- لاول مرة الشيخ الجبوب احد مشائخ ريمة يكشف اسرار عن ريمة وعن هنجمة مشائخها وخطط لتحويل ريمة الى سلة غذائية

- لاول مرة الشيخ الجبوب احد مشائخ ريمة يكشف اسرار عن ريمة وعن هنجمة مشائخها وخطط لتحويل ريمة الى سلة غذائية
الإثنين, 18-سبتمبر-2023



امتازت الأعراف والأسلاف والعادات والتقاليد القبلية بقداسة وحضور في حياة ووجدان الإنسان اليمني، وعرفت القبيلة منذ القدم بوحدة الصف في مواجهة العدوّ وبـ”الغُرْم” والعون والتعاون في الزراعة، وكذا التكافل الاجتماعي بين أفراد القرية الواحدة والقبائل فيما بينها.. طقوس جامعة وموحدة لأفراد القبيلة لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال.

على مدى ثمان سنوات في مواجهة العدوان الغاشم، برهنت القبيلة اليمنية على هويتها الموحدة والجامعة والقوية أنها لا زالت مترابطة وعصية، ولن تخضع للاستعمار، ولن تقبل على أراضيها بأجنبي، وأنها مقبرة الغزاة، ولم تخضع لطاغية على مر التاريخ، بل، ولم ترض بأن يتوقف دورها في النهوض بالمشروع الحضاري الذي أعلنه الرئيس الشهيد صالح الصماد «يد تبني، ويد تحمي» عند رفد الجبهات بالمقاتلين الشجعان وبالقوافل الغذائية وبالمال والسلاح. وإنما انطلقت، وبما لديها من مخزون ثقافة العون والغرم والنكف، إلى النهوض بالشق الآخر من المشروع، ومن خلال المبادرات المجتمعية والمشاركة المجتمعية الواسعة إلى مسار البناء التنموي والحضاري، شقت الطرقات، وشيدت السدود والحواجز المائية والمدارس والمراكز الصحية، ونفذت حملات مكافحة الآفات الزراعية والأمراض الوبائية.

للمزيد من توضيح الصورة عن الدور الجهادي للقبيلة اليمنية على الصعيدين التنموي والعسكري، كانت لـ «الثورة» فرصة الالتقاء بأحد مشايخ وأعيان القبيلة اليمنية، وهو الشيخ التنموي حيدر حسن الجبوب، مدير عام مديرية كسمة- محافظة ريمة.. نترككم مع تفاصيل هذا الحوار:

حاوره/ يحيى الربيعي

 البداية، نرحب بالشيخ حيدر، ونود أن نتعرف من خلاله عن دور القبيلة اليمنية الفعال في كل المسارات الجهادية؟

القبيلة هي الامتداد الطبيعي للحضارة التنموية اليمنية عبر التاريخ. فقد شكلت القبيلة البذرة الأساسية في التنمية كونها القائم الفعلي بعمليات زراعة الأرض والعناية بالثروة الحيوانية، وهي الجندي الأول في صفوف وميادين الجهاد والذود عن الكرامة اليمنية ضد المحتل الغازي الأجنبي على مر الحقب التاريخية التي مرت بها اليمن. والقبيلة هي بأني الحضارات اليمنية سبأ وحمير وذو ريدان ومعين. وبجهودها وتضافر أيدي أبنائها والتحام صفوفها سجلت صفحة ناصعة بالتاريخ وسابقة على العالم بالمشاركة الشعبية والقبلية في الحكم حتى أصبحت بلدة طيبة ورب غفور. والقبيلة اليمنية بمفهومها الحضاري هي أم الدولة اليمنية القديمة والحديثة، وهي أم الأنصار الذين آووا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونصروه وجاهدوا في الله حق جهاده، وبنوا دعائم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ومنها حملوا رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها. وكانوا الفاتحين والمستشارين وبناة الحضارة الاسلامية وكانوا شركاء في بناء الدولة الاسلامية.

