ارسل لموقع الاوراق برس مكتب مبعوث الامم المتحدة لقاء المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ مع قناة الحدث السعودية
الاوراق يعيد نشره مع استبدال كلمة الحوثيين بكلمة انصارالله كما هو:-
ضحى الزهيري: أبدأ معك من آخر التطورات إذًا ، خاصةً ما يحدث في الملاحة البحرية. بالأمس غرقت السفينة روبيمار التي استهدفها (انصارالله)قبل أسبوعين، إلى أيّ مدى غرق هذه السفينة يمثل مؤشرًا ليس فقط على حجم التصعيد الحوثي بل خطورته أيضًا على الملاحة البحرية و أيضًا على البيئة؟
المبعوث الخاص الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ: شكرًا لك. من الواضح والغني عن القول أن الأمم المتحدة تتابع التصعيد الأخير في المنطقة وكذلك التصعيد الذي شهدناه في البحر الأحمر بمستوى متزايد من القلق. وهذا القلق متعدد الجوانب ويمتد إلى مستويات مختلفة .
فمن ناحية، هناك بعد عسكري وسياسي واضح لذلك التصعيد، وهو مصدر قلق من جهتنا . ولكن من الواضح أن هناك أيضًا الجانب الآخر الذي تحدثتي عنه للتو، وهو التهديد وما يعنيه ذلك بالنسبة لحرية الملاحة، وكذلك عواقبه على البيئة عندما نرى السفن تغرق كما رأينا مع روبيمار.
ومن هذا المنظور، قضيت جزءً كبيرًا من الأمس على اتصال وثيق مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، جوليان هارنس، لمناقشة الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تقييم الآثار المترتبة على غرق السفينة على البحر الأحمر.
وفي هذا السياق، سيسافر خمسة خبراء إلى اليمن في غضون 48 ساعة، من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وسيبدأون، بالتنسيق الوثيق مع وزارة البيئة في اليمن، في إجراء بعض التقييمات للعواقب التي قد تترتب على غرق السفينة روبيمار في البحر الأحمر.
الزهيري: تحدثت عن خارطة طريق في ديسمبر، هل ترى أن لهذه الخارطة الآن فرصة للنجاح أم أن التوترات الحاصلة والتصعيد (انصارالله) في الملاحة البحرية وخليج عدن بالإضافة إلى تصنيف الولايات المتحدة أو إعادة تصنيف الولايات المتحدة (انصارالله) على قوائم الارهاب أربكت الحسابات بشكل كامل؟
غروندبرغ: أعتقد بقوة بأن خارطة الطريق التي نعمل عليها مع الأطراف ليست فقط ممكنة، بل إنه من الضروري أن تصل الأطراف إلى هذا المستوى من التفاهم من أجل الاستفادة من التقدم الذي شهدناه حتى الآن، وبشكل يأخذ اليمن نحو الخطوات الأكثر أهمية التي يتعين اتخاذها، نحو وقف إطلاق النار وعملية سياسية. لذا، من وجهة النظر هذه، لا أريد أن أعتقد أن ذلك ممكن فحسب، بل هو ضروري للغاية.
إلا أنه من الواضح، كما قلتِ، أن البيئة، بيئة الوساطة، أصبحت أكثر تعقيدًا نظرًا للتطورات الأخيرة في المنطقة. وهذا شيء يفهمه أي شخص يتابع التطورات في الشرق الأوسط. لكنها ليست مسألة أو عقبة من المستحيل التغلب عليها في رأيي. وأعتقد أن لدينا بالتأكيد الإمكانية لتحقيق ذلك.
والأهم من ذلك، و هو أمر أعتقد أنه مفهوم لليميين أنفسهم جيدًا، الأهم من ذلك أن احتياجات اليمن ستظل قائمة مع أو بدون التصعيد الحالي في المنطقة.
