بقلم / صادق حزام -
لا بأس ان نتفائل..رغم حَوار فخامته واحتفاله بمخرجات الحَوار لا الحِوار ... وما اللحظة التالية اى لحظة كانت سوى امل...امل بفعل ما وحركة ما باتجاه ما لصالح ما.. فما بالك بالمستقبل..مستقبل الأفراد والشعب ومصالحه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية..والقضائية والادارية..والخدمية..والتنموية..التى لا تزال تعانى الويلات رغم قِدَمِ عمر اليمن وتضحياته وتطلع شبابه ورغم تراكم مخزونه الحضارى لآكثر من خمسة الاف سنة..لكن "الله يزرع بالسلطان ما لا يزرع بالقرآن .." فنوعية صاحب القرار ونوعية الحكم ذاته وعقلية الحاكم وشلته تقرر فى صناعة الوضع والشعوب والأوطان والثقافات ...والانجاز أو التواكل..
الآن صار قرار اليمنين بأيديهم...فهل أصبحوا على مستوى المسؤلية ..؟!
هل صاروا قادرين فعلا على أن يدلى كل بما يليق به ومقامه وحاضره ومستقبله..أم ستظل النزاعات شخصية ومشخصنة.. وكأن لا أحد يسكن اليمن ومن حقه ان يستفيد من وطنه سوى عدد من الأشخاص يستأثرون بالسمن واللبن والعسل والنقاشات والتعصبات بل وحتى الدعاء يرسل لهم من قبل ملايين سكان القرى والمدن...وزوار المجالس والباحثين عن التوقيعات والوساطات..وشيئا من فتات مسروق منهم قليل...
اليوم لك أن تكون كبيرا وحرا ومقررا ومساندا لنفسك ولصناعة قرارك ومستقبلك أيها اليمنى الحر الابى فى أى إقليم أو حزب أو جماعة أو قرية او مدينة كنت ..فالتحرر يبدأ فى الوعى والفعل والممارسة لا على الورق..ولا فى التوقيعات...واالوثائق ..والشعارات والابتسامات فحسب... وما اكثرها وما اخطرها لدينا...ايضا ومنذ قرون...
صحيح لم يقل الرئيس انه سيمدد لنفسه والتمديد مرض عضال نعرف اعراضه ومخاطره ونتائجه وأثاره جميعا..لكنه اشار والحليم بالاشارة يا شعب يفهم أن لا انفراد عائلى أو قبلى أو مذهبى أو مناطقى بالسلطة بعد اليوم وأنه ستكون هناك رقابة صارمة لمنع ذلك . فلماذا لا يطبق الناس ذلك مع الرئيس على مستوى أقاليمهم..وإراداتهم وحركتهم اليومية والعملية ...فتتوازن السلطة والثروة والتنمية الغائبة الا على عدد يسير من المتنفذين والمقاولين بكل شيئ..والظاحكين على الملايين عبر الاجيال..!
بعد ان قرر المتاحورون على مضض...ووقعوا.... الكرة فى ملعبك يا شعبنا العزيز الآن فقرر واعمل ما تراه مناسبا لك انت فالحرية تُنْتَزع والمسؤلية تُقتدر بتحملها لا بالتوكيل بها للآخرين ...! 
