- المحامية اليمنية نسمه تكتب عن اشباه الرجال فماذا تقصد ؟

- المحامية اليمنية نسمه تكتب عن اشباه الرجال فماذا تقصد ؟
السبت, 15-مايو-2021






بقلم المحامية/ نسمة عبد الحق النجار

قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) )الحجرات: آية 13).

وقال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم  في خطبة الوداع: (اتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً).

(النساء شقائق الرجال ولهن من الحقوق وعليهن من الواجبات ما تكفله وتوجبه الشريعة وينص عليه القانون)، نعم.. إنه نص المادة "31 من الدستور اليمني". 

تحاولُ المرأة العزف على لحن الحياة رغم القيود التي حولها، رغم الاضطهاد الممارس ضدها، رغم الحملة الشرسة  من أشباه الرجال عليها، رغم كل موجة تحاول العصف بها، لمنعها من رسم ملامح حياتها وفق الضوابط الإسلامية المشّرعة لحمايتها من أي انتقاص قد يطالها ويتسبب بضياع أو الانتقاص من حقوقها.

نعم... أعني تلك المرأة التي تحاولُ إثبات ذاتها في أيّ مجتمع يغلب عليه الجهل، حتى وهي تحاول الحصول على حقوقها المكفولة لها شرعًا قبل قانونًا، تظل في جهاد وهي تعزف السيمفونية لإسماع من حولها صدى وجودها تمهيدًا لإثبات وجودها كإنسانة كرمها الشرع الحنيف واعترف لها بحقوق وواجبات لا تختلف في مجملها عن الرجل باستثناء ما اقتضته الطبيعة الفسيولوجية، وما ذلك إلا سنة من سنن الله في الكون اقتضتها حكمة الله ورحمته، وذلك للتكامل ولتحقيق الشراكة بين الرجل والمرأة لعمارة الأرض الذي استخلف الله فيها كلاً من الرجل والمرأة وخاطبهما بالأحكام والتكاليف ذاتها دون أدنى تمييز، قال تعالى: (من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) "النحل:97"، والآية التي استهللت بها الحديث تدل أنّ الله لم يفرق بين الذكر والأنثى إلا بالتقوى.

نعم... هناك العديد من القيود المجتمعية التي تُمثل العادات والتقاليد السلبية التي تُحكم قبضتها على المرأة، كحرمانها من ميراثها الشرعي في تعدٍّ صارخ وواضح من شبيه الرجل على حدود الله، ظالمًا نفسه وهو يعلم ذلك، ولكن خوفه من ملامة مجتمعه وقبيلته أكثر أولوية عنده من نظرة الله إليه وهو يخالف تعاليم الشرع التي جاءت لتكرم الإنسان وتخرجه من عبادة العباد والأوثان إلى عبادة رب العباد العالم بكل احتياجات البشر، لذلك كان الدين الإسلامي صالحًا لكل زمان ومكان، متطورًا مع تطور الأحداث وهو ما يتجلى في (فقه الواقع).

لماذا أيها الناقص؟!.. نعم أعنيك يا شبيه الرجل!، المرأة ليست ناقصة حتى ترمي عليها سهام تخلفك، المرأة هي أمك التي بفضلها بعد الله وصلتَ لما وصلتَ إليه، حتى سولت لك نفسك تجاوز فطرة الإنسان السوي الذي يؤمن أن المرأة شريكة الرجل في كل مجالات الحياة، لأنه لا يوجد رجل كامل بدون أم أو أخت أو زوجة أو ابنة، مهما أبدى لمن حوله كماله، فملامح حماقته سرعان ما ستفضحه ! 

