- الكاتب هشام عميران

- الكاتب هشام عميران
الجمعة, 15-نوفمبر-2013
بقلم/هشام عميران -

خنقتني الوحدة...فظللت أتحسس أخا في الله فما أوحش الطريق إن لم يكن هناك رفيق وأنيس.!!وجاءت اللحظة التي التقيت فيها بأخ أهداه لي ربي نعمة..فأحسست بمذاق الأخوة كيف لا؟!وقد مضينا قدما نحمل الأحزان وهمنا رضا الرحمن تشاركنا أمانينا بصدق وإيثار وحب واحترام ذقنا حلاوة الطاعة عندما تعلمنا أن دارنا مقر فناء وتعلمنا أن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.. فإن غبت عنه افتقدني وإن تنكر الزمان واساني..ينتقي أطيب الكلام ليشجعني!!لم نخش شيئا لم نخش العقبات فالقرآن قائدنا!. عشنا أسعد لحظات العمر!وعشنا أجمل ساعات العمر!حين لم تعادلها ساعات!.وذات يوم ساقني شوقي لرؤية أخي وكيف لا أشتاق ومعه أسبح في ذكر الله؟!...فذهبت إليه ووجدت وجهه يشرق بابتسامة حارة ملكت حرارتها شعوري تتزين بإكليل الإخاء فاقتربت منه وصافحته ثم جلست بجواره أتجاذب معه أطراف الحديث وفجأة أخطأت في معاملتي معه فجفوت عليه دون قصد..........

فصرعني بالعتاب ثم تولى عني وتركني فتبعته وأوقفته لكنه لم يسمع مني....!!عدت إلى المنزل وإني لأجد نيراناً في قلبي مما حدث فقد أغضبت أخي ثم هرعت إليه فوجدته في منزله مددت يدي لمصافحته فمد يده ولكن سرعان ما نزعها وتنحى جانبا تحدثت معه فأتبعني بالظنون وأخبرني بما يضمره في قلبه مني وأنه صبر على جرحي له عجبت كثيرا وسكت ولم أسكت إلا لأن العبرة خنقتني ...!!!فآه لو تدري بحزني والتياعي حين قالوا أشرقت شمس الوداعِ..فكان سبب الفراق وعدم النصيحة بل كبت المشاعر والهموم وهكذا مرت الأيام وازداد الخلاف وأعقبه سوء المعاملة..!!فيامن سار في دربي همسة عتاب إليك ولا أقصد جرحك وأعلم أني قد أختلف معك في بعض الأمور لكن الاختلاف معك في أننا مسلمين واعيين لانجعل مجرد الخلاف يقلب الأمور لابد لنا أن نتعامل مع هذا الخلاف ولابدلنا من الحكم على الشيئ بحسن نية فيا مرآة نفسي يخطئ الإنسان ولابد أن يرشد إلى خطأه ولايكون ذلك إلا من أخ محب يخاف عليه الاستمرار في الخطأ هكذا أريدك فإن استمريت في الخطأ فالهجران هو السبيل وليس الترك نهائيا إنه ليس الهجران الذي اعتاده الناس من الهجران الجاف الجارح بل هو هجران مؤقت بثلاثة أيام امتزج بخوفي على أخي امتزج بالسؤال عن حال أخي..فلايخل هذا الهجران من حقوق المسلم على المسلم فان رأيتك ابتسم لي فابتسامتك في وجهي صدقه ولرب ابتسامة يفعمها الإخلاص لتفعل فعل السحر فجرب ذلك فلايمنعك هجرك من أن توجه لي النصيحة ولايمنعك البعد عني أن تتذكرني في الطريق ولو بنظرة من عينيك فليس معنى الخلاف ان تنسى كيف يتعامل الأخ مع أخيه فيا أخي لا أدري هل كلما أسسناه تهدم أم كل ما بنيناه ينهار؟؟!. ما أسرع ما نسيت تلك الأيام التي عشناها سويا تشاركنا فيها أمانينا بصدق وإيثار وحب واحترامي انني اخوك الذي لم تجمعني بك إلا رابطة الأخوة....أبعد ما ذقنا حلاوة الأخوة أنسانا الخلاف لذتها والعودة الى أرجائها ونسائمها؟...فعتبي عليك:أجعلت الشيطان يحول بيينا ولرب نظرة مني ومنك تعيد المياه إلى مجاريها...عتبي عليك:أنسفت كل مابنيناه من مجد ومواقف.....عتبي عليك:يامن سار في دربي كان لي أمل بعد الله...عتبي عليك:حينما تذكرت العثرات ولم تغفرها لي!...عتبي عليك:حينما لم تنصحني عتبي عليك وسامحك الله. لكن مازلت أبحث في وجوه الناس عن بعض الإخوان والأصحاب يقفوا معي في الأزمان كشم الجبال أبحث عن أخ في دهاليز الكون أخ تجمعني به المحبة والأخوة في الله...وإن ضايقته سامحني يبتغي بذلك الأجر من الله وإن أخطأت عاتبني....وكان العتاب بالحسنى من لي بأخ اجتمع معه على طاعة الله...وإن تفرقنا فعلى التواصي منا فيكون شريك أيامي وأنس أحزاني!..أمنيتي حينئذ أن استظل معه تحت عرش الرحمن من لي بأخ منهم الثقة ومحمود الخصال من لي به ياقوم؟إن هموم وجداني ثقال؟!!!! همسة عتاب لكل أخوين تعاهدا على السير في الطريق فيا أيها الأخوين ثق أخي بأخيك ولاتجعل الشيطان في عون أخيك ثق أخي بأخيك ولاتجعل الخلافات تحول بينك وبين أخيك ولاتجعل الظنون تخوفك من أخيك وعش مع أخيك لرضى الله ولاتنشغلا إلا بحبه وذكره........أمسك بيد أخيك ولاتتركه في قارعة الطريق فليس للأخوة حدود وليس لها أمد تنتهي عنده...!!!!!تذكر الحشر الناس في عرصات يوم القيامة يهرعون من أهواله وأنت وأخوك برحمة الله في ظل عرش الرحمن لا ليس هذا فحسب !!!!فلن يفرق بين الأخوان في الجنة إخوانا على سرر متقابلين فما أجملها من لحظة أدخلت في القلب الأمان فأخوك سيظل معك وبجوارك !.!فليست الأخوة عوداً يضرب به ليتسلى به الاخرين....وليست الأخوة أوتاراً ومشاعر متى شئنا قطعناها...وليست هوى يتبع...!!!!فأخي من يقاسمني آلآمي ويشاركني أحزاني وأفراحي رفيق يشد على أيدي يعينني على طاعة الله رفيق لايتركني في قارعة الطريق بل يصبرني على ذكرالله وأصبره على طاعة الله....يضمد جرحي ويمسح دمعي.. {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } (28) سورة الكهف وبعد أخي مازلت بعيداً..!أين سأجدك؟إن عيوني مازالت تبحث عنك بين الناس وترقبك فلا تجدك...!!



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 02:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-3535.htm