- حكاية بنت الصبري، وجلوسها بين الرجال في طابور تعبئة سيارتها بترول من الخامسة فجرًا..!

- حكاية بنت الصبري، وجلوسها بين الرجال في طابور تعبئة سيارتها بترول من الخامسة فجرًا..!
الخميس, 06-أغسطس-2020
اوراق برس من صنعاء -

حكاية بنت الصبري، وجلوسها بين الرجال في طابور تعبئة سيارتها بترول من الخامسة فجرًا..!

الأوراق/ فيسبوكيات من صفحة (منى الصبري)

بكّرت الخامسة فجرًا مستعجلة ومتوقعة أني سأجد أمامي القليل من السيارات في محطة البترول لأتفاجأ أنّ أمامي طابورًا طويلًا جدًّا من السيارات، فسلّمت أمري لله، ووقفتُ خلف سيارة كادت أن تصدمني لتقف قبلي في الطابور.. ومرت الساعات والجميع ينتظر على أمل أن المحطة ستفتح حسب النظام الـ(8) صباحًا، لكن ذلك لم يحدث، وظل السرب جامدًا حتى التاسعة والنصف، حيث مرّ مدير المحطة والمرافقين لإعطاء كروت صفراء تسمح بالتعبئة لِمن يملك فقط أوراق إثبات مِلكية السيارة، وهم قليل.. غير ذلك سيُحرمون من التعبئة.. ضرب الجميع أخماسًا في أسداس، وحالة من الارتباك والتوتر والقلق عمّت الكثير، فتلك تتصل لتحلّ مشكلتها، وآخر يركبُ "تاكسي" ليحضر الأوراق، وذاك يذهبُ ليعمل مبايعة لابنته أو زوجته..

بعد انتهاء مرور اللجنة الموقّرة ذهابًا وإيابًا على السّرب الطويل الممتد لإبلاغهم بالقرار ورؤية الأوراق وتوزيع الكروت الصفراء، تم السماح أخيرًا بفتح المحطة ليتحرك سرب السيارات متثاقلاً بطيئًا كسلاحف أصابها المرض، فلمّا سألتُ لماذا؟!!، قالوا هناك امرأة واحدة فقط تكتب رقم السيارة، وتدخلها في النظام حتى لا تعود صاحبة السيارة للتعبئة إلا بعد خمسة أيام أو أكثر تقريبًا، كما أنّ هناك "طرمبة" واحدة فقط شغّالة لتقوم بتعبئة السيارات، وباقي "الطرمبات" مغلقة، وممنوع استخدامها.. عجيب جدًّا.. لماذا؟!.. لم أنتظر الإجابة، بل كانت عينَاي مركّزتان على نقطة الوصول، وكلّ همّي (متى ستنتهي هذه المعاناة، وأحصلُ على نصيبي من البترول (الدبتين 40 لترًا)؟.. المهم جاءت الساعة الـ 12 ظهرًا، وتوقّف الطابور بسبب انتهاء الفترة الصباحية (موعد الغداء والراحة).. لا أعلم ما الذي أتعب القائمين على المحطة، ولماذا دوامهم هكذا قصير جدًّا...؟!، أيضًا لم أحاول البحث عن إجابة فقد أكلتني الشمس الحارقة، وكنتُ غارقة بعَرَقي، وأعمتني الأتربة وأدخنة سيارات المارة، عاجزة بأنْ أجد حمّامًا لِأتوضأ فيه وأصلّي، ولا مطعم قريب لأرتاح وأتناول وجبة الغداء.. اضطررتُ لِأنْ أخرج من السيارة للجلوس فوق الرصيف تحت شجرة استظلّ بظلها، ورغم كل ذلك لم أسلم من تعليقات المارة، لكن تعليقاتهم كانت أخفّ وطأةً من حرارة السيارة والبقاء فيها.

أخيرًا جاءت الساعة الثالثة، ومرت سيارة تابعة للمحطة، مرارًا وتكرارًا، بمكبّر صوت لِتُذكّر الجميع بضرورة تواجد أوراق ثبوت ملكية السيارة قبل الدخول للمحطة، وإلا سيُحرمون من دخول المحطة، ولن يُسمح لهم بالتعبئة، وتحرَّك الطابور متثاقلاً كالعادة.. وأخيرًا وصلتُ إلى باب المحطة، شعرتُ بأنه مرّ دهرًا، فنظرتُ إلى الساعة، ووجدتها الخامسة عصرًا.

12 ساعة مساربة، لم تتحرك شفتاي امتعاضًا، ولم يَقوَ لساني حتى على التعليق.. ووصلت منهكة متهالكة. 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-24647.htm