إن الإسلام كرم المرأة أيما تكريم، فقد أحاطها بالحماية والرعاية والاهتمام، لم ولن يستطيع أيّ قانون وضعي أنْ يبلغه مهما حرص، إلا أنْ تكون كل أحكامه بشأن المرأة مستقاة من الشريعة الإسلامية الغراء كحال القانون اليمني، الذي نص  في دستوره في المادة الأولى منه على: (الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية..)، كذلك نص في المادة الثانية على: (الإسلام دين الدولة)، أيضًا نص في مادته الثالثة على: (الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات)، وكل ذلك أكدته المادة (31) من ذات المرجع، والتي نصت على: (النساء شقائق الرجال ولهن من الحقوق وعليهن من الواجبات ما تكفله وتوجيه الشريعة وينص عليه القانون)، ونصت المادة (41) على: (المواطنون جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة)، وبما أن الدستور هو اعلى مرتبة في الهرم التشريعي؛ فإنه يجب على القوانين العادية ألا تخالفه، وإذا وجد أيّ مخالفة فهنا يتم الدفع بعدم دستورية المادة لمخالفتها نَصٍّ صريح في الدستور الأعلى مرتبة في الهرم التسلسلي القانوني. 

واذا كان هناك اضطهاد يمارس ضد المرأة، فإن مرده عادات وتقاليد مجتمعية سلبية وقوانين وضعية وليس للإسلام أي يد فيها حتى يُتهم بجموده وعدم مواكبته للتطور والمتغيرات، فدين الإسلام دين سماوي صالح لكل زمان ومكان لعلم الله تعالى باحتياجات البشر؛ فهو العليم الخبير، والمرأة التي تتجاوز ما أقره الشرع متناسية أن منعه عطاء ورحمة لها وتنجر وراء الأوهام والدعايات الغربية التي تحاول جعلها سلعة رخيصة بحجة التطور والانفتاح، فإن مثل هكذا امرأة لا تأسف عليها ولا خسارة، فهي اختارت طريق الشيطان، ووهبت نفسها واسترخصتها تحت مسمى الحرية الزائفة التي تؤدي إلى التهلكة والضياع والإهانة والانتقاص والنيل من الكرامة يقيناً، مهما بدت الشعارات براقة، فهي  تسعى لتدمير المجتمعات عن طريق تدمير المرأة المسلمة، فما وجدت امرأة صالحة إلا وصلحت الأسرة التي تعد اللبنة الاولى للمجتمع والعكس من ذلك صحيح.

إن الرجولة الحقيقة ليست تصنع أو زيف يسوقه مسمى رجل يستحقر المرأة، بل إن الرجولة كل الرجولة تكمن في احترام وتقدير المرأة وإعطائها حقوقها من ميراث وتعليم وتعلم وتعبير عن رأي وغيرها من الحقوق. المرأة ليست فقط نصف المجتمع  بل المجتمع بأكمله ؛ فهي نصفاً بذاتها والنصف الآخر  بشراكتها مع الرجل الذي ولدته كأم وشاركته حياته كزوجة وكانت له نعم القرين كأخت ونعم الابنة البارة الحنونة في كل مراحل حياته وبالتحديد عندما يصبح كهلاً.

والآن... مَن الناقص يا شبيه الرجل التي تتهم المرأة بالنقصان مقنّعاً بقناع الكمال وانت لا تستطيع العيش دون المرأة، فما عسى أن تقدم الشجرة، وهي خالية من أوراقها التي تحيط بها؛ فلا ظل يُرتجى منها، ولا ثمر يُنتظر موسم حصاده، ولا حتى مظهر جذاب يكون له بريقه، أو حتى ربح يعوض خسارة تبديده، لذلك قطعها والاستفادة من خشبها ليكون وجبة دسمة للنار هو أقصى ما يمكن الاستفاده منها، وبذلك يكون الفناء مصيرها بعد أن تم اقتلاعها من جذورها.

فهل استوعب الرجل الناقص مصيره نتيجة رقصه على حقوق من لا يستطع الاستغناء عنها في أيّ مرحلة من مراحل حياته، فهل ما يزال مصرًّا على الالتفاف على حقوق المرأة الشرعية القانونية في مشهد جنازة مهيب تشيّع فيه حقوق المرأة التي قتلها، ويبكي عليها ذارفًا دموع التماسيح، وليس بغريب عليه ذلك التمثيل المتقن، فهو يتغنى بحقوق المرأة قولاً لا تطبيقاً !! 

