- 
اوراق برس أقوال كثيرة ذكرت في كيفية التعامل مع البشر فهناك مقولة «عامل الناس كما تحب أن يعاملونك»، وأخرى عامل الناس

- اوراق برس أقوال كثيرة ذكرت في كيفية التعامل مع البشر فهناك مقولة «عامل الناس كما تحب أن يعاملونك»، وأخرى عامل الناس
السبت, 01-فبراير-2014
أوراق من الراي الكويتية -

سهيلة غلوم حسين* |

أقوال كثيرة ذكرت في كيفية التعامل مع البشر فهناك مقولة «عامل الناس كما تحب أن يعاملونك»، وأخرى عامل الناس كما يعاملونك وبين هاتين المقولتين قول جميل للمؤلف عباس محمود العقاد حيث قال ان الناس فيهم الكاذب والغشاش والخائن والمخادع، فلو أنك عاملت كل إنسان بما فيه من صفته لاجتمع فيك ما تفرق فيهم فتصبح أحط الناس، أما مقولة عامل الآخرين بأخلاقك وليس بأخلاقهم فهي من أجمل ما قيل في التعامل مع الآخرين.


من الأوجب أن يتعامل كل فرد مع الآخرين بما تمليه عليه أخلاقه وتربيته سواء كان هؤلاء من ذوي أخلاق عالية أم متدنية، لأنه إن عامل الآخرين بالمثل من تدن في الأدب والخلق وقلة الذوق والاحترام يكون قد قلل من قيمة نفسه واحتقر ذاته وهبط بأخلاقه إلى الحضيض، ويكون قد ارتضى لنفسه منزلة هابطة في مجتمع قد امتلأ من هذه النوعية من البشر. قال الله تعالى «قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ» (سورة الإسراء 84)، فالبشر مختلفون وليسوا على طبع واحد وكل منهم يعمل على طريقته وطبيعته وعلى شاكلته، وعلى الإنسان الراقي أن يترفع عن سفاسف الأمور ويتمسك بالمبادئ الراقية والأخلاق العالية ويوطن نفسه على أنه سيجد في كل مكان من لا يشبهه وعليه أن يعامل الآخرين بأخلاقه وليس بأخلاقهم حتى لا يتخلق بأخلاقهم ويصبح منهم.هناك من هو على استعداد لأن يفرض على نفسه قاعدة معينة من السلوك وأن يختار ما يعتبره الأفضل من بين تصرفات عديدة وهذه الحاسة الغريبة تلاحظ في عدد قليل فقط من الأشخاص، وقلما توجد أفراداً في المدنية العصرية يتبعون مثلاً أخلاقياً أعلى في تصرفاتهم ومع ذلك فأمثال هؤلاء الأفراد موجودون وتصرفاتهم واضحة عند الالتقاء بهم، بالرغم من استثناء ظاهرة الجمال الأخلاقي الملحوظة.


إن قيمة الفرد وتعامله مع الآخرين وردود أفعاله تتحدّد من خلال عدة عوامل أهمها جيناته الوراثية وتربيته وأخلاقه وثقافته وصحبته وعوامل تؤثر سلباً أو إيجاباً على علاقته مع نفسه، فالإنسان الراقي الذي يفيض خلقاً وعلماً ويشع احتراماً وأدباً يكون قد تلقى تربية بيتية فاضلة فلا يدنس أخلاقه بأي شائبة ولا يلوث تربيته بأي شائنة فيرتقي بنفسه عن الدنايا ويعلو بأخلاقه عن أن تنالها الشوائب ويحافظ على هيبة ذاته وقيمة نفسه وروحه من أن تدنس أو يلحقها ما يعكر صفوها فيرتقي بنفسه ويعامل الآخرين بأخلاقه لا بأخلاقهم.وثمة أشخاص يتأففون من صفعات تلقونها على مراحل فتأخذهم تصرفاتهم الى ما ليس فيهم فيعاملون المسيئين اليهم بقسوة... رب تلك المشاهد تتكرر على قدر إعادة تصويرها، فالأخلاق مسألة تربوية وإنسانية وعلمية أيضاً تتداخل فيها النظم والتقاليد الاجتماعية، فمن غير المقبول أن يعتقد المرء أنه في كل شيء على صواب الا إذا كان حقاً مصيباً، وهذا الأمر يتحدد من المعرفة بالشيء لا بجهله.



* كاتبة كويتية



 

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 12-مايو-2024 الساعة: 01:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-4581.htm