- 
عكس ما يروج له مثقفوا الليبرالية والثوار عن منطلق خلق الحرية والفكر الحر
وبناء دولة المؤسسات الحديثة

- عكس ما يروج له مثقفوا الليبرالية والثوار عن منطلق خلق الحرية والفكر الحر وبناء دولة المؤسسات الحديثة
السبت, 01-فبراير-2014
عبدالرحمن الزيادي -

عكس ما يروج له مثقفوا الليبرالية والثوار عن منطلق خلق الحرية والفكر الحر

وبناء دولة المؤسسات الحديثة

فإن الاصلاح لا يبدأ من داخل الإنسان ..لا يبدأ من ذاته ابداً .. الإصلاح يبدأ بتهيئة تغييرات " خارجية " تمهد لتغيره الذاتي الداخلي الذي يدفعه فيما بعد ليكون بنية أساسية في مجتمع حداثي عصري يؤسس لدولة المدنية والإنسان ..



فالإصلاح يبدأ من تحسن وضع الإنسان " الإنتاجي " الضامن لديمومة وإستقرار وضع المجتمع المعيشي ككل وليس تحسن وضعه المعيشي الفردي المؤقت الذي لا يعود بأي منفعة عامة ربما .. وهو وضع تفرضه

الظروف قبل الثقافة ..



الإصلاح لا يبدأ من صناديق الإقتراع أبداً ، عكس ما تروج له الإمبريالية الخبيثة المجرمة اليوم عبر وسائلها الإعلامية المستترة بالدين في العالم الإسلامي ، فمسار تطور دولة المؤسسات في أوربا وأميركا بدا من تحولات إقتصادية تأريخية بإكتشاف العوالم الجديدة وطرق التجارة الجديدة قبل الإصلاح الديني . الذي هو إنعكاس لتحول إقتصادي سبقه .



والنهضة الصناعية فيما بعد التي هي ‘نعكاس لتحول ثقافي سبقها ممثلا بالإصلاح الديني و عصر الأنوار الذي جاء كمرحلة نضج وخروج من شرنقة العصور الوسطى بعد التحول الثقافي الكبير الذي سبقه ..!

هذه هي معادلات التأريخ .. وهكذا يتحول وفق شروطه وعوامله الموضوعية البسيطة ...!!



فصناع القرار في الغرب يوهمون الشعوب العربية بجدوى عبثية التغيير السياسي الذي لن يصلح الانسان اليوم بل يهدم ما موجود على الارض من مؤسسات ودول لأن الإنفتاح والليبرالية تحتاج الى أرضية مجتمعية " إنتاجية " بدونها لن تقوم لها قائمة ..



و ما مصر والعراق واليمن وسوريا وما يحدث فيهما الآن بعد " الدم قراطية " ، إلا خير دليل

حيث يأخذ الإسلامويون مكانهم بسهولة عبر صناديق الإقتراع لأن الأرضية تأريخية غير المتطورة مفصلة على مقاسهم .. لا وجود لثقافة إنتاجية وعلاقات إنتاجية تمهد للتحول الثقافي وخلق دولة الإنسان ..



بالتالي .. الفوضى هي النتيجة ، وتهدم أركان الدول هو المآل بعيد فترة من إشتعال وقلق إجتماعي وسياسي يقود الى تغيير خريطة المنطقة بأسرها

وهو هدف الإمبريالية الأساس لرسم خريطة مذهبية جديدة للمنطقة بعد أن بنيت سايكس بيكو وحدودها التي رسمت قبل مئة عام تقريباً .. —

تمت طباعة الخبر في: السبت, 11-مايو-2024 الساعة: 07:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-4563.htm