إن المرأة لا تطلب المماثلة مع الرجل، ولا تطلب منه هبة أو عطية، بل تطلب حقوقها المكفولة لها وفقًا للشرع الحنيف والقانون المستمد منه.

 نعم لصوت المرأة، نعم لمشاركتها الرجل في كل مجالات الحياة لعمارة الأرض، نعم لكل ذلك وفق حدود وضوابط الإسلام التي ما وجدت إلا لتكرم المرأة وتحميها وتهتم بها وتحيطها بالرعاية الكاملة في كافة الظروف والأزمنة، وللتأكيد على مكانة المرأة، فقد خلد القرآن الكريم نساء كامرأة فرعون آسيا، ومريم بنت عمران وغيرهما، بل وخُصت المرأة بأسماء وأحكام سور من القرآن كالنساء والمجادلة والطلاق. 

وكما يفتخر العالم الغربي بنساء كنادلة المستشارة الألمانية الملقبة بالمرأة الحديدية، والتي كانت عاملة في احدى المطاعم، أو هيلاري كلينتون - وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة السابقة للرئاسة، أو نجاة بلقاسم المغربية التي كانت ترعى الأغنام في طفولتها مع أبيها، ومن ثم تقلدت وزيرة في فرنسا بعد حصولها على الجنسية الفرنسية، فمن حق المرأة المسلمة أن تفتخر بنساء وبنات الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وكل امرأة سطر التاريخ الإسلامي بطولتها وبصْمتها في نشر الإسلام كأسماء الملقبة بذات النطاقين، وأم عمارة، وأم حكيم المخزومية، وجميع نساء الصحابة (رضي الله عنهم جميعًا)، والتابعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

نعم المرأة المسلمة هي عيد لكل يوم، وكل يوم عيد لها، والمرأة الغربية لها يوم عالمي للاحتفال به هو يوم8  مارس من كل عام و21 من ذات الشهر، والذي يعبر عنه بعيد الأم، وتشاركها المرأة المسلمة باعتبارهما بالنسبة لها أحد أيامها مستغلةً هكذا مناسبة لتؤكد للعالم أنه لا يوجد دين كرم المرأة كدين الإسلام منذ خلق الله الكون وحتى يرث الأرض ومن عليها.

"المرأة عماد الرجل، وملاك أمره، وسر حياته، من صرخة الوضع إلى أنّة النّزع، إنها تفهم معنى الحياة كما يفهمها الرجل، فيجب أن يكون حظها منها مثل حظ الرجل، إنها لم تخلق من أجل الرجل، بل من أجل نفسها، فيجب أن يحترمها الرجل لذاتها لا لنفسه، لذلك يجب عليه أنْ ينفس عنها قليلاً من ضائقة سجنها لتفهم أن لها كياناً مستقلاً، وحياة ذاتية، وأنها مسئولة عن ذنوبها وآثامها أمام نفسها وضميرها لا أمام الرجل، يجب على الرجل أن يحترمها لتتعود احترام نفسها، ومن احترم نفسه كان أبعد الناس عن الزلات، وبما أن المرأة مساوية للرجل في عقله وإدراكه، فإن عليه أنْ يعاملها معاملة الصديق للصديق، والنظير للنظير، ليستطيع أنْ يجد منها الصديق الوفي، والعشير الكريم".

