الخميس, 17-أكتوبر-2013
 - أحمد الضحياني
- أحمد الضحياني
بقلم :أحمد الضحياني - الضالع -

حينما انشغلت القوى الموقعة للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية بأهمية الانتقال إلى مرحلة بناء الدولة, كانت هناك قوى هي أيضا مهتمة بعملية (الانتقال).. ولكن ليس إلى الدولة بل تحاول إن تنقل اليمن إلى مربع التقسيم والتجزئة ليأخذ كل واحد منها دولته, هذه القوى تتمثل في:

- الحوثيين (التحالف الإيراني الحوثي).

- الحراك الجنوبي التابع لعلي سالم البيض (التحالف الحوثي الحراكي).

- صالح (وأدواته السياسية والإعلامية).. كل هذه القوى تعمل ليل نهار لإحباط استعادة الدولة.. وتعلم وفق السيناريوهات التالية:

الحوثيون وغرام (الدولة)

يتحرك الحوثيون في ثلاثة اتجاهات:

- اتجاه سياسي:

يدعم الحوثيون فكرة الفدرالية في شكل الدولة, بل ويدعمون حق تقرير المصير في الجنوب وهذا يكشف لنا مقدار تحالف الحوثيين مع الحراك المسلح والموالية للبيض, ويعمل الطرفان لهذا الغرض حتى وان كلفهم ذلك سلوك طريق حرب العصابات, فدعمك البيض في تحقيق مآرب دولته في الجنوب يعطي الحوثيين فرصة لإشهار دولتهم في الشمال.. ويمكن القول إن الحوثيين يحشدون الجهود لإنفاذ ما يسمى بالتشيع السياسي وإقامة دولتهم.

الاتجاه الإعلامي

لا يمكن الحديث عن الحوثيين (فكرة السيطرة) دون ربط ذلك بالتمدد والتوسع الإيراني بالمنطقة وباليمن على وجه الحقوقي المحاذي والبوابة الجنوبية (للخليج العربي).. لذا فإن غالباً إن لم أقل عامة الوسائل الإعلامية للحوثيين تعتمد على التمويل الإيراني..

سلك الاتجاه الإعلامي للحوثيين بإصدار الوسائل الإعلامية (المرئية والمقروءة) التي تخدم أهدافهم في اليمن كقنات المسير وغيرها وبعض الصحف والمواقع الالكترونية التي تحاول أن تبدو مستقلة من حيث الظاهر.. ويركز الاتجاه الإعلامي على التهوين من التسوية السياسية وإظهار عجز حكومة الوفاق وتسليط الهجوم العدائي للسعودية وانها أساس المشاكل في اليمن في الوقت نفسه تحاول استمرار رفض الحراك الجنوبي كعداء للسعودية, كما يعمل الاتجاه الإعلامي للحوثيين على رفع وتغذية الشعور الانفصالي والمذهبي.

الاتجاه العسكري

كما يدعم الاتجاه السياسي والإعلامي للحوثيين وحليفهم ايران (فكرة السيطرة والاستحواذ) والوصول إلى إشهار دولتهم كذلك تعمل مليشيات الحوثي العسكرية, فما حصل عليه الحوثيون من المعسكرات وأدوات ومعدات حربية خلال حروبه الست مع (صالح) كفيل أن يجعلهم قوة عسكرية غير نظامية (ومليشياته) قد تكون اضف إلى ذلك المعسكرات التي سلمها (صالح) للحوثيين في صعدة وما تحويه تلك المعسكرات من معدات وأدوات حربية ثقيلة فلقد جعلت كل تلك الوسائل الحربية الحوثيين أن يتعاملوا وكأنهم المالك الوحيد (لمحافظة صعدة), إضافة إلى شنهم الاعتداءات المتكررة على السلفيين في دماج كما يحاول الحوثيون التمدد والتوسع إلى المحافظات المجاورة (حجة والجوف) وقد خاض حرب واسعة مع القبائل تنتمي لتلك المحافظات كل هذا التمدد والتوسع بقوة السلاح يهدف من ورائه الحوثيون إلى تقسيم وتجزأت اليمن لتحقيق مشروعهم السياسي والمذهبي وأقامت دولتهم التي ستكون حدودها محاذية لحقول النفط العربي ابتداءً من الشريط النفطي الممتد من ميدي في المهرة وما ستمثله الدولة الحوثية من خطر على السعودية والخليج هذ الخطر الذي يعتبره القوى الأخرى الوطنية والثورية له صلة بوجود ايران في اليمن فقد كشفت الأجهزة الأمنية اليمنية شبكة التجسس الإيراني التي قالت أنها تحت إشراف قيادات من الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ مخططات لإثارة الفوضى في البلاد وضرب مصالح يمنية خليجية في اليمن دعا الرئيس/ عبد ربه منصور هادي إيران أن ترفع يدها عن اليمن ويمكن القول إن التمدد الحوثي اليوم بدعم (سعودي صالحي).