والقبيلة اليمنية عرفت بأنها ومن خلال أعرافها الأصيلة البذرة الأولى في مسارات تحويل التحديات والصعوبات إلى فرص بناء وعطاء وثروة. فالقبيلي الذي سكن الجبال الشاهقة في ريمة والمحويت وحجة وغيرها من الجبال اليمنية، هو من حول تلك الجبال إلى مروج خضراء، بنى فيها المدرجات الزراعية وشيد فيها السدود والكرفانات والبرك والحواجز وحصد إليها مياه الأمطار واستغلها في خلق روضة غناء وفرص للحياة والسكن والعيش على قمم تلك الجبال وفي مناكبها من العدم.

القبيلة اليمنية لعبت دورا كبيرا في التصدي للعدوان والحصار على مدى ثمان سنوات، حين انطلقت إلى إحياء الأعراف اليمنية الأصيلة في النكف والغرم والجايش وبادرت إلى مد الجبهات بالرجال والمال، وصمدت في وجه الحصار الاقتصادي، فأعادت الاعتبار للأرض اليمنية المعطاءة بزراعة أصنافا من الحبوب والخضروات والفواكه واقامة المحميات الزراعية وتحسين المحاصيل.

وأطلقت المبادرات المجتمعية في شتى مجالات التنمية، فعلى سبيل المثال، في مديرية كسمة، نفذت القبيلة منذ بداية العدوان وإلى الآن أكثر من 36 طريقا ما بين شق ورصف، بالإضافة إلى عدد من المبادرات في بناء المدارس والمراكز الصحية، ونحن بصدد سفلتة بعض الطرق، التي انجزت لها الدراسات والمخططات ونحن منتظرين تدشين القيادة مرحلة البدء.

نبذة عن مراحل إطلاق المبادرات المجتمعية في ريمة؟

أولا: توجد لدينا قاعدة بيانات شاملة لكل عزلة وقرية فيها حصر شامل للقوة البشرية والامكانيات المادية، وتحتوي على كشف بالسكان المقيمين والمهاجرين سواء هجرة داخلية أو هجرة خارجية.

ثانيا: المبادرات تنطلق بدءا من وضع الفكرة في اجتماع للمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية، في كل عزلة أو المستفيدين من المشروع. ثم يتم التحشيد للمبادرة عبر فرسان التنمية والأشخاص المؤثرين الذين ينطلقون لعرض الفكرة على المواطنين وتحفيزهم.

وبعد التأكد من تجاوب المواطنين مع الفكرة، يتم عقد اللقاء التشاوري، والذي يتم خلاله حصر القادرين على المساهمة في تمويل المبادرة ماليا من أصحاب رؤوس الأموال المقيمين والمهاجرين داخل اليمن وخارجها من المغتربين والتجار والمقتدرين من مختلف الفئات.

ثم نعمل على توزيع الأدوار لتفاعل المجتمع ما بين ممولين وعمال بجهودهم ومتبرعين وبمرور الطريق من أراضيهم، هناك من يقدم التغذية والماء والمتاح من الأدوات والآلات من معاول وكمبريشنات وغيرها.

بمجرد أن تصل الفكرة إلى عزلة من العزل مثل جبل ظلملم، شعف، الجبوب، يامن، المغآرم، بني الطليلي حتى ينطلق أبناؤها إلى شق الطريق، وهكذا تنتشر فكرة المبادرة بالاقتداء واثارة الحماس والتنافس بين بعضها البعض من أجل المسارعة إلى تخفيف معاناة الانتقال ونقل المتاع وعلى وجه الخصوص إسعاف المرضى وحالات الولادات المتعسرة، التي كانت تحمل مربوطة على النعوش فوق الأكتاف عبر طرق مراحل طويلة تقطع مشيا على الأقدام مدة 8-12 ساعة، تموت بعضها قبل الوصول إلى المراكز الصحية والمستشفيات أو أثناء العودة.




وهكذا نجحت التنمية بتضافر جهود أبناء القبيلة، ونجحت القبيلة بإدارة طاقات المجتمع بفضل جهود المشايخ في تنسيق وتجميع الجهود، والتنسيق مع الجهات الرسمية في السلطة وفي الدولة. والمغتربون داخل اليمن وخارجها، ما يقصرون في ريمة اطلاقا.