نعم ما سبق هي عبارات جميلة من كتاب النظريات في جزئه الثالث، والأجمل من ذلك أنها بقلم رجل، نعم إنه مصطفى لطفي المنفلوطي. المرأة ناقصة عقل ودين وميراث، تلك اتهامات تصدر ممن يملكون عقولًا جوفاء، اتهامات ما أنزل بها الله من سلطان، إن تلك الأمور من الأصح أنْ تنعت بها المرأة باستخدام لفظ التمييز لحكمة من الله ورحمة للمرأة والرجل معًا، والتي تزيد وتؤكد المؤكد بأنّ الإسلام أرحم دين بالمرأة، وتلك المفارقات ما هي إلا للتكامل، ولا ينظر اليها ديننا الإسلامي الحنيف بأنها نقصان. كيف ذلك ؟ ، هاكم البيان،،، 

المرأة تتميز  بتحكيم عاطفتها على عقلها عند قياس المسائل ونظر المواقف، وتلك العاطفة وضعها الخالق فيها كونها الأم والأخت والزوجة والابنة ودور كلّ منهن يستوجب العاطفة، فلا يستقيم أن تتجرد المرأة من العاطفة، وتصبح كالرجل في الشدة التي يتميز بها كما تقتضيها الطبيعة الفسيولوجية لكلا الجنسين، ولا يعني ذلك تجرد المرأة من العقل أو الرجل من العاطفة، فهناك نساء أكثر عقلاً من الرجال، وهناك رجال أكثر عاطفة من النساء، ولكن الصفة الغالبة هي كما سبق بيانها، كذلك اعتبر الشرع شهادة الرجل بشهادة امرأتين؛ وذلك كون المرأة كثيرة النسيان نتيجة ما تمر به من ظروف اقتضاها تكوينها الفيسولوجي، وذلك الوضع رحمة من الله حتى لا تضيع الحقوق كما أنه ليس على الإطلاق. 

كما أن المرأة ناقصة دين؛ كونها تتعرض لعدة ظروف نتيجة تكوينها الفسيولوجي الذي لا دخل لها في تكوينه، بل كما أراد الله تعالى، ولذلك عذرها الشرع الحنيف من قضاء الصلاة دون الصيام، وإنْ لم تستطع الصوم لعذر شرعي فلها التكفير كحال الرجل. أيضاً المرأة تأخذ نصف نصيب الرجل من الميراث في حالات محدودة وليس على الإطلاق، أي أن الرجل يأخذ ضعف نصيب المرأة، وذلك لا علاقة له بمعيار الذكورة والأنوثة، بل لحكمة إلهية، كون الرجل خاطبه الشرع الحنيف بدفع المهر والنفقة على المرأة وأولاده، أي تحمُّل جميع نفقات الحياة، فاقتضت رحمة الله أن يكون نصيب الذكر مثل حظ الانثيين رحمة بالرجل وتسهيلاً له في أداء ما أوجبته عليه الشريعة الإسلامية، وهل جزاء ذلك اتهام المرأة بالنقصان في الإرث؟، وذلك الوضع ليس الوحيد في علم الفرائض، بل إن هناك حالات ترث فيه المرأة مثل الرجل، وحالات تحجب الرجل حجب حرمان وترث هي دونه، وكل هذا هو ما اعترف به الدستور اليمني في المادة (23)، والتي تنص على: (حق الإرث مكفول وفق الشريعة الإسلامية ويصدر به قانون)، وقد نظم ذلك تفصيلاً قانون الأحوال الشخصية، قال رسول الرحمة والإنسانية: (إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث).

وبعد بيان كل ذلك أجزم أن من لا زال يتهم المرأة بتلك الاتهامات ما هو إلا تعدٍّ على حكمة المولى جل جلاله، والتي شُرعت ووجد ثمارها الرجل والمرأة معًا، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على أنه لا يوجد دين ارحم من الدين الإسلامي على البشرية جمعاء، قال تعالى: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين). "الأنبياء: الآية 107".

شكراً لك أيها الرجل!! ، نعم أعني ما أقول، شكرًا لكل رجل يعترف بالمرأة ككيان مستقل لها ما له من حقوق وعليها ما عليه من واجبات على أساس مشترك يُدعى ضوابط الإسلام الحنيف لا سواه، المجد كل المجد لتاء التأنيث ونون النسوة، وأعيد وأكرر مؤكدة لعبارة "وفق ضوابط الإسلام".