فستبقى حاجة اليمنيين فيما يتعلق بضرورة دفع الرواتب قائمة. هناك أيضًا حاجة لفتح الطرق في اليمن.هناك حاجة إلى أن يتمكن اليمنيون من السفر داخل اليمن وخارجه. هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار حتى يتمكن اليمنيون من العيش مرة أخرى مع ضمان عدم عودة الحرب. وأخيرًا، هناك حاجة أيضًا إلى استئناف العملية السياسية حتى يتمكن اليمنيون من تحديد مستقبلهم بأنفسهم. لذا فإن هذه الأولويات التي أبرزتها للتو تظل أولوية للأمم المتحدة وهذا أمر سأركز عليه مع أو بدون التصعيد الحالي الذي نشهده. ويظل ذلك أولوية عمل الأمم المتحدة.
الزهيري: أشرت منذ قليل إلى حياة اليمنيين ، الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائمًا تعارض إعادة (انصارالله) على قوائم الإرهاب خوفًا من تأثير ذلك على عملية السلام وعلى إرسال المساعدات على حالة وحياة اليمنيين. الآن وبعد إعادتهم، إلى أي مدى إعادة الحوثيين على قوائم الارهاب مرة أخرى، إلى أيّ مدى يؤثر ذلك على الاقتصاد اليمني وعلى حياة اليمنيين وعلى المساعدات الإنسانية؟
غروندبرغ: نعم، هذا سؤال مهم، وهو سؤال نتابعه بقلق ومسألة نوليها أولوية كبيرة.
وفي كل الظروف المماثلة، فإن الأولوية الأولى هي تقييم تأثير هذا التصنيف على قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية. هذه هي الأولوية الأولى. وهنا قد تكونوا استمعتم إلى زملائي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة الإنسانية في الإحاطة المفتوحة لمجلس الأمن في شهر فبراير/شباط، حيث عرضوا وجهات نظرهم بشأن هذه المسألة. وهم على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة لضمان حصول الأمم المتحدة على التراخيص اللازمة لتكون قادرة على تنفيذ ومواصلة الدعم الإنساني لليمن.
سؤالك يسلط الضوء أيضًا على قضية أوسع، وهي المسألة المتعلقة بالاقتصاد. إنه أمر مهم لأنه في مواقف مثل تلك التي نراها الآن في اليمن، هناك دائمًا مخاوف أن التصنيف قد يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد ككل، وهو أمر نتابعه عن كثب.
يقودني هذا إلى التأكيد على مركزية الاقتصاد في وضع مثل الذي نراه في اليمن. وهي قضية ركزت عليها وأبرزتها في مناسبات عديدة، وملف أعتقد أن له القدرة على تحقيق نتائج ملموسة حقيقية لليمنيين إذا تمت إدارته بشكل جيد في سياق جهود الوساطة التي ننخرط فيها مع الأطراف أنفسهم. وهذا هو السبب أيضًا وراء دمجنا الاقتصاد كجزء من المسارات التي نريد أن نراها تتحقق في إطار خارطة الطريق. وأعمل الآن مع الأطراف لإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة حيث يمكن معالجة المسائل المتعلقة بتكامل الاقتصاد اليمني
ومن الواضح أننا لا نحتاج إلى اتخاذ جميع الخطوات دفعة واحدة. ويتعين علينا أن نتخذ خطوة بخطوة من أجل تحقيق نتائج ملموسة، ولكن أيضًا بقدر كبير من الإلحاح من أجل معالجة التحديات التي يواجهها اليمنيون بشكل يومي.
الزهيري: هذه النقطة تأخذنا أيضًا إلى مواقف أخرى دولية ، هناك مواقف دولية اتخذت بعد التصعيد (انصارالله) في الملاحة البحرية من حارس الازدهار إلى الضربات الأمريكية البريطانية إلى القوة الأوربية الدفاعية التي شكلها الإتحاد الأوربي ثم إعادة الولايات المتحدة الأمريكية انصارالله على قوائم الإرهاب، هل هذه التطورات للمواقف الدولية الجديدة هل تقضي على المساعي الرامية لإحلال السلام أم تعقدها؟
غروندبرغ: كما ذكرت في ردودي السابقة، لا أعتقد أنه يمكننا تجاهل ضرورة إدراك أن زعزعة استقرار الوضع، والوضع الحالي في الشرق الأوسط، يولد بيئة معقدة بالنسبة للتوصل إلى الحلول عبر الوساطة بشكل عام.