مشايخنا ليسوا حق هنجمة، ولا حق ديولة فوق الناس. الشيخ والمواطن الرعوي المسكين والكبير والصغير، كلهم أسرة واحدة، ومنطلقين في مسار موحد، هو مواجهة الأزمات والتغلب على تحدياتها. الحاجة إلى العيش الكريم هي التي تساعد تجمع الكل على شور واحد ويد واحدة. وفي مسار قهر العدوان وكسر الحصار، تجمعت جهود الجميع.

اليوم الوطني للصمود 2023 - 1444اليوم الوطني للصمود 2023 - 1444مدونة-السلوك-الوظيفي

مديرية كسمة بصدد إطلاق 92 مبادرة في مجال حصاد مياه الأمطار من سدود وحواجز وبرك

مدير عام مديرية كسمة محافظة ريمة الشيخ حيدر حسن الجبوب لـ «الثورة»: القبيلة هي الامتداد الطبيعي للحضارة التنموية عبر التاريخ والجندي الأول في ساحات الجهاد

حوارات

On سبتمبر 16, 2023




 Share

المالية قدمت دعماً للمبادرات في المديرية بـ 3 آلاف كيس من الإسمنت و40 ألف لتر من مادة الديزل كمرحلة أولى

أصحاب رؤوس الأموال داخل اليمن وخارجها مثلوا الداعم الأساسي للتنمية في مناطقهم في ريمة

منهجية فرسان التنمية هي أولى بذرات الرؤية الوطنية التي باتت تؤتي أكلها في كل سهل وجبل وواد في ربوع اليمن

امتازت الأعراف والأسلاف والعادات والتقاليد القبلية بقداسة وحضور في حياة ووجدان الإنسان اليمني، وعرفت القبيلة منذ القدم بوحدة الصف في مواجهة العدوّ وبـ”الغُرْم” والعون والتعاون في الزراعة، وكذا التكافل الاجتماعي بين أفراد القرية الواحدة والقبائل فيما بينها.. طقوس جامعة وموحدة لأفراد القبيلة لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال.

على مدى ثمان سنوات في مواجهة العدوان الغاشم، برهنت القبيلة اليمنية على هويتها الموحدة والجامعة والقوية أنها لا زالت مترابطة وعصية، ولن تخضع للاستعمار، ولن تقبل على أراضيها بأجنبي، وأنها مقبرة الغزاة، ولم تخضع لطاغية على مر التاريخ، بل، ولم ترض بأن يتوقف دورها في النهوض بالمشروع الحضاري الذي أعلنه الرئيس الشهيد صالح الصماد «يد تبني، ويد تحمي» عند رفد الجبهات بالمقاتلين الشجعان وبالقوافل الغذائية وبالمال والسلاح. وإنما انطلقت، وبما لديها من مخزون ثقافة العون والغرم والنكف، إلى النهوض بالشق الآخر من المشروع، ومن خلال المبادرات المجتمعية والمشاركة المجتمعية الواسعة إلى مسار البناء التنموي والحضاري، شقت الطرقات، وشيدت السدود والحواجز المائية والمدارس والمراكز الصحية، ونفذت حملات مكافحة الآفات الزراعية والأمراض الوبائية.

للمزيد من توضيح الصورة عن الدور الجهادي للقبيلة اليمنية على الصعيدين التنموي والعسكري، كانت لـ «الثورة» فرصة الالتقاء بأحد مشايخ وأعيان القبيلة اليمنية، وهو الشيخ التنموي حيدر حسن الجبوب، مدير عام مديرية كسمة- محافظة ريمة.. نترككم مع تفاصيل هذا الحوار:

حاوره/ يحيى الربيعي




في البداية، نرحب بالشيخ حيدر، ونود أن نتعرف من خلاله عن دور القبيلة اليمنية الفعال في كل المسارات الجهادية؟