بقلم المحامية/ نسمة عبد الحق النجار

قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) )الحجرات: آية 13).

وقال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم  في خطبة الوداع: (اتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً).

(النساء شقائق الرجال ولهن من الحقوق وعليهن من الواجبات ما تكفله وتوجبه الشريعة وينص عليه القانون)، نعم.. إنه نص المادة "31 من الدستور اليمني". 

تحاولُ المرأة العزف على لحن الحياة رغم القيود التي حولها، رغم الاضطهاد الممارس ضدها، رغم الحملة الشرسة  من أشباه الرجال عليها، رغم كل موجة تحاول العصف بها، لمنعها من رسم ملامح حياتها وفق الضوابط الإسلامية المشّرعة لحمايتها من أي انتقاص قد يطالها ويتسبب بضياع أو الانتقاص من حقوقها.

نعم... أعني تلك المرأة التي تحاولُ إثبات ذاتها في أيّ مجتمع يغلب عليه الجهل، حتى وهي تحاول الحصول على حقوقها المكفولة لها شرعًا قبل قانونًا، تظل في جهاد وهي تعزف السيمفونية لإسماع من حولها صدى وجودها تمهيدًا لإثبات وجودها كإنسانة كرمها الشرع الحنيف واعترف لها بحقوق وواجبات لا تختلف في مجملها عن الرجل باستثناء ما اقتضته الطبيعة الفسيولوجية، وما ذلك إلا سنة من سنن الله في الكون اقتضتها حكمة الله ورحمته، وذلك للتكامل ولتحقيق الشراكة بين الرجل والمرأة لعمارة الأرض الذي استخلف الله فيها كلاً من الرجل والمرأة وخاطبهما بالأحكام والتكاليف ذاتها دون أدنى تمييز، قال تعالى: (من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) "النحل:97"، والآية التي استهللت بها الحديث تدل أنّ الله لم يفرق بين الذكر والأنثى إلا بالتقوى.

نعم... هناك العديد من القيود المجتمعية التي تُمثل العادات والتقاليد السلبية التي تُحكم قبضتها على المرأة، كحرمانها من ميراثها الشرعي في تعدٍّ صارخ وواضح من شبيه الرجل على حدود الله، ظالمًا نفسه وهو يعلم ذلك، ولكن خوفه من ملامة مجتمعه وقبيلته أكثر أولوية عنده من نظرة الله إليه وهو يخالف تعاليم الشرع التي جاءت لتكرم الإنسان وتخرجه من عبادة العباد والأوثان إلى عبادة رب العباد العالم بكل احتياجات البشر، لذلك كان الدين الإسلامي صالحًا لكل زمان ومكان، متطورًا مع تطور الأحداث وهو ما يتجلى في (فقه الواقع).

لماذا أيها الناقص؟!.. نعم أعنيك يا شبيه الرجل!، المرأة ليست ناقصة حتى ترمي عليها سهام تخلفك، المرأة هي أمك التي بفضلها بعد الله وصلتَ لما وصلتَ إليه، حتى سولت لك نفسك تجاوز فطرة الإنسان السوي الذي يؤمن أن المرأة شريكة الرجل في كل مجالات الحياة، لأنه لا يوجد رجل كامل بدون أم أو أخت أو زوجة أو ابنة، مهما أبدى لمن حوله كماله، فملامح حماقته سرعان ما ستفضحه ! 

