمثل مصدر السلطات .


- تشهد أصابع "ذمار" أنها ضمخت سبابتها في حِـبر التفويض لـ"هادي" كي يكون رئيساً للوطن الذي توحد و لا يمكن لأي قوة في الأرض الغاء وحدته و اعادته الى "دولة إتحادية" بجسد ممزق من ست مناطق مغلقة بحدود النزاع المؤكد و جدران الفصل العنصري و الطائفي ، "ذمار" لن تعود لهدوءها وستظل رائدة للدفاع عن قيم الوحدة و أملها كبير في ملايين الرجال والنساء من كل ركن و زاوية لرفع شارة "الرفض" بوجه أمراء التمزيق ، وقد خلع الرافضون رداء الحزب والمذهب والطائفة والجماعة يجمعهم سقف واحد إسمه "اليمن" وهو سماء الله الأزرق الذي يجمعنا كبشر في كوكب واحد إسمه "الأرض" وقد خلقه الله لنا جميعاً بمختلف أجناسنا ، فتقاسمناه و قتلنا بعضنا لأجل حدود الوهم التي اصطنعناها ولم نكتفِ بصناعة الحدود السابقة بل جئنا بفجاجة طامعة لتقسيم حدود الحدود و صناعة المطامع واحياء الأنا ولهفة الثروات وإذكاء حروب الفوضى والجبال والسواحل التي كانت وستظل وطناً واحداً لن يقبل التجزئة ، و من " ذمار" بدأ الرفض .. واتمنى لهذه القيمة الثورية الانتشار و اجبار الحبابرة على الرضوخ والاعتذار للماضي و للحاضر و لأحفادنا الذين لم يخلقوا بعد .


.. وإلى لقاء يتجدد .........

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 10:09 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-4989.htm