وأعتقد أن أحد أهم الأسباب لذلك هو أن أولوية العالم والمجتمع الدولي تصبح أولوية فورية ومرتبطة بالتصعيد الحالي. وهذا عامل للتعقيد وحقيقة نحتاج إلى التعامل معها.
لكنه لا ينتقص، وقد قلت ذلك سابقًا، إنه لا ينتقص، ولا ينفي المسار طويل المدى الذي ننخرط فيه عندما يتعلق الأمر باليمن. ولا يعني أن الجهود التي بذلناها هي جهود خاطئة . بل على العكس من ذلك، إنه يؤكد فقط على الضرورة الملحة لإحراز تقدم في التوصل إلى نتائج ملموسة وتحقيق اختراق عندما يتعلق الأمر بالوساطة الخاصة بخارطة الطريق وبجميع العناصر ذات الصلة التي يتعين القيام بها في سبيل هذه الغاية.
الزهيري: نبقى في نقطة المواقف الدولية ، هناك خلاف كبير بين روسيا و الولايات المتحدة حول التصعيد في البحر الأحمر ، كيف تتعاملون مع هذا الخلاف الكبير الذي الذي يتجسد في كل جلسة مجلس أمن تدعو لها روسيا حول ما يحدث في البحر الأحمر؟
غروندبرغ: نعم، أعتقد أن حقيقة أن التطور الحالي في الشرق الأوسط قد ولّد مقاربات مختلفة ووجهات نظر مختلفة بين العديد من الدول الأعضاء وهذا أمر ليس أمرًا خارجًا عن المألوف. ومن الواضح أنها مسألة تثير قلق أولئك الذين يتابعون السؤال، ولكنها أيضًا مسألة أعتقد أننا سنكون قادرين على التغلب عليها.
وسبب هذا الاعتقاد، مرة أخرى بالعودة إلى اليمن، هو أن المجتمع الدولي، عندما يتعلق الأمر بالمسار طويل المدى لليمن، لم يتحرك. إنهم لا يزالون متحدين، ولا يوجد خلاف من حيث النهج عندما يتعلق الأمر بالمسار طويل المدى الذي يجب أن يتجه إليه اليمن، وهو سلام عادل من أجل اليمنيين، سلام مستدام وعادل من أجل اليمن يتوصل إليه اليمنيون من خلال المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
وهنا، أينما سافرت، بغض النظر عما إذا سافرت إلى واشنطن، أو إلى موسكو أو إذا ذهبت إلى بكين أو إلى لندن أو إلى باريس، فسوف أتلقى نفس المستوى من الدعم لهذا المسار طويل المدى.
لذا، فإن الاعتقاد والأمل اللذين أحملهما معي في هذه الجهود التي أنخرط فيها وتعمل عليها الأمم المتحدة يعتمدان على الدعم القوي الذي نتلقاه من المجتمع الدولي بشأن الجهود طويلة الأجل التي نبذلها عندما يتعلق الأمر باليمن على هذا النحو.
الزهيري: ماذا عن الدور السعودي؟ ما أهمية الدو الذي تلعبه السعودية الآن خاصة فيما يتعلق بتجنيب عملية السلام الصدام أو تأثيرات الصدام (انصارالله) الأمريكي؟
غروندبرغ: إن دور المملكة العربية السعودية، وأريد أيضًا أن أضيف دور سلطنة عمان، في دعم جهود الأمم المتحدة، وجهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، في السنوات الأخيرة، كان بالغ الأهمية.
وبما أن هذه الدول هي الدول المجاورة لليمن، فأنا لا أتوقع أقل من ذلك، ومن أن تظل هذه الدول متقدمة قدر الإمكان لتحقيق تطور إيجابي في جهود الوساطة اليمنية.