الحراك التابع لعلي سالم البيض

تعمل هذه القوى كما يقولون في سبيل (تحقيق المصير- فك الارتباط) وهذا المشروع يقوده البيض من الخارج وحسن باعوم وغيره في الداخل ويتصدر موجته الإعلامية والجماهيرية العديد من أبناء يافع والضالع وشبوة وقليل من حضرموت لان هذه الفصائل دائما تطفو على السطح وهي نفسها التي حاولت إعاقة الانتخابات الرئاسية للرئيس عبد ربه منصور هادي في فبراير 2011م ويتهم البعض أن هذه الفصائل يسيرها علي سالم البيض وقد حاول جرها إلى مربع العنف وقد تحدثت وسائل إعلامية رسمية وحزبية وأخرى خارجية إن (البيض) استطاع استمالة عناصر لتدريبهم كمليشيات.. في بيروت على يد (حزب الله) يأتي ذلك في سياق التحالف الإيراني مع البيض لتنفيذ مخططاتهم في الجنوب وقد كشفت الفترات الأخيرة في مدينة المنصورة في عدن عن هذا المخطط والداعي إلى إسقاط مدينة عدن.

صالح وبقايا نظامه وأدواته

قدرت البعض إن (صالح) الذي يغادر السلطة في اليمن بموجب المبادرة الخليجية تحت ضغط الثورة لا زال يملك أجهزته في بعض دهاليز مؤسسات الدولة وخاصة الجهاز الأمني العسكري فاذا كان عبد ربه قد حاول تحرير بعض الألوية والمعسكرات من أقارب (صالح) فان (صالح) ما زال محتفظ بقيادة الحرس الجمهوري (المتمثلة بنجله احمد) كما يشير البعض إن صالح قد انتج نظام موازي لنظام الدولة فمغادرة عمار الأمن القومي يحتمل تراسه لجهاز جديد يخدم صالح أن لم يعمل استنساخ جهاز موازي , ويمكن القول أن الخلل في صياغة المعلومة والتشويش المتعمد على صحتها في وزارة الداخلية حول الإحداث الأخيرة (تفجير السبعين) وتفجير مبنى الشرطة ويدل دلالة واضحة إن هناك طرف ثالث لا زال يملك أجندة العمل والتنفيذ, بل حتى التوقيت, ويعيق أداء الأجهزة الأمنية في صنعاء وعدن وتعز وغيرها من المحافظات في الوقت نفسه لا زال المؤتمر الشعبي العام يواجه تحدي كبير في تقرير المصير, فهل يستطيع المؤتمر الانتقال إلى مرحلة جديدة يثبت نفسه كحزب يمني يعي متطلبات المرحلة وأدواتها؟.. وهذه الاستطاعة هي رهن وجود تيار قوي يستطيع مغادرة مازق صالح للمؤتمر, أما إذا ظل صالح هو من يمسك براسة الحز ب ويوجهه ويحركه ويستخدم أدواته السياسية والإعلامية فهذا مأزق خطير قد يقود المؤتمر إلى هاوية صالح, وحتى اللحظة لا زال يتمسك بالمؤتمر كأداة سياسية وإعلامية, وحين تطالع إعلام المؤتمر لا زال يزرع ألغاماً تفجر الوفاق ويخوض بلبلة فكرية واجتماعية وسياسية تضر بنفسية المجتمع اليمني.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 12:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-3283.htm