إن الإسلام كرم المرأة أيما تكريم، فقد أحاطها بالحماية والرعاية والاهتمام، لم ولن يستطيع أيّ قانون وضعي أنْ يبلغه مهما حرص، إلا أنْ تكون كل أحكامه بشأن المرأة مستقاة من الشريعة الإسلامية الغراء كحال القانون اليمني، الذي نص  في دستوره في المادة الأولى منه على: (الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية..)، كذلك نص في المادة الثانية على: (الإسلام دين الدولة)، أيضًا نص في مادته الثالثة على: (الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات)، وكل ذلك أكدته المادة (31) من ذات المرجع، والتي نصت على: (النساء شقائق الرجال ولهن من الحقوق وعليهن من الواجبات ما تكفله وتوجيه الشريعة وينص عليه القانون)، ونصت المادة (41) على: (المواطنون جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة)، وبما أن الدستور هو اعلى مرتبة في الهرم التشريعي؛ فإنه يجب على القوانين العادية ألا تخالفه، وإذا وجد أيّ مخالفة فهنا يتم الدفع بعدم دستورية المادة لمخالفتها نَصٍّ صريح في الدستور الأعلى مرتبة في الهرم التسلسلي القانوني. 

واذا كان هناك اضطهاد يمارس ضد المرأة، فإن مرده عادات وتقاليد مجتمعية سلبية وقوانين وضعية وليس للإسلام أي يد فيها حتى يُتهم بجموده وعدم مواكبته للتطور والمتغيرات، فدين الإسلام دين سماوي صالح لكل زمان ومكان لعلم الله تعالى باحتياجات البشر؛ فهو العليم الخبير، والمرأة التي تتجاوز ما أقره الشرع متناسية أن منعه عطاء ورحمة لها وتنجر وراء الأوهام والدعايات الغربية التي تحاول جعلها سلعة رخيصة بحجة التطور والانفتاح، فإن مثل هكذا امرأة لا تأسف عليها ولا خسارة، فهي اختارت طريق الشيطان، ووهبت نفسها واسترخصتها تحت مسمى الحرية الزائفة التي تؤدي إلى التهلكة والضياع والإهانة والانتقاص والنيل من الكرامة يقيناً، مهما بدت الشعارات براقة، فهي  تسعى لتدمير المجتمعات عن طريق تدمير المرأة المسلمة، فما وجدت امرأة صالحة إلا وصلحت الأسرة التي تعد اللبنة الاولى للمجتمع والعكس من ذلك صحيح.

إن الرجولة الحقيقة ليست تصنع أو زيف يسوقه مسمى رجل يستحقر المرأة، بل إن الرجولة كل الرجولة تكمن في احترام وتقدير المرأة وإعطائها حقوقها من ميراث وتعليم وتعلم وتعبير عن رأي وغيرها من الحقوق. المرأة ليست فقط نصف المجتمع  بل المجتمع بأكمله ؛ فهي نصفاً بذاتها والنصف الآخر  بشراكتها مع الرجل الذي ولدته كأم وشاركته حياته كزوجة وكانت له نعم القرين كأخت ونعم الابنة البارة الحنونة في كل مراحل حياته وبالتحديد عندما يصبح كهلاً.

والآن... مَن الناقص يا شبيه الرجل التي تتهم المرأة بالنقصان مقنّعاً بقناع الكمال وانت لا تستطيع العيش دون المرأة، فما عسى أن تقدم الشجرة، وهي خالية من أوراقها التي تحيط بها؛ فلا ظل يُرتجى منها، ولا ثمر يُنتظر موسم حصاده، ولا حتى مظهر جذاب يكون له بريقه، أو حتى ربح يعوض خسارة تبديده، لذلك قطعها والاستفادة من خشبها ليكون وجبة دسمة للنار هو أقصى ما يمكن الاستفاده منها، وبذلك يكون الفناء مصيرها بعد أن تم اقتلاعها من جذورها.

فهل استوعب الرجل الناقص مصيره نتيجة رقصه على حقوق من لا يستطع الاستغناء عنها في أيّ مرحلة من مراحل حياته، فهل ما يزال مصرًّا على الالتفاف على حقوق المرأة الشرعية القانونية في مشهد جنازة مهيب تشيّع فيه حقوق المرأة التي قتلها، ويبكي عليها ذارفًا دموع التماسيح، وليس بغريب عليه ذلك التمثيل المتقن، فهو يتغنى بحقوق المرأة قولاً لا تطبيقاً !! 

