- 

 
تتجلى الأمور يوماً بعد يوم أن الأمة العربية أصبحت بلا هوية واضحة ، بعد أن تخلت عن كيانها القومي والإسلامي بكل المفاهيم الحقيقية والمرتكزات الأساسية ، مع غياب أبجديات الضمير الصادق التي من خلالها تبلغ الأمم عٌلا شأنها وتقدمها .

- تتجلى الأمور يوماً بعد يوم أن الأمة العربية أصبحت بلا هوية واضحة ، بعد أن تخلت عن كيانها القومي والإسلامي بكل المفاهيم الحقيقية والمرتكزات الأساسية ، مع غياب أبجديات الضمير الصادق التي من خلالها تبلغ الأمم عٌلا شأنها وتقدمها .
الثلاثاء, 17-سبتمبر-2013
قراءة تحليلية لحسرة / كتبها : إبراهيم الحجاج -

اختلفت فيها التوجهات .. خضعت للوصاية .. تجاهلت المشاريع القومية



الأمة العربية أمام مطلب إقامة كيان موحد يعيد لها مجدها وكرامتها



  مبادرات الرئيس صالح أصبحت مطلب لإعادة توحيد الصف العربي المتناثر.



الشعوب العربية أصبحت بليدة عن الانتصار لإرادتها.



 مشروع الاتحاد العربي كان كفيل بإعادة اللحمة والانتصار للسيادة المنتهكة .



 حالة الاضمحلال العربي نتيجة عدم وجود كيان موحد ينظم شؤونها الداخلية وسيرها الاجتماعي.



 فوضى الربيع العربي عمقت الوصاية والتدخلات الإقليمية والدولية في المنطقة .

تتجلى الأمور يوماً بعد يوم أن الأمة العربية أصبحت بلا هوية واضحة ، بعد أن تخلت عن كيانها القومي والإسلامي بكل المفاهيم الحقيقية والمرتكزات الأساسية ، مع غياب أبجديات الضمير الصادق التي من خلالها تبلغ الأمم عٌلا شأنها وتقدمها .



عروبة اليوم أصبحت كما وصفها أسطورة الشعر المرحوم عبدالله البردوني ( عروبة اليوم أخرى لا ينم على ...... وجودها أسمٌ ولا لونٌ ولا لقبٌ ) .



أسئلة محزنة .. كيف نحتفي كعرب بالتدخلات الخارجية على حساب شؤوننا الداخلية وإرادتنا الذاتية ؟ والأكثر ألماً أن من يعبّد  الطرق أمام الغزاة هم جزء من هذه الأمة لتنكيل بعضها البعض وضرب مقدراتها ومقوماتها العامة وتدمير مصالحها وأسلحتها السيادية .



كل هذه المتغيرات السلبية في المنطقة وسط صمت وخمول واضمحلال الشعوب العربية التي أصبحت بليدة إلى درجة أنها لم تستطع أن تحرك ساكناً في هذا الواقع المعتم ، رغم أنها صاحبة الإرادة الحقيقية في تقرير مصير الأمة .



بالأمس البعيد صودرت بلاد المقدس مهد المسيح ومسرى ختام الأنبياء محمد (ص) وعنق العرب وسُلبت إرادتها وانتُهكت حرماتها من قبل الكيان الصهيوني وصارت محتلة منذ ما يقارب 65 سنة تعاني التهويد وويلات التنكيل وانتهاك الأعراض ومصادرة للحرية، دون أن تجد غيرة الفاروق أو تلبية المعتصم لأن إرادة الأمة العربية في عصرها الحالي لم تعد بيدها .



ومن بعدها العراق التي دُمرت مقدراتها ومقوماتها العامة والسيادية من قبل أمريكا وحلفائها ، دون أن نشاهد أي موقف عربي موحد ينتصر لأمنه القومي ، بل العكس أن الإخوة الأعداء كان لهم دور في مساعدة قوى الاحتلال.



تعرضت عدد من الدول العربية لعاصفة نتنة (فوضى الربيع العربي) مطلع 2011م حيث كان لها دور جوهري في إذكاء الفتن وإن كانت التيارات الإسلامية هي اللاعب الأبرز وتحديداً تنظيم الإخوان المسلمين مستغلة الفوضى للوصول الى السلطة بعد عجزها عشرات الحقب الزمنية لتحقيق ذلك ، فبعد أن كانت الواعظ الأول ضد التدخلات الخارجية أصبحت تكبر وتهلل بل وتشارك مع كل دمار تتعرض لها المصالح العامة في عدد من الدول العربية ، والمثير للسخرية المحزنة أنها كانت تهلل وتكبر مع كل هجمة غربية تدمر البنى التحتية والمصالح العامة في ليبيا .



واليوم أصبح جزء هام واستراتيجي من جسد الوطن العربي الجمهورية العربية السورية هدف لغزو صهيو غربي جديد تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ، بتنسيق ومساعدة دول عربية للأسف الشديد كونها الراعي الأول لتمرير وصناعة القرار والوصاية الخارجية على الإرادة العربية ، بحكم المصالح المشتركة وتأثيرات تداخلات الصراع الإقليمي والمذهبي منها اللاعب الأبرز في أثارة الفوضى في المنطقة وإن كان هناك قوى إقليمية ودولية تدعي الوقوف إلى جانب سوريا في وجه أعدائها ، إلا أن ذلك مجرد مظاهر ديكورية تجتمع خلفها مطابخ مع الأعداء ولا يهمها في الضرورة أمن سوريا أو المنطقة بأسرها.