القبيلة هي الامتداد الطبيعي للحضارة التنموية اليمنية عبر التاريخ. فقد شكلت القبيلة البذرة الأساسية في التنمية كونها القائم الفعلي بعمليات زراعة الأرض والعناية بالثروة الحيوانية، وهي الجندي الأول في صفوف وميادين الجهاد والذود عن الكرامة اليمنية ضد المحتل الغازي الأجنبي على مر الحقب التاريخية التي مرت بها اليمن. والقبيلة هي بأني الحضارات اليمنية سبأ وحمير وذو ريدان ومعين. وبجهودها وتضافر أيدي أبنائها والتحام صفوفها سجلت صفحة ناصعة بالتاريخ وسابقة على العالم بالمشاركة الشعبية والقبلية في الحكم حتى أصبحت بلدة طيبة ورب غفور. والقبيلة اليمنية بمفهومها الحضاري هي أم الدولة اليمنية القديمة والحديثة، وهي أم الأنصار الذين آووا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونصروه وجاهدوا في الله حق جهاده، وبنوا دعائم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ومنها حملوا رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها. وكانوا الفاتحين والمستشارين وبناة الحضارة الاسلامية وكانوا شركاء في بناء الدولة الاسلامية.

والقبيلة اليمنية عرفت بأنها ومن خلال أعرافها الأصيلة البذرة الأولى في مسارات تحويل التحديات والصعوبات إلى فرص بناء وعطاء وثروة. فالقبيلي الذي سكن الجبال الشاهقة في ريمة والمحويت وحجة وغيرها من الجبال اليمنية، هو من حول تلك الجبال إلى مروج خضراء، بنى فيها المدرجات الزراعية وشيد فيها السدود والكرفانات والبرك والحواجز وحصد إليها مياه الأمطار واستغلها في خلق روضة غناء وفرص للحياة والسكن والعيش على قمم تلك الجبال وفي مناكبها من العدم.

القبيلة اليمنية لعبت دورا كبيرا في التصدي للعدوان والحصار على مدى ثمان سنوات، حين انطلقت إلى إحياء الأعراف اليمنية الأصيلة في النكف والغرم والجايش وبادرت إلى مد الجبهات بالرجال والمال، وصمدت في وجه الحصار الاقتصادي، فأعادت الاعتبار للأرض اليمنية المعطاءة بزراعة أصنافا من الحبوب والخضروات والفواكه واقامة المحميات الزراعية وتحسين المحاصيل.

وأطلقت المبادرات المجتمعية في شتى مجالات التنمية، فعلى سبيل المثال، في مديرية كسمة، نفذت القبيلة منذ بداية العدوان وإلى الآن أكثر من 36 طريقا ما بين شق ورصف، بالإضافة إلى عدد من المبادرات في بناء المدارس والمراكز الصحية، ونحن بصدد سفلتة بعض الطرق، التي انجزت لها الدراسات والمخططات ونحن منتظرين تدشين القيادة مرحلة البدء.




نبذة عن مراحل إطلاق المبادرات المجتمعية في ريمة؟

أولا: توجد لدينا قاعدة بيانات شاملة لكل عزلة وقرية فيها حصر شامل للقوة البشرية والامكانيات المادية، وتحتوي على كشف بالسكان المقيمين والمهاجرين سواء هجرة داخلية أو هجرة خارجية.

ثانيا: المبادرات تنطلق بدءا من وضع الفكرة في اجتماع للمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية، في كل عزلة أو المستفيدين من المشروع. ثم يتم التحشيد للمبادرة عبر فرسان التنمية والأشخاص المؤثرين الذين ينطلقون لعرض الفكرة على المواطنين وتحفيزهم.

وبعد التأكد من تجاوب المواطنين مع الفكرة، يتم عقد اللقاء التشاوري، والذي يتم خلاله حصر القادرين على المساهمة في تمويل المبادرة ماليا من أصحاب رؤوس الأموال المقيمين والمهاجرين داخل اليمن وخارجها من المغتربين والتجار والمقتدرين من مختلف الفئات.

ثم نعمل على توزيع الأدوار لتفاعل المجتمع ما بين ممولين وعمال بجهودهم ومتبرعين وبمرور الطريق من أراضيهم، هناك من يقدم التغذية والماء والمتاح من الأدوات والآلات من معاول وكمبريشنات وغيرها.