إن المرأة لا تطلب المماثلة مع الرجل، ولا تطلب منه هبة أو عطية، بل تطلب حقوقها المكفولة لها وفقًا للشرع الحنيف والقانون المستمد منه.

 نعم لصوت المرأة، نعم لمشاركتها الرجل في كل مجالات الحياة لعمارة الأرض، نعم لكل ذلك وفق حدود وضوابط الإسلام التي ما وجدت إلا لتكرم المرأة وتحميها وتهتم بها وتحيطها بالرعاية الكاملة في كافة الظروف والأزمنة، وللتأكيد على مكانة المرأة، فقد خلد القرآن الكريم نساء كامرأة فرعون آسيا، ومريم بنت عمران وغيرهما، بل وخُصت المرأة بأسماء وأحكام سور من القرآن كالنساء والمجادلة والطلاق. 

وكما يفتخر العالم الغربي بنساء كنادلة المستشارة الألمانية الملقبة بالمرأة الحديدية، والتي كانت عاملة في احدى المطاعم، أو هيلاري كلينتون - وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة السابقة للرئاسة، أو نجاة بلقاسم المغربية التي كانت ترعى الأغنام في طفولتها مع أبيها، ومن ثم تقلدت وزيرة في فرنسا بعد حصولها على الجنسية الفرنسية، فمن حق المرأة المسلمة أن تفتخر بنساء وبنات الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وكل امرأة سطر التاريخ الإسلامي بطولتها وبصْمتها في نشر الإسلام كأسماء الملقبة بذات النطاقين، وأم عمارة، وأم حكيم المخزومية، وجميع نساء الصحابة (رضي الله عنهم جميعًا)، والتابعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

نعم المرأة المسلمة هي عيد لكل يوم، وكل يوم عيد لها، والمرأة الغربية لها يوم عالمي للاحتفال به هو يوم8  مارس من كل عام و21 من ذات الشهر، والذي يعبر عنه بعيد الأم، وتشاركها المرأة المسلمة باعتبارهما بالنسبة لها أحد أيامها مستغلةً هكذا مناسبة لتؤكد للعالم أنه لا يوجد دين كرم المرأة كدين الإسلام منذ خلق الله الكون وحتى يرث الأرض ومن عليها.

"المرأة عماد الرجل، وملاك أمره، وسر حياته، من صرخة الوضع إلى أنّة النّزع، إنها تفهم معنى الحياة كما يفهمها الرجل، فيجب أن يكون حظها منها مثل حظ الرجل، إنها لم تخلق من أجل الرجل، بل من أجل نفسها، فيجب أن يحترمها الرجل لذاتها لا لنفسه، لذلك يجب عليه أنْ ينفس عنها قليلاً من ضائقة سجنها لتفهم أن لها كياناً مستقلاً، وحياة ذاتية، وأنها مسئولة عن ذنوبها وآثامها أمام نفسها وضميرها لا أمام الرجل، يجب على الرجل أن يحترمها لتتعود احترام نفسها، ومن احترم نفسه كان أبعد الناس عن الزلات، وبما أن المرأة مساوية للرجل في عقله وإدراكه، فإن عليه أنْ يعاملها معاملة الصديق للصديق، والنظير للنظير، ليستطيع أنْ يجد منها الصديق الوفي، والعشير الكريم".