ويصبح ذلك أكثر أهمية في حال توصلنا إلى اختراق في خارطة الطريق وانتقلنا إلى التنفيذ. إن الدعم الذي أحتاجه من المنطقة والدعم الذي سأحتاجه من جيران اليمن، من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، سيظل بالغ الأهمية كما كان دائمًا.
الزهيري: نعم ، أيضًا بالنسبة لإيران ، كيف تتعامل الأمم المتحدة مع الموقف الإيراني و الدور الإيراني في ظل اتهامات موجهة لإيران ليس فقط بإعاقة السلام في اليمن ولكن بتأجيج الصراع في البحر الأحمر؟
غروندبرغ: عندما ذكرت سابقًا أنني بحاجة إلى دعم المنطقة، أريد أيضًا توسيع هذا المفهوم للمنطقة ولا أريد استبعاد أحد. وبهذا المعنى، فربما لاحظتم منذ بداية فترة ولايتي أنني أنشأت خط اتصال ثابت ومفتوح وجدير بالثقة مع إيران عندما يتعلق الأمر بتسوية الصراع في اليمن.
لقد زرت إيران مرات عديدة. لقد كنت هناك منذ حوالي ثلاثة أسابيع حيث أجريت مناقشات طويلة ومهمة مع وزير الخارجية وقد ناقشنا ليس فقط المخاوف بشأن التصعيد في المنطقة ولكن أيضًا الحاجة إلى دعم متضافر لجهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع في اليمن.
وسوف تحتاج هذه المناقشات إلى أن تستمر، وسيتعين عليها أن تستمر بغض النظر عن الوضع في المنطقة لأن هذا هو الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة. فنحن نبقي قنوات الاتصال مفتوحة؛ وسنبحث عن الدعم حيثما نستطيع الحصول عليه.
وأتوقع مواصلة الانخراط البنّاء للإيرانيين في هذه القضية.
الزهيري: لكنك أيضًا أشرت إلى المنطقة ، هل يعني ذلك أنه لا يمكن تحقيق سلام في اليمن بمشاركة إيران وبمعزل عن بقية الملفات الإقليمية ذات الصلة بإيران؟ (لبنان، العراق، سوريا)؟
غروندبرغ: إن السؤال الذي تطرحينه هو سؤال مهم للغاية. وأعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يفهم الجميع ذلك وأن يدركوا أن اليمن لا ينبغي ولا يمكن أن ينظر إليه على أنه حاشية جانبية في سياق إقليمي أوسع.
اليمن بلد رائع للغاية يضم 30 مليون يمني عانوا لفترة طويلة. وهم يحتاجون ويستحقون فرصة لتحقيق السلام العادل. وهذه هي الأولوية التي ستظل في صميم عملي.
وهنا أعتقد أنه من الخطر البدء بربط تلك الجهود بالتطورات الأوسع في المنطقة ، وهو أمر أود تجنبه إلى أقصى حد ممكن.
ولكن، بالمثل، أعتقد أننا إذا توصلنا على سبيل المثال إلى تقدم في جهود الوساطة التي نراها في اليمن وولد شكلاً من أشكال الاستقرار والاستقرار المستدام في اليمن، فأنا متأكد من أن هذا سيكون له تأثير إيجابي على المنطقة كما آمل.
وبالمثل، إذا تحقق المزيد من الاستقرار في المنطقة، فقد يكون لذلك تأثير إيجابي على الوساطة التي نقوم بها في اليمن.
لكن الارتباط المتبادل أو المشروط أمر أريد تجنبه، ولهذا السبب سأظل أركز في النهاية على اليمن والعمل على ضمان تمكين اليمنيين من تحديد مستقبلهم.
الزهيري: المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ شكرًا جزيلاً على إتاحة هذه الفرصة لنا . شكرًا جزيلاً.
غروندبرغ: شكرًا جزيلاً. سررت كثيرًا باللقاء.