- الكاتب:هشام عميران

- الكاتب:هشام عميران
الثلاثاء, 17-ديسمبر-2013
بقلم : هشام عميران -



السعادة في الوسط والوسطية والاعتدال مطلب شرعي وعقلي لا غلو ولاجفاء لا افرط ولا تفريط ومن أراد السعادة فعليه أن يضبط عواطفه واندفاعاته وليكن عادلا في رضاه وغضبه وسروره وحزنه لأن الشطط والمبالغة في التعامل مع الاحداث ظلم للنفس ومااحسن الوسطية وما أجمل من يعتنقها فان الشرع نزل بالميزان والحياة قائمة على القسط ومن أتعب الناس من طاوع هواه واستسلم لعواطفه وميولاته!!!حينها تتضخم عنده الحوادث وتظلم لديه الزوايا وتقوم في قلبه معارك ضاريه من الأحقاد والدخائل والضغائن لأنه يعيش في أوهام وخيالات حتى أن بعضهم يتصور أن الجميع ضده وأن الاخرين يحبكون له مؤامرة لإبادته والقضاء عليه وتملي عليه وساوسه أن الدنيا له بالمرصاد فلذلك يعيش في سحب سود من الخوف والقلق والهم والغم فيضل في سهر دائم وحزن طويل

إن الأرجاف ممنوع شرعا رخيص طبعا ولايمارسه الا أناس مفلسون من القيم الحية والمبادئ الربانية(يحسبون كل صيحة عليهم)اجلس قلبك على كرسيه فأكثر ماتخاف لايكون ولك قبل وقوع ماتخاف وقوعه أن تقدر أسواء الاحتمالات ثم توطن نفسك على تقبل هذا الاسواء حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق القلب قبل ان يقع الحدث فيبقى

ايها العاقل النابه اعط كل شيئ حجمه لاتضخم الاحداث والمواقف والقضايا بل اقتصد واعدل ولاتجرولاتذهب مع الوهم الزائف الذي يكاد يعصف بحياتك ولاتذهب مع السراب الخادع اسمع ميزان الحب والبغض في الحديث(أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما فعسى ان يكون حبيبك يوما ما

وأصغي لكلام ربنا سبحانه(وكذلك جعلناكم أمة وسطا)

فالوسطية منهج رباني حميد يمنع العبد من الحيف الى احد الطرفين ..ان من خصائص الاسلام انه دين وسط فهو وسط بين اليهودية والنصرانية اليهوددية التي حملت العلم وألغت العمل والنصرانية التي غالت في العباده واطرحت الدليل فجاء الاسلام بالعمل والعمل والروح والجسد والعقل والنقل

وإن ممايسعدك في حياتك الوسطية

الوسطية في عبادتك فلاتغلو فتنهك جسمك وتقضي على نشاطك ومداومتكولاتجفو فتطرح النوافل وتركن إلى التسويف ووسط في خلقك بين الجد المفرط واللين المتداعي بين العبوس الكالح والضحك المتهافت بين العزلة الموحشة وبينالخلطة الزائدة على الحد

فكن صاحب منهج وسط منهج الاعتدال في اخذ الامور والحكم على الاشياء ومعاملة الاخرين فلازيادة يطفو بها كيل القيم ولانقص يضمحل به أصل الخير






تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 02:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-3872.htm