بمجرد أن تصل الفكرة إلى عزلة من العزل مثل جبل ظلملم، شعف، الجبوب، يامن، المغآرم، بني الطليلي حتى ينطلق أبناؤها إلى شق الطريق، وهكذا تنتشر فكرة المبادرة بالاقتداء واثارة الحماس والتنافس بين بعضها البعض من أجل المسارعة إلى تخفيف معاناة الانتقال ونقل المتاع وعلى وجه الخصوص إسعاف المرضى وحالات الولادات المتعسرة، التي كانت تحمل مربوطة على النعوش فوق الأكتاف عبر طرق مراحل طويلة تقطع مشيا على الأقدام مدة 8-12 ساعة، تموت بعضها قبل الوصول إلى المراكز الصحية والمستشفيات أو أثناء العودة.




من وجهة نظركم، ما هي المقومات التي ساعدت على نجاح المبادرات رغم الصعوبات الكبيرة التي تعد الوعورة أولها؟

غرس اليقين بالاعتماد على الذات وعدم الانتظار لأي جهة حكومية أو خارجية مثلت أهم عوامل انجاح العمل التعاوني عموما، بالإضافة إلى التشجيع والاهتمام بهذه المبادرات من قبل المحافظ والقيادة الثورية والسياسية وهناك عوامل أخرى مثل انتشار منصات التواصل الاجتماعي في كل بيت بل عند كل شخص فبمجرد تشكيل لجنة مجتمعية حتى  تقوم بإنشاء مجموعة في التواصل الاجتماعي (واتس أو تيلجرام)، تضم عامة المستفيدين من مشروع المبادرة، وتوضع فيها الدراسة، والتكلفة التقديرية ويتم تشكيل صندوق خاص  تجمع فيه التبرعات، وتقوم بتوفير متطلبات البدء في العمل، وينطلق الناس للمبادرة في شق أو رصف الطريق المبادرة، بالمتاح من الجهود والإمكانيات، والله يسهل ويبارك في تلك الجهود والامكانيات، هناك من يبادر بجهده، وهناك من يوفر الأكل. المهم الكل ينطلق في شق الطرقات. وفي كل عمل خيري كبناء مدرسة او وحدة صحية.

وهكذا نجحت التنمية بتضافر جهود أبناء القبيلة، ونجحت القبيلة بإدارة طاقات المجتمع بفضل جهود المشايخ في تنسيق وتجميع الجهود، والتنسيق مع الجهات الرسمية في السلطة وفي الدولة. والمغتربون داخل اليمن وخارجها، ما يقصرون في ريمة اطلاقا.

مشايخنا ليسوا حق هنجمة، ولا حق ديولة فوق الناس. الشيخ والمواطن الرعوي المسكين والكبير والصغير، كلهم أسرة واحدة، ومنطلقين في مسار موحد، هو مواجهة الأزمات والتغلب على تحدياتها. الحاجة إلى العيش الكريم هي التي تساعد تجمع الكل على شور واحد ويد واحدة. وفي مسار قهر العدوان وكسر الحصار، تجمعت جهود الجميع.




نفهم من حديثكم أن الشيخ في القبيلة، هو المسؤول عن توزيع الأدوار والمهام بين أفراد القبيلة لأي عمل أو مشروع أو غرم أو جايش أو صلح أو مقدام أو خلافه؟

الشيخ يلعب دور الأب في القبيلة وهو صمام الأمان ومحور كل الأنشطة في القبيلة وهو الأب الذي يرعى مصالح أفراد الأسرة، ويخاف عليهم وينظم شؤونهم. يعرف ما الذي ينفعهم، وما الذي قد يضرهم من منطلق خبرة عميقة وعقلية راجحة. وما أعطي من فهم وخبرة في الحياة. وهو من يجمع أفرادها على شور واحد، وينظم أدوارهم ويتواصل بهم في الداخل وفي الخارج، وهو من يساهم في وضع الدراسات لمشاريع المبادرات المجتمعية، ويتعاون مع كل مشروع على حدة في العزل.

عندنا، مثلا، في عزلة الجبوب، أشرفت شخصيا على مشروع طريق من أربع مراحل. مرحلة أولى إلى القرى القريبة، ومرحلة ثانية إلى القرى التي تليها، وهكذا في المرحلة الثالثة والرابعة. وكل مرحلة المستفيدون من ابناء القرى هم من يقوم بتوفير متطلباتها من الجهود والامكانيات، وهناك من المواطنين من ظل يتبرع في كل المراحل، ولا يزال على استعداد لمواصلة التبرع لمراحل قادمة، علما بأن الطريق يبلغ طولها حوالي 36 كيلومتراً.




