- ما زالت أمة الإسلام تراوح مكانها الواقع في مستنقع القتل والتجريح والتنكيل والتكبيل؛ فهذه مصر حاضرة الأمة أصبحت في عداد الضعفاء المفقودين ! بسبب ما أحدثه الانقلاب العسكري من انهيار القوة العربية التي كانت بمثابة الأم الحنون لكل العرب

- ما زالت أمة الإسلام تراوح مكانها الواقع في مستنقع القتل والتجريح والتنكيل والتكبيل؛ فهذه مصر حاضرة الأمة أصبحت في عداد الضعفاء المفقودين ! بسبب ما أحدثه الانقلاب العسكري من انهيار القوة العربية التي كانت بمثابة الأم الحنون لكل العرب
الإثنين, 27-يناير-2014
بقلم / عبدالجبار عوض الجريري -

 ما زالت أمة الإسلام تراوح مكانها الواقع في مستنقع القتل والتجريح والتنكيل والتكبيل؛ فهذه مصر حاضرة الأمة أصبحت في عداد الضعفاء المفقودين ! بسبب ما أحدثه الانقلاب العسكري من انهيار القوة العربية التي كانت بمثابة الأم الحنون لكل العرب والمسلمين ؛ مصر التي كان يفترض بها أن تكون عوناً معيناً لأطفال غزة المحاصرين ، باتت في ليل أسود تساهم في حصار غزة وقتلها بالموت البطيء.


لم تكن وفاة حفيدة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بسبب عدم توفر العلاج داخل القطاع أمراً عادياً ! بل هي كارثة بكل المقاييس ، أن تتوفى هذه الطفلة البريئة وبقية أطفال غزة دون أن يجدوا لأنفسهم العلاج الذي يساعدهم على البقاء " والأعمار بيد الله طبعاً " .وكثيرات هن اللواتي متنا في غزة نتيجة الحصار " الصهيومصري " المفروض على القطاع ،والذي أشتدت وطأته بعد الانقلاب الدموي الذي قام به عبدالفتاح السيسي،بدعم مباشر من " أخواله اليهود "،وبعض الدول العربية لإسقاط على الشرعية المصرية والرئيس المنتخب د. محمد مرسي . 

تعيش أمة الإسلام في هذه الأيام أصعب لحظاتها التاريخية التي تمر بها ؛ فتلكم سوريا ما زالت تشهد حمام دم بشري مستمر منذ قيام ثورة الكرامة المباركة على الطاغية بشار الأسد الذي لا يمتلك من صفات الأسد سوى وحشيته وقسوته ...


العالم كله ينظر إلى أطفال سوريا يقتلون بدم بارد ولا يحرك ساكناً، وكانه في دور سينما يشاهد مسرحية درامية أبطالها السوريين ، ومخرجها حسن نصرالله والمخابرات الإيرانية.


لا ندري ما الذي أصاب أمة الإسلام حتى تقعد مكبلة مجمدة، لا تستطيع أن تقدم خيام تقي اللاجئين السوريين برد تركيا وعمان ؛ للأسف الشديد سمعنا في بادي الأمر جعجعة قوية لبعض الدول العربية فيما يتلعق بسوريا ،ولكن مع مرور الوقت أتضح بأن مصدر الصوت هو ثعلباً يحاول اختطاف بعض الدجاج التي لجأت إلى الحديقة الخلفية للبيت الأبيض .


القائمة تطول عن سرد مآسي الأمة الإسلامية،فنحن كلنا رأينا وسمعنا عن مجازر البوذيين بحق المسلمين في بورما ،ولكن من شب على شيئاً شاب عليه ، فحكامنا شبوا وتربوا على الإدانات والاستنكارات والشجب والاستهجان،وشابوا على هذه التصريحات الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع !


وكشقيقاتها الأخريات ، تعيش حالة من الأنقسام والحزن الشديد ؛ولا تكاد تمر يوم إلا ونسمع عن تفجير عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة تؤدي بمئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين ؛إنها بلاد الرافدين وأرض الحضارتين ؛ لا يعقل أن يكون من أتى على ظهر بقرة أمريكية أو دب روسي أو ديك فرنسي أو سجاد إيراني ، لا يعقل على الإطلاق أن يحكم بالعدل ويفرض القانون ويعمل على الرقي بشعبه ! لأنه بطبيعة الحال سيخدم الذي خلفه على الحكم وهو المحتل لا الشعب الذي رفض وسيلة وصوله للحكم ؛ وهذا هو حال أهل العراق مع رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تارة نراه راكباً على ظهر بقرة أمريكية ،وتارة على ظهر سجادة إيرانية ،وتارة على ظهر دب روسي !


لم يكف المالكي عن محاولاته لزرع الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي ،بل أمتد شره إلى أهل سوريا الجوار لدولته ، حيث كان له نصيب معلوم من دعم وتسليح المليشيات الشيعية التي تقاتل أطفال ونساء سوريا وفق تراب أرضهم .


ولم يقف متفرجاً هو الآخر ، بل بادر إلى إذكاء القتل والتنكيل بأهل سوريا ،حسن نصر الله وحزبه ،كانت له اليد الطولى في المذابح التي تجري في سوريا ،ولا ندري لماذا ! هل لأنه أخطأ الهدف أم الطريق إلى إسرائيل ؟ غير أنه معلوم للجميع أن إسرائيل لا تبعد سوى بضعة أمتار عن بنت جبيل اللبنانية التي يفاخر نصرالله بتحريرها ؛ لعل البوصلة هذه المرة قد أخانته فألقت به على حين غفلة إلى حمص ودرعا والقصير بدلاً من حيفا وما بعد حيفا، الغنية الشهيرة لحسن نصر الله .


وهي الأخرى ليست أحسن حالاً من البقية، بل تعيش حالة اختلاف سياسي ربما يؤدي بالبلاد إلى نفق أقل إظلاماً من نفق اليمن ؛ تعيش تونس حالة من الشك والاختلاف الذي نخشى أن يتحول إلى خلاف سياسي ربما يفتح الطريق أمام العسكر لتكرار سيناريو مصر والجزائر التسعينية .


لا شك أن دولة قانونية نظامية وليدة قابلة لأن تشهد هذه الاضطرابات ، غير أن ما يخشى عليه في دول المغرب العربي دولة الجزائر التي هرمت وشاخت ولا زال ابو تفليقة يريد نكاحها من جديد .


مابرح ابو تفليقة يرشح نفسه للمرة " المليون "على التوالي ،وكأنه يريد أن يقول إنه لا يوجد في الجزائر من هو أفتى مني على حكمها وإدارتها ! ربما تكون هذه المضحكة المبكية نكتة ساذجة تدخل الفرح على قلب بعض حكام الخليج الذين يتشبثون بالحكم ، كما يتشبث الذئب بفريسته من خلال أنيابه ومخالبه مخالبه ..


وأخيراً ،وليس آخر القائمة لأن القائمة تطول ،بلاد اليمن التي أعجز عن وصف حالها المأساوي الكئيب ! لذلك سأترك الفرصة هذه المرة للقارئ الكريم لكي يشخص حالتها بما يشاهد ويسمع ... لأنني عاجز عن وصف هذه البلد التي أحتوت على كل هموم ومشاكل وأحزان الأمة قاطبة مجتمعة ...

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 10:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-4493.htm