بحثنا وما زلنا نبحث كثيراً عن غيث قدر يعيد للأمة مجدها المفقود وتاريخها المهدد بالطمس وكرامتها المنتهكة ويوحد كلمتها ويجمع شملها ، على اعتبار أن الكيان المتمثل بجامعة الدول العربية ديكوري هش ليس إلا ضرر بلا نفع ، بل هو في حقيقة الأمر ظل لتوجهات وأجندات الدول الكبرى والجهات الإقليمية النافذة .



تقريباً اليمن وحدها بقيادة رئيسها السابق الزعيم علي عبدالله صالح كانت تستشعر مبكراً الخطورة والتحديات التي تحدق بالمنطقة العربية وأمنها القومي وسلمها الاجتماعي تحديداً العقدين الماضيين ، من خلال المبادرات التي كانت تقدمها كمشاريع قومية لتوحد الصف العربي وتلبي تطلعات وآمال شعبها والحد من أوجاعها والانتصار لقضاياها .



أبرز تلك المشاريع الذي لو طُبق لما هوت المنطقة إلى المستنقع الذي تعيشه الآن ، وهو مشروع إقامة اتحاد الدول العربية الذي تقدمت به الجمهورية اليمنية برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح إلى قمة عرب 2005م ، والذي كان يتضمن عدد من المبادئ والأهداف أهمها احترام سيادة كل دولة عربية وحدودها الإقليمية وترابها الوطني ، وعدم الاعتراف بالوصول إلى السلطة في أي دولة عربية بطرق غير شرعية ، والتزام الدول العربية بحل خلافاتها داخلياً سلمياً ورفض استخدام القوة لذلك الغرض ، بالإضافة إلى إقامة نظام أمن عربي إقليمي لحمايتها ويسهم في تحقيق الأمن والسلام الدوليين .. بذلك نظمن عدم التدخلات الخارجية مثل ما حدث ويحدث ، وكذلك تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية على اعتبار أن الشراكة والاندماج الاقتصادي هما المدخل الحقيقي للتوحد السياسي .



المشروع تضمن أدوات تفصيلية كآليات لإنجاحه أو الهياكل والأُطر التنظيمية للاتحاد ، أبرز الأجهزة الرئيسية المتفرعة من الهيكل هما مجلس الدفاع والأمن العربي ومحكمة العدل العربية ، هذين الجهازين كانا كفيلين بحل كافة مشاكل دول المنطقة السياسية والأمنية تحديداً ، وتضمن الحفاظ على سيادة الدول العربية من التدخلات الخارجية وتجعل منها كيان إقليمي قوي ، .. والمساحة لا تكفي لسرد وتحليل تفاصيل بنود وفروع أهداف المشروع وهيكله التنظيمي .



وبعيداً عن المديح أو مساحيق التجميل التي لن يحتاجها تاريخ وواقع تتجلى حقائقه في الراهن المُعاش في المنطقة ، فأن الرئيس صالح كان ولا يزال صاحب حس قومي وغيرة نابعة من نخوة عربية وإسلامية والشواهد كثيرة ، ونتذكر خطابه التاريخي عشية 22 مايو 2004م بمناسبة الذكرى الرابعة عشر لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية عندما طالب بضرورة إقامة كيان عربي مشترك لموجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، بالإضافة إلى المواقف القومية الأصيلة التي لم تخضع لأي إغراءات خارجية أو القبول بفرض وصاية على القرار اليمني في شؤونه الداخلية ومواقفه القومية .



هناك أمور لم نكتشفها إلا مؤخراً وتحديداً حلقات الذاكرة السياسية التي بثتها قناة العربية يوليو الماضي مع الرئيس الصالح منها رفض اليمن التصويت على ضرب العراق مقابل حفنة من المال ربما كسبت ذمم قادة دول آخرين واقتراحه من خلال تواصله الهاتفي مع بعض القادة العرب أن تحل قوات عربية لحل الخلاف العراقي الكويتي عام 1990م بدلاً من الاستعانة بالخارج لضرب وتدمير مقومات واحد من أهم البلدان العربية ، بالإضافة الى مواقفه الايجابية الفريدة تجاه القضية الفلسطينية .



لدي استفسار .. لو تقدم ذلك المشروع من قبل دولة لها تأثير في صنع القرار وفرض وتمرير الوصاية الخارجية على المنطقة .. هل كان سيقابل بذلك التجاهل ؟



الحقيقة المُرة أن إرادة الدول العربية أصبحت بيد غيرها مستسلمة لتداخلات وتجاذبات وصراعات إقليمية ودولية ، وما أحوجنا اليوم إلى إرادة تعيد للأمة كيانها ومجدها وتنتصر لكرامتها .



ما أحوجنا اليوم إلى تفعيل ذلك المشروع اليمني لإتحاد عربي الذي لو عُمل به لما وصلت المنطقة العربية إلى هذه الحالة من الشتات والاضمحلال والتنكيل لبعضها البعض .

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2994.htm