وماذا عن دور السلطة المحلية على مستوى المديرية والمحافظة؟

السلطة المحلية ممثلة بالأخ محافظ المحافظة اللواء فارس الحباري تقوم بدورها الكبير والفاعل من الاشراف والمتابعة والتشجيع المعنوي، وتوفير المتاح من الامكانيات، فقد ساهمت بتوفير المعدات من دركتلات شق وبكلينات، وكذلك وحدة التدخلات المركزية بوزارة المالية التي قدمت دعما للمبادرات في المديرية بـ 3 آلاف كيس من الأسمنت، وحوالي 40 ألف لتر من مادة الديزل كمرحلة أولى.

مؤسسة بنيان التنموية قامت بتدريب عدد من فرسان التنمية وفرسان الهندسة من أبناء القبيلة. وهؤلاء الفتية لهم دور كبير، هم الوسيط العادل بين الوحدة والمجتمع، بالإضافة إلى دورهم الأساسي في التوعية والتحشيد والتحفيز في أوساط المجتمعات في العزل والقرى، ساندوا في وضع اللمسات الفنية على مخططات ودراسات لمبادرات الطرق وغيرها، وتدريب فرسان تنمية في كل قرية.

مصطلح المبادرة الذي أتى به فرسان التنمية، كيف نظرتم إليه في البداية؟

فرسان التنمية، لم يأت بالشيء الجديد، ودورهم ليس بالغريب. دورهم كان إحياء روح المبادرة التي غيبت لعقود من الزمن بفعل شغل المنظمات ومشاريعها الإغاثية والمساعدات التي حولت المواطن اليمني من فاعل للتنمية إلى مستجد للعون والإغاثة. الفرسان زادوا المجتمع قوة وصلابة بنشرهم الوعي بمبادئ التنمية المستدامة القائمة على هدى الله والمشاركة المجتمعية الواسعة. الوعي الذي زادهم قوة في مواجهة التحديات التي فرضت بفعل العدوان والحصار وتحويلها إلى فرص. المجتمع بادر وانطلق مع التعاونيات ومع المجالس المحلية في زمن الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، رحمه الله، وهو الآن ينطلق في مسارات العمل التعاوني والجمعيات التعاونية.




كما عرفنا منكم، أن القبيلة مثلت، وعبر التاريخ، كيان الأسرة الواحدة التي يقود زمام أمورها الشيخ. ما الذي قدمته القبيلة في مسار بناء الحضارات اليمنية في مجال التنمية وتجسيد وتوطيد عرى العمل التعاوني؟

الأحداث قديماً وحديثاً أثبتت أن دورَ القبيلة ليس فقط في عملية التنمية بل مساهمتها في حماية اليمن من الغزو الأجنبي، كما أن الدور الجوهري للقبيلة اليمنية ليس وليدَ اللحظة بقدر ما تعد القبيلة بنية اجتماعية قيمية أخلاقية متأصلة ضاربة في عمق التاريخ.

وللقبيلة دور أساسي وإيجابي في مسار بناء الحضارات اليمنية، ومن أفضل الأدوار التي تقوم بها القبيلة أن الشيخ هو من يقود عملية الربط ما بين الأمين والمواطنين فيما يتعلق بتوثيق الملكيات وتحرير العقود وكل ما له علاقة بالمكاتبات وتعيين فروض الزكاة وخلافه. والشيخ هو الذي يقوم بحل النزاعات، هو حلقة الوصل فيما بين الدولة والمواطن، هو مرجعية قبيلته وهمزة وصلها في كل اتجاه.

