- حتى وإن حاولت المضي لتناول فكرة محلية حاضرة، إلا أن أحداث المشهد المصري ملأت مشهدنا المحلي حد الدهشة والاستغراب. مصر تستحوذ على الاهتمام الأبرز والأسخن والأحد طرحاً من بين القضايا الشائكة والمتوزعة على الخريطة العربية، ومن هنا سأنطلق من بوابة السؤال البريء والجريء: لماذا؟

- حتى وإن حاولت المضي لتناول فكرة محلية حاضرة، إلا أن أحداث المشهد المصري ملأت مشهدنا المحلي حد الدهشة والاستغراب. مصر تستحوذ على الاهتمام الأبرز والأسخن والأحد طرحاً من بين القضايا الشائكة والمتوزعة على الخريطة العربية، ومن هنا سأنطلق من بوابة السؤال البريء والجريء: لماذا؟
الثلاثاء, 20-أغسطس-2013
بقلم على القاسمي / الحياة -



حتى وإن حاولت المضي لتناول فكرة محلية حاضرة، إلا أن أحداث المشهد المصري ملأت مشهدنا المحلي حد الدهشة والاستغراب. مصر تستحوذ على الاهتمام الأبرز والأسخن والأحد طرحاً من بين القضايا الشائكة والمتوزعة على الخريطة العربية، ومن هنا سأنطلق من بوابة السؤال البريء والجريء: لماذا؟


لو افترضنا أن مشهد الرئاسة المصرية لم يكن لـ«الإخوان» فيه يد طولى، وملامح متناقصة في مكاسب كبرى من وراء كرسي السلطة، فهل سيكون بيننا من يتحمس للصراع المصري ويقاتل لأجله؟ وهل سنرزق بمن يمضي الساعات الطوال مجيّشاً ومحللاً ومفسراً ومؤلباً ومنتقداً ومشككاً وغاضباً ومتوعداً بمستقبل رديء وغارق في الانحطاط والانهزام وخذلان الدين؟


الدِين مع فريق العاطفة والمصالح المتباينة بات محصوراً في «الإخوان»، والانحسار الإخواني يعني وفق رؤى شريحتنا المحلية المتحمسة هزيمة للدين، وأقف الآن أمام جملة من ردود الفعل الداخلة لعمق تفاصيل التفاصيل في الصدام المصري، وأنا متأكد من أن العاطفة وحدها هي من يتحكم بجلّ الآراء، وتقود هذه الشريحة ومن يحبها إلى الزوايا التي يُقسمون أنها الآمنة المطمئنة، والعائدة بنا لمربع الأمان ومنطقة حفظ الدماء.


تغليب العقل لا يحدث إذا كانت العاطفة مشغولة بمهمات أخرى، والعاطفة لا تحتك بالعقل كثيراً إذا كان العقل المزعوم تحت بند التأجير، ولنا في تفاعل الإخوان المحليين مع نظرائهم في أرض الكنانة المثال الأوضح والأدق لمعركة العقل والعاطفة، والحسم حتى الآن للعاطفة، وبنسبة تماثل نسبة الفوز في الانتخابات العربية قبل ولادة الربيع العربي.


ما يحدث في شوارع وميادين مصر باعث ومحرك عنيف للألم، لكن مصر ليست الهم الأول وهو ما يقوله مسرح المعارضة الذي أقيم في «رابعة العدوية»، والدِين لم يكن الهدف الوحيد من وراء هذا الاندفاع غير المحسوب والغضب الجماهيري، فكثير من الأفعال الميدانية تتحدث عن نفسها وتقول إن الدِين هو الشماعة التي نعلق عليها التصرفات اللاإرادية، ونحيلها برفقته لمساحة تسحب أكبر كمية من التعاطف، في ظل أن الدين هو الشيء الوحيد الذي لا نقبل المساس به، لكننا نقرأ العناوين التي تتكئ على الدين، من غير أن نفتش بدقة في ما وراء هذه العناوين.


مصر أمام أزمة كبرى لا تحتمل إلا العقل وأن يريحها الله من أنصاف العقول، والذين يرون مستقبلها مقروءاً ومتوقفاً على عودة «الإخوان» للتجربة الأقصر ذات الطريق الشاق والطويل جداً.


لا أتفق مع تسرع الجيش في العلاج وإن كان الحل الذي أقدموا عليه بمثابة الحل الوحيد والمُر، ولكن يظل تفكير «الإخوان» بعيداً عن المنهجية والعقلانية، بل ومكشوف النوايا، وما أقوله قبل المغادرة على رغم أني أتيت لأجله في البدء أني سأظل كارهاً ومطالباً بمحاسبة من يحقن الشارع الداخلي بالبكائيات والنوائح، ويقوده إلى ورطة العاطفة، ويحيل شأن مصر الخاص وأحداثها الحالية إلى ما يشبه «غزوة بدر الكبرى»!


 


 


alialqassmi@hotmail.com






تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2745.htm