- كنتٌ منتظرا من أحد الأصدقاء المغتربين في "السعودية" إحضار زجاجتي عطر..إحداها " جيو"

- كنتٌ منتظرا من أحد الأصدقاء المغتربين في "السعودية" إحضار زجاجتي عطر..إحداها " جيو"
الأربعاء, 13-نوفمبر-2013
بقلم / عبد الكريم المدي -

 كنتٌ منتظرا من أحد الأصدقاء المغتربين في "السعودية" إحضار زجاجتي عطر..إحداها " جيو"


بحكم أنّه الحّ عليّ قبل فترةٍ أن أفصحَ له عن أي هديةٍ،، أو نوعٍ من العطور تحديدا أحبّ..كي يهديني إياه عند زيارته لليمن.. المحدّدة مسبقابعد عيد الأضحى المبارك والفائت ..

فنزلت عند رغبتهِ،، وقلت له ..يعجبني من العطور كذا وكذا..وأنتهينا..


و بعدها بوقتٍ قصير ..أبلغني أنها صارت جاهزة ..ومعصوبة ..مربّطة ..مشمّعة..في حقيبة ما.. مع بعض الأشياء الأخرى التي أحبّ أن يكرمني بها.. فقط المسألة مسألة وقت وتصلني ..إمّا أن يحضرها معه. وإذا تأخر لسبب ما - لاسمح الله - ..فسوف يرسلها لي على الفور..


عموما اليوم وصلني نبأ وجود هذا الصديق العزيز مع أمواج بشرية من المرحّلين اليمنيين والأفارقة المكدّسين بصورة صادمة للضّمير الإنساني وقيم العروبة والإسلام في معبر "الطوال" ومدينة " حرض " ..


ولعلّ ما أحزنني في الأمرِ كثيرا.. ليس انّه لم يأتني بالعطر..إنّما عدم إمتلاكه من المال ما يمكّنه من دفع أجرة الراكب من " حرض " وحتّى العاصمة صنعاء...بسبب أنّه تمّ ترحيله بصورة مفاجئة ومخيفة ترتعش معها الفرائص وتتكسر الضلوع وترتعد الأكتاف وتتساقط القلوب، لمن كان يعاني من مرض السّكّري أو القلب وغيره.. وقد حدث ذلك - بالطّبع - وهو خارج المحل والسوق الذي يعمل فيه ..كما أنّه لم يكن حينها يمتلك بحوزته حتّى جاهز هاتف . ربّما أنّه فقده أو تمّت مصادرته..!


لا أدري حقيقة في الكثيرٍ من التفاصيل حول هذه النقطة تحديدا...


المهم ..وكي أزيدكم من الشعر بيتا ..فهذا الإنسان الضحية - كغيره - لا إمكانية له أو فرصة في المطالبة.. إن كان له حقوق أوفلوس أو محل تجاريٍّ .. أوديون له عند النّاس في المملكة وووالخ.. وهذه وحدها مأساة إنسانية فيها من صور الظلم والقهر ما يعجز الوصف أو التعبير عنها ..سيّما وهذا المغترب أو ذاك قد افنى عشرات السنوات من زهرة عمره وشبابه ..في الغربة ..وفي لحظة ما يكتشف أنّه لا يمتلك أجرة " البيجو " من " حرض " إلى العاصمة صنعاء أو تعز أو عدن أو لحج أو إب أو " وصاب " أو غيرها..!


طبعا ..أنا الفقير إلى الله .وبدون أيّ إدّعاءٍ زائف أو منٍّ أو إستعراض..دبّرت له مبلغا يساعده في الوصول للعاصمة صنعاء رغم أنني. أعدّ من فارغي الجيوب.. مع مرتبة الشرف...كما هو حال أمثالي من أولئك المسكونين بفكرة القيم الوطنية والإبداع والزّهد وسهر الليل وأطراف النهار من أجل الدّفاع عن الثّوابت وحقوق العامّة.. وكذا البحث لهذه الأمّة عن حلول ومخارج وووالغ .. وإن كان معظم كلام ليلنا المظلم الذي نقضيه على أضواء الشموع،،تمحوه حرقة شموس نهاراتنا ووواقع ساعاتنا وحياتنا البائس ..

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 08:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-3510.htm