وفي العرف القبلي يوجد «الجايش» و«العانة» و«الغرم»، وكلها تحصل، والشيخ هو مرجعية الكل في العرف القبلي عند المواطنين. أنا، مثلا، كمواطن ما يحدث من طارئ حول القبيلة أو يصل إليها نجتمع مع الإخوة المشايخ في المديرية بحكم أنهم صمام أمان، وهم يمثلون الدولة. الآن، وفي خضم معركة المواجهة مع العدوان، الشيخ هو القائد في قبيلته يحشد للجبهة، ويحشد القوافل، وهو من يقود المسار التنموي من خلال الترتيب للمبادرات المجتمعية ويحفز المواطنين على تشكيل الجمعية. وهو من يتولى حل النزاعات، وإعادة المياه إلى مجاريها. طبعا، القبيلة اليمنية هي واحدة من المهرة إلى صعدة، ومن مارب إلى ريمة والحديدة وعدن، وكل منطقة يمنية هي قبيلة تقوم على نفس المبادئ والأعراف مع اختلافات بسيطة.

ما بعد ثورة الـ 21 سبتمبر 2014م، هو عهد جديد حمل العديد من المتغيرات والمفاهيم التنموية.. ما الخطوات التي تساهم بها القبيلة في هذا المسار؟

منهجية فرسان التنمية هي أولى بذرات الرؤية الوطنية التي باتت تؤتي أكلها في كل سهل وجبل وواد في ربوع اليمن، وهي السنبلة التي تتضاعف عطاءاتها التطوعية آلاف الأضعاف.. المنهجية ثورة تنموية شاملة.. ثورة في المجال زراعي بشقيه النباتي والحيواني.. في الحفاظ على البيئة وتنمية الغطاء النباتي، ثورة خدمات في مجالات الطرق والصحة والتعليم والمشاتل…إلخ، ثورة أعادت الاعتبار لكرامة الإنسان اليمني، الذي ظل على مر العصور يأكل مما يزرع، ويلبس مما يصنع، ويتداوى بأعشاب الأرض الطيبة. هذه الثورة هي أولويات كل يمني حر. كل شيخ وقبيلي، مزارع، تاجر، ومهندس وطبيب وموظف معني بها. الجميع لابد أن نشبك أيدينا ونستجمع طاقاتنا وتتضافر جهودنا، وتتكامل قوانا وأدورنا كي نكتفي بزراعتنا ولا نعتمد على الغير.

عندما نعتمد على أنفسنا، هي هذه القوة. بعد اليوم، وبعون الله، ثم موجهات قائد الثورة، وتوجيهات المجلس السياسي الأعلى، لن نعتمد على الغير في زراعة حبة قمح، سنزرع أرضنا من بذورنا، لن نستورد من الخارج أي شيء، سنحرر قرارنا الاقتصادي.

ستعود ريمة كما كانت تصدر البن بآلاف الأطنان، والقمح والذرة بواخر. ستزرع ريمة الحنطة والزنجبيل والهرد والتمر الهندي، وكل أصناف الفواكه. سيعود السفرجل والفرسك والبرقوق. ستعود التنمية الزراعية إلى جبال وسهول ووديان ريمة. لأن المأثور «إنك إذا كنت رعوي، ويدك تمتد للجار، ما عادك رعوي. قدك مطلبي».

الهجرة أساس المشاكل وأساس الوضع الآن في ريمة. وقلت المحاصيل وفوق ذلك جاءت المنظمات وسحرتنا حين بدأت تدي لنا البر ومن أردى البر في العالم. نسعى لنشر الوعي بخطورة عمل المنظمات، ونحاول إنهاء ما غرسته من اتكالية في النفوس.

علينا أن نقوم بالزراعة مثلما كان آباؤنا وأجدادنا. وهذا ما نحن بصدده من خلال ما يجري من حراك ثوري زراعي تقوده الدولة ممثلة باللجنة الزراعية والزراعة والري والسلطات المحلية استجابة لموجهات قائد الثورة بضرورة الاستفادة من مياه الأمطار.

لدينا حاليا قائمة بحوالي 92 مبادرة في مجال حصاد مياه الأمطار من سدود وحواجز وبرك سيتم إطلاقها في مديرية كسمة، وقد اتفقنا مع الإخوة في مؤسسة بنيان التنموية ممثلة بالأخ المهندس محمد المداني المدير التنفيذي، بأن يبادر فريق هندسي لزيارة المنطقة للاطلاع على مواقع هذه المشاريع، ووضع الدراسات اللازمة لتلك المشاريع.