نعم ما سبق هي عبارات جميلة من كتاب النظريات في جزئه الثالث، والأجمل من ذلك أنها بقلم رجل، نعم إنه مصطفى لطفي المنفلوطي. المرأة ناقصة عقل ودين وميراث، تلك اتهامات تصدر ممن يملكون عقولًا جوفاء، اتهامات ما أنزل بها الله من سلطان، إن تلك الأمور من الأصح أنْ تنعت بها المرأة باستخدام لفظ التمييز لحكمة من الله ورحمة للمرأة والرجل معًا، والتي تزيد وتؤكد المؤكد بأنّ الإسلام أرحم دين بالمرأة، وتلك المفارقات ما هي إلا للتكامل، ولا ينظر اليها ديننا الإسلامي الحنيف بأنها نقصان. كيف ذلك ؟ ، هاكم البيان،،، 

المرأة تتميز  بتحكيم عاطفتها على عقلها عند قياس المسائل ونظر المواقف، وتلك العاطفة وضعها الخالق فيها كونها الأم والأخت والزوجة والابنة ودور كلّ منهن يستوجب العاطفة، فلا يستقيم أن تتجرد المرأة من العاطفة، وتصبح كالرجل في الشدة التي يتميز بها كما تقتضيها الطبيعة الفسيولوجية لكلا الجنسين، ولا يعني ذلك تجرد المرأة من العقل أو الرجل من العاطفة، فهناك نساء أكثر عقلاً من الرجال، وهناك رجال أكثر عاطفة من النساء، ولكن الصفة الغالبة هي كما سبق بيانها، كذلك اعتبر الشرع شهادة الرجل بشهادة امرأتين؛ وذلك كون المرأة كثيرة النسيان نتيجة ما تمر به من ظروف اقتضاها تكوينها الفيسولوجي، وذلك الوضع رحمة من الله حتى لا تضيع الحقوق كما أنه ليس على الإطلاق. 

كما أن المرأة ناقصة دين؛ كونها تتعرض لعدة ظروف نتيجة تكوينها الفسيولوجي الذي لا دخل لها في تكوينه، بل كما أراد الله تعالى، ولذلك عذرها الشرع الحنيف من قضاء الصلاة دون الصيام، وإنْ لم تستطع الصوم لعذر شرعي فلها التكفير كحال الرجل. أيضاً المرأة تأخذ نصف نصيب الرجل من الميراث في حالات محدودة وليس على الإطلاق، أي أن الرجل يأخذ ضعف نصيب المرأة، وذلك لا علاقة له بمعيار الذكورة والأنوثة، بل لحكمة إلهية، كون الرجل خاطبه الشرع الحنيف بدفع المهر والنفقة على المرأة وأولاده، أي تحمُّل جميع نفقات الحياة، فاقتضت رحمة الله أن يكون نصيب الذكر مثل حظ الانثيين رحمة بالرجل وتسهيلاً له في أداء ما أوجبته عليه الشريعة الإسلامية، وهل جزاء ذلك اتهام المرأة بالنقصان في الإرث؟، وذلك الوضع ليس الوحيد في علم الفرائض، بل إن هناك حالات ترث فيه المرأة مثل الرجل، وحالات تحجب الرجل حجب حرمان وترث هي دونه، وكل هذا هو ما اعترف به الدستور اليمني في المادة (23)، والتي تنص على: (حق الإرث مكفول وفق الشريعة الإسلامية ويصدر به قانون)، وقد نظم ذلك تفصيلاً قانون الأحوال الشخصية، قال رسول الرحمة والإنسانية: (إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث).

وبعد بيان كل ذلك أجزم أن من لا زال يتهم المرأة بتلك الاتهامات ما هو إلا تعدٍّ على حكمة المولى جل جلاله، والتي شُرعت ووجد ثمارها الرجل والمرأة معًا، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على أنه لا يوجد دين ارحم من الدين الإسلامي على البشرية جمعاء، قال تعالى: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين). "الأنبياء: الآية 107".

شكراً لك أيها الرجل!! ، نعم أعني ما أقول، شكرًا لكل رجل يعترف بالمرأة ككيان مستقل لها ما له من حقوق وعليها ما عليه من واجبات على أساس مشترك يُدعى ضوابط الإسلام الحنيف لا سواه، المجد كل المجد لتاء التأنيث ونون النسوة، وأعيد وأكرر مؤكدة 









تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 07:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-24989.htm