- كان شاباً على ما يبدو من صوته الذي ينطلق من الإذاعة، لكن الرسائل التي يقرأها وتحمل أسئلة موجهة إليه تبدأ بمخاطبته بـ «يا شيخ»؟ هو أيضاً يجيب عنها أيضاً بطريقة عصرية شبابية مختصرة.

- كان شاباً على ما يبدو من صوته الذي ينطلق من الإذاعة، لكن الرسائل التي يقرأها وتحمل أسئلة موجهة إليه تبدأ بمخاطبته بـ «يا شيخ»؟ هو أيضاً يجيب عنها أيضاً بطريقة عصرية شبابية مختصرة.
الإثنين, 09-سبتمبر-2013
بدرية البشر /الحياه -

كان شاباً على ما يبدو من صوته الذي ينطلق من الإذاعة، لكن الرسائل التي يقرأها وتحمل أسئلة موجهة إليه تبدأ بمخاطبته بـ «يا شيخ»؟ هو أيضاً يجيب عنها أيضاً بطريقة عصرية شبابية مختصرة.

المحطة خليجية ولهجة الشيخ خليجية وكذلك نوع الأسئلة. السؤال الأول كان عن حكم فقهي حول المقارنة بين إثم شرب الدخان وحلق اللحية. أما السؤال الثاني، الذي لم يكن بينه وبين السؤال الأول أي فاصل أو تمهيد، فقد كان: «يا شيخ، حلمت أني أرى وجه زوجتي في الحلم جميلاً لكن فيه شقاً، فماذا يكون هذا الحلم»؟ فيرد الشيخ بمهارة تشبه مهارة لاعب الكرة الشهير ميسي في تسديد الأهداف: «هل طلبت منك زوجتك أخيراً أن تجري عملية تجميل»؟ ولا يجب أن ننتظر حتى نعرف من الزوج إن كان هذا صحيحاً أم لا، لأن الشيخ بدا واثقاً من تفسير الحلم. أما السؤال الثالث فقد كان من زوجة تسأل: «هل كثرة اللوم يطرد المحبة من قلب الزوج يا شيخ»؟ ثم جاء السؤال الرابع الذي قرأه الشيخ من رسالة: «يا شيخ، أنا اتفقت أنا وزوجتي أن أخرج مع أصدقائي مرة واحدة في الأسبوع، لكني أشعر مع هذا بأنها غير راضية، فما العمل»؟ هذا السؤال بالذات أغاظ الشيخ فقال له بلهجته الخليجية: «أنت من صجك»؟ أي، هل أنت صادق؟



يبدو أن الشيخ كان ملجأ القلوب المعذبة والضمائر المؤرقة، لهذا فإن الأسئلة جاءت في كل التخصصات، شريعة، علم نفس، علاقات اجتماعية، أحلام، والشيخ يتصدى لها بكل فن وحرفية، ما عدا السؤال الأخير الذي أزعج الشيخ «زوج خايف من زوجته لا تزعل»!



عدوى البحث عمن يحل مشكلاتك التي تؤرق ضميرك أصابتني بعد البرنامج مباشرة، فقد فكرت سريعاً أن أتصل بالشيخ لأستشيره في مشكلة وجدت نفسي فيها أخيراً. فأنا قبل أسبوع ركبت الطائرة، وأثناء تقديم وجبة الطعام يبدو أن ملعقة الطعام تزحلقت من الصينية لكنها لم تقع على الأرض للأسف، بل وقعت وسط حقيبتي المفتوحة على وسعها التي قبعت أسفل الكرسي، وهكذا عندما مددت يدي في الصباح التالي لأخرج شيئاً من حقيبتي ظهرت لي ملعقة الخطوط الجوية السعودية، وأنا اليوم لا أجرؤ على ضمها إلى ملاعق طعامنا ولا أعرف ماذا أفعل بها، لكن صدقوني أنني وجدت أن الطريق لمعرفة رقم الشيخ والاتصال به مرات وانتظار إجابته ستأخذ مني وقتاً أطول مما لو حاولت إعادة الملعقة لمكاتب الخطوط السعودية عبر خدمة التوصيل السريع، أو إعادتها في المرة التالية التي أركب فيها طائرة، هذا إذا لم يرفضوا تسلمها مني ويقولوا راجعي مكتب المسروقات، أقصد مكتب المفقودات، أو طلبوا مني أن أكتب رسالة إلى قائد الرحلة وأسأله إن كانوا قد افتقدوا ملعقة من ملاعقهم أو حولوني إلى شركة التموين.



هل هذه أسئلة مفبركة من أجل صناعة برنامج مسلٍ؟ لكننا «ما خبرنا البرامج المسلية» يقدمها هذا النوع من المذيعين الذين يسبق أسماءهم لقب شيخ، أم أنها اجتهادات يجمعها معدو العمل كي يشيعوا ثقافة «اسألوا، لا تتركوا في نفسكم حاجة إلا وسألتم عنها»، ولكن ألا يتناقض هذا وتحذير «لا تسألوا عن أشياء إن تبد لنا تسؤنا»، والتي قد تتسبب بتضييق ساحة الحلال وتوسيع ساحة الحرام؟ المشكلة التي وجدتها ليست فقط في من يسأل، بل في من يجيب، فهو مستعد لأن يجيب عن كل سؤال، باستثناء طبعاً سؤال الزوج الخائف من زوجته، لهذا صاح فيه الشيخ: «أنت من صجك»؟ «يعني أنت بذمتك يا شيخ اللي من صجك»؟



 



balbishr@gmail.com





تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 11:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2899.htm