كما أننا ندرس إمكانية استبدال أشجار الطلح بأشجار حمضيات ولوز وبرقوق، على أمل أن يكون لها أثر طيب في عمل هجرة عكسية من المدينة إلى القرية.. وفعلا، قد بدأ أناس بالعودة إلى قراهم ومزارعهم. خاصة أولئك الذين أدركوا الفارق بين أن يعيش الإنسان في أرضه وبين أهله، وبين الجعجعة في البيوت الإيجار، والبحث عن لقمة العيش. أدركوا أن لتنمية تبدأ من الاهتمام بالأرض. كثير هم رجعوا من المدينة إلى الريف. حتى الميسورين من أصحاب التجارة والعقارات، بدأ الكثير منهم يدرك أهمية النهوض بالريف وتحسين سبل العيش في القرى.

أكثر التجار من أبناء ريمة متواجدين في صنعاء، وهم، الآن، أكثر من ينفق على بعض مشاريع ومبادرات الطرقات في القرى. الكل، تجار ومغتربين وهناك، إن شاء الله نتعاون، ونقوم على تنمية بلادنا.

الشيخ التنموي حيدر الجبوب، أنموذج يحتذى بما يقدمه من جهود على مسار التنمية، ودعم المبادرات المجتمعية. ما الذي ينصح به غيره من المشايخ؟

المشايخ في اليمن عموما، وفي ريمة خاصة، هم قادة الميدان على كل المستويات، وإنما للمزيد من التأكيد ليس أكثر، أنصح الجميع مشايخ ورعية: الآن، وخاصة عقب ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، لم يعد أمامنا إلا أن نشمر السواعد، وأن يكون الكل ثوريين جهاديين ضمن مشروع الشهيد الرئيس الصماد سلام الله عليه «يد تبني، ويد تحمي». ثورة مستمرة بلا كلل ولا ملل وعلى كافة الأصعدة العسكرية والتنموية.




الجمعية التعاونية، تمثل ركيزة مهمة وأساسية لتنظيم حركة المجتمع في المسار التنموي. ما الدور الذي يلعبه الشيخ في مسار تشكيل الجمعيات وإسنادها؟

تم تشكيل الجمعية في المرحلة الأولى إلا أن ثمة ظروف عرقلت مسيرتها، مما دفعنا إلى تشكيل جمعية واحدة وضعت لها دراسات. وبصدد تدريب ما يقرب من سبعين فارسا ليتولوا قيادة وإدارة مراحل التشكيل وجمع المساهمات المجتمعية. وبإذن الله ستكون أول جمعية نموذجية في مديرية كسمة.




كلمة أخيرة للشيخ حيدر؟

في ظل قيادة حكيمة.. قيادة ثورية.. قيادة رفعت رأس اليمن عاليا بحكمة وحنكة وأثبتت قدرتها على إجبار قوى التحالف ومن يسير في فلكهم احترام اليمن وحريته، وسيأتي اليوم الذي يجبر فيه هذا العدوان الغاشم على الاعتراف بحق اليمن كل اليمن في الاستقلال وفرض السيادة اليمنية المستقلة على كامل أرضيه الطبيعية برا وبحرا وجوا. سيأتي العدوان ويسلم مرتباتنا مطأطأ الرأس. سيسلم رواتبنا من ثرواتنا التي ينهبها، وليس فضلا منه.

سيعود اليمن أرضا وإنسانا شامخا كما عرف عبر حقب التاريخ.. ومن على هذا المنبر اليمني الحر (صحيفة الثورة)، نعاهد الله، ثم نعاهد السيد القائد، أننا صفا واحدا في وجه هذا العدوان، وأن ما يفرضه من حصار اقتصادي، لابد ينكسر على أيدي أبناء القبائل اليمنية الشرفاء، نعاهد القائد أن القبيلة هي سند كل عمل ثوري وتنموي وزراعي وجهادي وثقافي. وأن اليمن ستبقى حرة بقوة سواعد أبنائها الأقوياء مدافعين على الأرض والإنسان..الاوراق برس صحيفة الثورة. 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 12:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-25769.htm